رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يدفع الضرائب "وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: "أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟" قَالَ: "بَلَى". فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: "مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الْأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الْأَجَانِبِ؟" قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: "مِنَ الْأَجَانِبِ". قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. وَلكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ" (متى 17:24-27). رجع المسيح إلى وطنه كفر ناحوم بعد غياب طويل، وكان جباة مال الهيكل ينتظرون رجوعه ليأخذوا منه الدرهمين المفروضين على كل يهودي فوق سن العشرين. ويجوز أن هذا الطلب تقدم الآن لأول مرة بتحريك من الرؤساء، ليحقِّروا المسيح بحرمانه من حقوق الإعفاء الممنوحة للأنبياء ورؤساء الدين، أو لاتخاذ حجة لضرره إن رفض الدفع. ويجوز أنه كان يدفع سنوياً هذه الكمية الزهيدة. فالتقى الجباة ببطرس خارجاً، وسألوه: "أما يوفي معلمك الدرهمين، حسب عادته؟" كان على بطرس أن يسأل المسيح قبل أن يجاوبهم، لكنه تطفل وقال لهم: "نعم". فلما عاد إلى البيت بيَّن المسيح له خطأه. وسأله: "ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية؟ هل تؤخذ من بني الملك؟ أو من رعاياه الذين هم أجانب بالنسبة إلى أولاده". فأجاب بطرس: "من الأجانب" فقال المسيح: "إذاً البنون أحرار. قد اعترفت أني ابن الله. فكيف يطلبون منّي جزية لبيت أبي؟". اكتفى المسيح بأن صرّح بحقوقه ولم يتشبَّث بها، فلو أصرَّ على عدم الدفع يُعثِر الآخرين، لأن الرؤساء والجمهور لا يعترفون به كالمسيح. فيكون رفضه دفع الجزية في نظرهم تمرُّداً وتحقيراً للهيكل والدين. ولم تكن هذه الجزية من تقاليد الشيوخ، ليكون في رفضها فائدة تعليمية، بل هي من نظام موسى الأصلي، وهو لا يقصد إلغاء الفرائض الخارجية التي هي بوصايا إلهية، إلا بعد إتمامها وإكمال عمله الفدائي. فامتثل للنظام، وأعطى بذلك مثالاً لتابعيه أن لا يتشبّثوا بحقوقهم متى خشوا من ذلك حدوث ضرر أو خصام أو شكوك. فالسير على هذه القاعدة يزيل القسم الأعظم من المشاكل والخصومات بين الناس. قد يكون الصندوق الذي كان في عهدة الإسخريوطي فارغاً في هذا الوقت، أو أن المسيح أراد أن يقرن خضوعه للنظام بمعجزة تقوّي إيمان بطرس، وتعلن أن هذا الخضوع لم يكن قسراً. فمع خضوعه للظلم في ما يتعلق ببيت أبيه المتواضع، المسمى بالهيكل، يستعمل سلطانه الشرعي في بيت أبيه الأوسع الذي هو الخليقة. لذلك أمر بطرس أن يُحضر المطلوب بواسطة مهنته - ليس بصيد رسمي بالشباك والسفينة، بل بالصنارة، لأجل السرعة. وأخبره أنه عندما يفتح فم أول سمكة يصطادها، يجد إستاراً يساوي أربعة دراهم تكفي لدفع الضريبة المفروضة عليه وعلى سيده. وقال: "أعطهم عني وعنك" لا: "عنا" لأن بطرس مكلَّف بالدفع قانونياً، ولكن المسيح غير مكلَّف، فيكون دفعه كرماً منه وتطوُّعاً. |
|