منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 01 - 2014, 04:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

الحكمة بين الصمت والكلام
إنه تدريب مشهور عند الشباب الروحي، أعنى "تدريب الصمت". يريدون به أن يتخلصوا من أخطاء الكلام عملًا بقول الكتاب " كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم10: 19). وأيضًا قول داود النبي في المزمور " ضع يا رب حافظًا لفمي، بابًا حصينًا لشفتي" (مز141: 3). وعملًا بقول القديس ارسانيوس الكبير " كثيرًا ما تكلمت فندمت. وأما عن سكوتي، فما ندمت قط".
ومع ذلك فالإنسان الحكيم يعرف أنه ليس كل صمت فضيلة، وليس كل كلام خطيئة.

الحكمة بين الصمت والكلام
والحكيم لا يصمت حين يجب الكلام، ولا يتكلم حين يجب الصمت.
بالحكمة يعرف متى يتكلم؟ وكيف؟ وإذا تكلم... ماذا يكون قدر كلامه؟
وبأي أسلوب يتحدث؟ بحيث ينطبق عليه ما قيل لعذراء سفر النشيد: "شفتاك يا عروس تقطران شهدًا" (نش4: 11). فيخرج من فمه كلام المنفعة، وكلام العزاء، وكلام الحكمة. ويشعر الكل أنه لم يكن هو المتكلم، بل روح أبيه الذي فيه (متى10: 20).
وهكذا يتكلم بميزان، وبروية، وبحكمة، وبفائدة. ولا يندم على كلمة يقولها. ولا يشتاق إلى الصمت الذي يحمي من أخطاء اللسان.
المسألة إذن تحتاج إلى إفراز. ولا يؤخذ الصمت كتدريب بطريقة حرفية خالية من الروح، لأنه ربما يكون في بعض الصمت أخطاء.
والحكيم يعرف تمامًا حينما يجابه بحماقات الناس كيف يتصرف. وهنا يجد الشخص العادي نفسه أمام آيتين: "لا تجاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا تعدله أنت" (أم26: 4).
" جاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا يكون حكيمًا في عيني نفسه" (أم26: 5).
ليس شيء من التناقض بين هاتين الآيتين، وإنما حسب الحكمة يدرك الإنسان متى يجاوب الأحمق، ومتى لا يجاوبه..
إن كانت مجاوبته تجعلك معادلًا له، فالخير أن تصمت ولا تجاوبه.
الحكمة هي الفيصل في الأمر. وبالافراز تميز أي التصرفين أفضل ومن الجهل أن تعطي تعليمًا واحدًا لكل الحالات.
لا نستطيع أن نقول لك أن تصمت، بينما كلمة منك تحل مشكلة... ولا أن تصمت، إن كان الصمت يمكن فهمه على غير ما تقصد...
كذلك ليس في كل وقت ما ورد في بستان الرهبان وينفذه على نفسه حرفيًا، وبدون إرشاد، وهو ليس من الرهبان، وظروفه الروحية غير ظروفهم..!
ففي أوقات أخرى قد يكون الصمت جهلًا، أو بلادة وعدم حكمة... وقد يكون خوفًا وعدم رجولة.
وبالإفراز تميز كل حالة من الأخرى والمرشد الروحي لا يضع ابنه تحت ناموس، مقيدًا لا يدرك هدفها... إنما هو يمنحه الحكمة والإفراز، ويتركه ليتصرف في كل حالة حسبما تستوجب...
وما نقوله عن الصمت، يمكننا أن نقول ما يشابهه عن فضائل أخرى...
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من علامات النسك الصمت والكلام
ما بين الصمت والكلام 26-4-2009
الصمت والكلام للمتنيح البابا شنودة
ما بين الصمت والكلام
بين الصمت والكلام


الساعة الآن 07:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024