رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أقامته نظام الشركة وشرع لوقته في اقامة شركة حتي يساعدوا بعضهم بعضاً ويقوموا باعالة المحتاجين والضعفاء، فاجتمع اليه كثيرون وبنوا أديرة وأتخذوا لهم عيشة مشتركة. وكان القديس يرسل لهم قانون العبادة وشغل اليد والتصرف اللائق ويدبرهم في الجلوس والقيام والسكوت والكلام ويتشدد في ذلك الي أبعد حد. ولقد كان لخدمته العسكرية أثر كبير في حياته اذ تدرب فيها علي الطاعة والعمل اليدوي والحياة المشتركة، وقد تضمن تنظيم حياة الشركة وتدبيره للآباء الرهبان جميع هذه النواحي العملية. وفيما يلي تطبيقات عملية لبعض قوانين الرهبنة التي نظمها القديس: 1- كان مفروضاً علي طالب الرهبنة أن يعرف معني الرهبنة: الرهبنة هي: الصوم بمقدار، والصلاة بمداومة، وعفة الجسد وطهارة القلب وسكوت اللسان وحفظ النظر والتعب بقدر الامكان، والزهد في كل شئ. وكان يقول: جميع آبائنا القديسين، بجوع وعطش وحزن كثير، اكملوا سعيهم ونالوا المواعيد. إن كنت قد نذرت لله بكورية بمحبة واشتياق فاطلبه من كل قلبك وأسلك حسب وصاياه. وحينئذ يجعلك الله أبنا له، ويباركك، ويصير بركتك نهراً، ونهرك بحراً، ويجعلك كبركة نار، وسراجه يضئ عليك، وتمتلئ نوراً من الأشراق الالهي. ويعطيك الاله مجداً مثل مجد القديسين، فتضع ثقلا علي أراكنة الظلمة، وتري قوة الله في يمينك، وتغرق فرعون وجنوده في بحر ملح وتخلص شعبك من عبودية الغرباء، وتورثهم أرض الخيرات التي تفيض لبنا وعسلاً، التي هي كمال سعيك وخروجك من هذا العالم بسلام. آمين. 2- النوم: كان القديس باخوميوس يديم الصلاة بنسك زائد وسهر. واذا أراد ان يرقد، لم يكن يرقد ممتداً، ولا علي مصطبة بل كان يجلس مستنداً الي الحائط. وكان اذا مضي الي موضع خارج الدير مع الأخوة واضطروا الي المبيت كان يأمرهم(يفرض عليهم) أن يحفر كل واحد منهم لنفسه حفرة في الأرض مثل مراقدهم في الدير قائلاً لهم: أنه من الواجب علي الانسان الراهب أن يتعب نفسه في مرقده لكون روح الزني يقفز علي الرجل ليجربه بشدة لاسيما اذا رقد منفرشاً ممتداً براحة. 3 – العمل اليدوي: وهذا ما كان راهب أو رئيس رهبنة ليعفي منه. وعليه فلقد كان أنبا باخوميوس يشاطر رهبانه أعمالهم اليدوية. يخرج معهم الي الحقول لمزاولة الزرع والحصاد ويحمل مؤونته بنفسه أسوة بهم. وقيل انه مضي دفعة، في أمر مع الأخوة وكان ذلك الأمر يحتاج الي أن يحمل كل واحد منهم كمية من الخبز. فقال له احد الشبان: حاشاك أن تحمل شيئاً يا أبانا. هوذا أنا قد حملت كفافي وكفافك. فأجابه القديس: هذا لا يكون أبداً. أن كان قد كتب من اجل الرب أنه يليق به أن يتشبه باخوته في كل شئ، فكيف أميز نفسي أنا الحقير عن اخوتي حتي لا أحمل حملي مثلهم. وهذا هو السبب في أن الأديرة الآخري كائنة بانحلال لأن صغارهم مستعبدون لكبارهم وليس من اللائق أن يكون هذا لأنه مكتوب: من يريد ان يكون كبيراً فيكم فليكن لكم عبداً. 4 – العقاب: واذ كان العقاب ضرورة لا بد منها في حياة الشركة كان يوبخ للهفوات البسيطة. |
|