منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 04 - 2023, 02:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,807

القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وروح الغلبة


القديس أثناسيوس الرسولي




الأنبا أنطونيوس وروح الغلبة



الخط الواضح في كتاب "حياة أنطونيوس" Vita Antonii الذي سجله تلميذه البابا أثناسيوس هو صراع القديس مع الشياطين، موضحًا ما يحمله المؤمن الحقيقي من روح الغلبة والنصرة حتى على الشياطين والأرواح النجسة. جاء في رسائله:
[قاوموا الشيطان، واجتهدوا أن تعرفوا خداعاته، فقد اعتاد أن يخفي المرارة وراء مظهر العذوبة حتى لا تنكشف، مقدمًا أوهامًا تبدو لناظريها جميلة، غير أن حقيقتها تختلف عن مظهرها. هذا كله يفعله لكي يخدع القلوب بدهائه المتشبه بالحق وله جاذبيته.
يوجه الشيطان كل جهوده لهذا الهدف، مقاومًا كل النفوس المتعبدة لله حسنًا، بجميع الطرق الممكنة. وما أكثر أنواع الشهوات التي يبثها في النفس لعله يطفئ النار الإلهية، مستعينًا بالقصور الذاتي للجسد وكل ما يتعلق به.

عندما يرى البعض متحفظين منه، لا يقبلون منه شيئًا، ولا يسمعون له في شيء، يُولّى عنهم في خزي. عندئذ يعطيهم روح الله راحة ويجعل لهم لذة في كل عمل، يصير حمل نير الرب حلوًا، كما هو مكتوب في الإنجيل: "فتجدوا راحة لنفوسكم" مت 29:11. رغم قبولهم النير وحملهم إياه لا يعودون يكلِّون من التدريب في الفضيلة أو القيام بالخدمة والسهر الليلي، ولا يشعرون بالغضب من جهة أي مضايقة بشرية، ولا يخافون إنسانًا أو حيوانًا مفترسًا أو روحًا شريرًا، لأن فرح الرب يستقر فيهم نهارًا وليلًا، معطيًا الحياة لعقولهم، فيكون الفرح طعامهم، وبه تنمو نفوسهم وتقترب من كل شيء ومن كل كمال، وبه ترتفع إلى السماء[8].]
كان هذا المعلم العجيب قائدًا خفيًا لتلميذه الذي عاش أغلب حياته في سلسلة لا تنقطع من الصراع. لم يعرف فترات السلام الخارجي في خدمته إلا القليل النادر. وجاءت رسائله الفصحية السنوية تكشف لا عن نفس مرة من أجل مقاومة الكثيرين والمستمرة له، بل عن اعتزاز حي بالجهاد المستمر مع رجاء صادق في التمتع بنصرات لا تنقطع.
قيل له: "العالم كله ضدك يا أثناسيوس!" وكانت إجابته التلقائية النابعة من خبراته اليومية، "وأنا ضد العالم". لم يكن هذا عن كبرياءٍ أو تشامخٍ ولا عن انغلاق القلب عن البشرية، وإنما عن يقين في إمكانيات الله العاملة فيه مهما بلغت المقاومة، حتى وإن شملت كل العالم.
آمن القديس أثناسيوس أنه مختفي في المسيح، وما يمارسه إنما باسم المسيح ولحسابه، يعمل عمل المسيح، لهذا لم يدخل اليأس قط إلى قلبه، ولم يحمل روح الفشل بل روح الغلبة والنصرة.
دُبرت مؤامرات كثيرة ضده، لكنه آمن بذاك الذي ينقذ العصفور من فخ الصيادين، في يقين بروح الغلبة بلا خوف. إذ خطط الأريوسيون لتحطيمه انطلق إلى القسطنطينية، وفي شجاعة انطلق إلى حيث مركبة الإمبراطور وأمسك بلجام الفرس. ارتبك الكل قائلين: "من هو هذا المتجاسر ليوقف المركبة الإمبراطورية؟" وإذ عرف قسطنطين شخصه أُعجب بشجاعته، ودعاه ليجلس معه في المركبة، ويتحقق مما جاء من أجله.
لقد قضى أغلب حياته في ضيقٍ خارجيٍ دون أن يفقد سلامه وإيمانه بنواله روح النصرة.
لقد دامت رئاسته 46 عاما، قضى منها 17 عامًا في النفي:
ا. في عهد قسطنطين ( 335 -337م ) في تريف.
ب. في عهد قسطنطيوس ( 339 - 346 م ) حيث زار روما.
ج. في عهد قسطنطيوس ( 356 - 362 م ) حيث عاش في براري مصر.
د. في عهد يوليانوس ( 362 - 363 م ) حيث عاش في براري مصر.
هـ. في عهد فالنس ( 365 - 366 م ) حيث عاش في براري مصر.
أتهم في مجمع صور عام 335 م بقتل الأسقف الميلاتي أرسانيوس، وهتك بتولية عذراء، وتحطيم كأس الإفخارستيا الذي كان يستخدمه أسخيراس وظهر بطلان هذه الاتهامات.
عبّر عن التمتع بروح الغلبة على الموت كما على قوات الظلمة:
v بعد قيامة مخلصنا الجسدية، لم يعد يوجد سبب للخوف من الموت.
الذين يؤمنون بالمسيح يطأون على الموت كأنه لا شيء، مفضلين أن يموتوا بالحري عن أن ينكروا الإيمان بالمسيح. فإنهم مقتنعون أن الموت لا يعني دمارًا بل حياة، خلال القيامة يصيرون غير قابلين للدمار...
الدليل الواضح على هذا هو أنه قبل الإيمان بالمسيح كان الناس يتطلعون إلى الموت كموضوعٍ مرعبٍ، كشيءٍ يجعلهم جبناء. وما أن قبلوا الإيمان وتعليم المسيح، حتى صاروا على العكس يحسبون الموت أمرًا صغيرًا يدوسون عليه، ويجعلهم شهودًا للقيامة التي حققها المخلص ضد الموت[9].
v إذ بسط يديه على الصليب طرح رئيس سلطان الهواء الذي يعمل في أبناء المعصية (أف 2:2)، مهيئًا لنا طريق السماوات[10].
v حين رُفع جسده إلى العُلا ظهرت الأمور التي في السماء[11].
v بعلامة الصليب يبطل كل سحر، وتنتهي كل عرافة.
القديس أثناسيوس الرسولي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وروح الرجاء
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وانفتاح قلبه
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس والبصيرة الداخلية
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وقلب الإمبراطور
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وروح الفرح


الساعة الآن 04:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024