رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، ولَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَه. 7 فيُجيبُ ذاك مِنَ الدَّاخلِ: لا تُزعِجْني، فالبابُ مُقفَلٌ وأَولادي معي في الفِراش، فلا يُمكِنُني أَن أَقومَ فأُعطِيَكَ. 8 أَقولُ لَكم: وإِن لم يَقُمْ ويُعطِه لِكونِه صَديقَه، فإِنَّه يَنهَضُ لِلَجاجَتِه، ويُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه. تشير عبارة "يُعطِه لِكونِه صَديقَه" إلى يسوع الذي يعطي مثل الصديق كي يكشف وجه الآب. أمَّا عبارة "يُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه" فتشير إلى صديق لا يُلبِّي ما طُلب منه عن صداقة، بل ليرتاح منه شأنه في ذلك شان القاضي الظالم (لوقا 18: 4-5). فلا يعني هذا الكلام أنَّ الله يتصرف هكذا معنا، أو انه يستجيب لنا تفاديا لإزعاجنا له، بل كما يُعلق القديس أوغسطينوس "إن كان الشخص النائم التزم إن يعطي قسرًا بعد إزعاجه من نومه لذاك الذي يسأله، فكم بالأحرى إن يُعطى أكثر ذاك الذي لا ينام، بل يُيقظنا من نومنا لكي نسأله إن يعطينا؟"؛ فالكلام يُبيّن طيبة الله وسخاءَه بحجة أولى. "فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ" (لوقا 11: 13). ومن هذا المنطلق، فان هذا المثل يُبرز موقف الله الذي يستجيب، لأنه عادلٌ وصالح وأب. |
|