إن الله الصالح الرحوم يفيض أيضًا على المتضايقين نِعَمهُ وخيراته الجزيلة، ليُفَرِّج عنهم كربهم. لقد أخبر الرسول العظيم بولس عن اهتمام الله به، أثناء ضيقه في مكدونية، وذلك بإرسال الله له تلميذه تيطس، قائلًا: "لكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا بِمَجِيءِ تِيطُسَ" (2كو 7: 6).
وقد عزى الله أيضًا أمنا حواء، بعد مقتل هابيل البار، بولادة ابن جديد أسمته شيث. وعَوَّضَ دانيال النبي عن ذله، وهو أسير في قصر نبوخذنصر بنعمة الحكمة، التي جعلت منه مشيرًا للملوك، وأجبرت كل من في القصر على احترامه وتقديره. وعزى الله يوسف الصديق عندما وهبه توفيقًا، ونجاحًا في كل ما امتدت إليه يديه في بيت فوطيفار، فترك له فوطيفار تدبير بيته، ورقاه فوق كل العاملين معه، وعندما أُلقيَّ يوسف في السجن، أعطاه الله نعمة خاصة في عيني رئيس السجن، كقول الكتاب: "وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ" (تك 39: 21). فترك له رئيس بيت السجن تدبير العمل والنظام في السجن.