الرجل والمرأة
إن الرجل والمرأة هما جزءٌ من الطبيعة. ومع أنهما من المخلوقات الحيَّة، فهم يختلفان عن الحيوانات، لأن الله صنعهما "على صورته"، قاصداً أن يمتِّعهما بصداقته. وقد كانا التاج المجيد لخليقته كلها على الأرض.
وخبز آدم وحواء في تكوين 2 يبين أهمية البشر، رجالاً ونساء، في خليقة الله. فقد وضع الله آدم في جنةِ (بستانِ) عدن، ليعتني بها ويعمل فيها. إذاً العمل بحد ذاته ليس شراً لا بد منه، إذ هو جزءٌ من قصد الله الأصلي. ولم يشأ الله أن يعيش الرجل وحده، فصنع المرأة شريكاً مثالياً له، تعاونه وتشاركه في الحياة. والعلاقة بين الرجل والمرأة، تبعاً لخصوصية كل منهما من الناحية الجنسية، إنما هي جزءٌ من خليقة الله الكاملة.
ولكن لما عصى آدم وحواء أمر الله، فقدا ما كان لهما من الشركة الحرة معه وأحدهما مع الآخر. وقد أثرت عواقب خطيتهما في جميع جوانب حياتهما. فصار عمل الرجل عبئاً ثقيلاً عليه، وعلاقة المرأة بزوجها تؤتيها الألم كما السرور.
وفي ما تبقى من الكتاب المقدس انعكاسٌ لِكلا مجد الرجل والمرأة وسقوطهما. فهما في منزلة ثانية بعد الله، مكللان بالمجد والكرامة. وهما قيِّمان على كل ما خلقه الله، يُشاركان في صفة الإبداع بالفن، ويُعنيان بخيرات الأرض. لكننا نراهما أيضاً مُفسدين ومنحرفين ومنحطين وعنيفين وشريرين.
ويُعلن العهد الجديد فجر عصر جديد. فالبشر "في آدم" هُم ما هُم دائماً أبداً. ولكن الرجل والمرأة في المسيح ليس أحدهما أدنى مقاماً من الآخر. فكلاهما يُصنَع جديداً ويشترك في الخليقة الجديدة على قدم المساواة مع الآخر، كي يعيشا الحياة كما قصدها الله أصلاً.
راجع أيضاً السقوط، مصير المؤمنين السعيد، الحياة.
تكوين 1: 26- 28؛ 2؛ 3 تثنية 5؛ 8؛ مزمور 8؛ رومية 1- 3؛ 5: 12- 19؛ 8: 18- 25؛ 2 كورنثوس 5: 17؛ 6: 16- 18؛ غلاطية 3: 28