إن كان الحمقى لا يكسبون لهم أصدقاء، فإنهم لا يدركون مفهوم الصداقة الحقيقية.
كثيرًا ما يتحدث القدِّيس يوحنا الذهبي الفمعن المحبة التي تُقِيم للإنسان أصدقاء فإن أقام عشرة أصدقاء معًا، فعوض أن يكون له يدان يعمل بهما يصير له كل الأيدي أي 22 يدًا يعمل بها كل واحدٍ منهم، فكم لو بالحب كسب الآلاف يعمل بهم، وهم يعملون به.
v أتدركون سمو المحبة، كيف تجعل الإنسان الواحد لا يُقهَر يزداد مرات كثيرة عما هو عليه. ألا ترى أن الإنسان الواحد يمكن أن يكون حاضرًا في أماكنٍ كثيرة في وقتٍ واحدٍ (إن كل صديقٍ له يُحسَب كأنه هو). فسيكون جزء منه في فارس كما في روما.
أي شيء لا تقدر المحبة أن تفعلها. جزء منه يكون حاضرًا هنا والآخر هناك. أو بالحريّ يكون الكل هنا والكل هناك. فإن كان له ألف صديق، أو له ألفان، تخيَّل مرة أخرى مدى قوته... (لا ترى أن المحبة تضاعف قوة الإنسان)؟ إنه لأمر ملحوظ أن إنسانًا واحدًا يحمل ألفًا من قوته.