رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس سمعان الخراز ونقل جبل المقطم ثلاثة أيام صامتهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كانت علامة فارقة في تاريخها.. هي ذكرى معجزة نقل جبل المقطم التي تمت بصلوات القديس سمعان الخراز. واحتفظت الكنيسة بهذا الصيام – ثلاث أيام في بداية صوم الميلاد – وتحتفل الكنيسة اليوم بذكرى نقل جبل المقطم وتذكار عيد القديس سمعان الخراز. هذا القديس العظيم الذى صنع الرب على يديه هذه المعجزة العظيمة، ولم تبنى على اسمه كنيسة واحدة على مدى حوالي ألف عام حتى شاءت عناية الله ان تبعث ذكرى هذا القديس العظيم وبنيت أول كنيسة باسمه في جبل المقطم عام 1974م في عهد المتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث. سمعان الخراز لم يذكر التاريخ عن نشأة هذا القديس الكثير لكن تذكر المخطوطات الأثرية أنه مصري قبطي أرثوذكسي، عاش في القرن العاشر في مصرتعلم مهنة صناعة وتصليح الأحذية ولذلك سمي بالخراز، ولما شعر أن مهنته هذه قد ترهقه أحيانا تركها إلي مهنة أخري, هي دباغة الجلود فأطلق عليه لقب الدباغ أيضا, ويعرف أنه كان موجودا في بابليون مصر القديمة في زمان البطريرك الأنبا إبرآم السرياني 975 – 979م، في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي أول حكام الدولة الفاطمية في مصر،, وكان رجلاً تقياً صالحاً، جاءت إلى دكانه يوماً امرأة لتعرض عليه حذاءها ليصلحه لها وبينما كانت تقوم بخلعه وقعت عينا سمعان على ساقها فاشتهاها، فللوقت قام بقلع عينه بالمخراز منفذاً بذلك شكل حرفي لإحدى وصايا السيد المسيح التي يقول فيها : إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم.” (متى 28:5 – 29). وعندما بلغ الأمر للكنيسة قرر الكهنة مسامحته على ما فعل لأنه قام بذلك ببساطة ودون فهم حقيقي لرمزية الوصية. نقل جبل المقطم بحسب الرواية الدينية فإن يعقوب ابن كلس – اليهودي الأصل – وزير المعز لدين الله، فى ذلك الوقت كان يعادي المسيحيون بشدة، وأما الخليفة فقد كان رجلاً محباً للمعرفة ولمجالس الأدب. فدعا هذا الأخير بطريرك الأقباط يباحث اليهود في مسائل الدين في حضرته، لبى البطريرك الدعوة مصطحباً معه الأسقف ساويروس بن المقفع. وخلال النقاش أتهم ساويروس اليهود بالجهل مستشهداً بآية من سفر أشعياء تقول: “الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف ! شعبي لا يفهم!” (إشعياء 1: 3). أثار ذلك غضب بن كلس الذي قرر مع أحد رفاقه الرد على المسيحيين من خلال تصيد ثغرة ما في كتبهم، وخلص بحثه إلى آية في العهد الجديد يخاطب فيها المسيح تلاميذه “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم”(مت 20:17). عرض الوزير تلك الآية على الخليفة وطلب إليه أن يجبر المسيحيين إثبات زعم كتابهم هذا، راق اقتراحه للخليفة الذي كان يريد التخلص من الجبل الكائن شرق القاهرة، ومن ناحية أخرى فإن تملص المسيحيين من تحقيق الآية الإنجيلية سيكون لهو دليل على بطلان دينهم ومعتقداتهم. بعث المعز للبطريرك يعلمه بطلبه مهدداً إياه إذ فشل بعواقب وخيمة ومنحه مهلة ثلاثة أيام لتنفيذ ذلك. قامت الكنيسة كلها في البلاد خلال تلك الفترة بالصوم والصلاة. تكمل الرواية الدينية القصة متحدثة عن ظهور مريم العذراء للبطريرك في صباح اليوم الثالث، أخبرته بأن يخرج ليرى رجلاً يحمل جرة ماء سيكون هو المختار للتتميم المعجزة على يديه. وعند تنفيذه لوصية العذراء وجد سمعان الخراز فكلمه بما حدث وأما هذا الأخير فقد طلب من البطريرك أن يبقى بين الشعب في اليوم المقرر لنقل الجبل خلف البابا ومن هناك سوف يقوم بالصلاة بينما يقوم البطريرك برسم علامة الصليب، وتم ذلك كما قال حيث وقعت زلزلة عظيمة وتحرك الجبل حتى بانت الشمس من تحته وارتعب الجميع وشهدوا لإله البابا والمسيحيون، وتقدم المعز لدين الله إلى البابا الأنبا ابرام وطلب منه أن يكف عن الصلاة ليقف الجبل عن التحرك. وسمى الجبل بالمقطم او المقطع أو المقطب لأن سطحة كان متساوياً أى متصلا فصار ثلاث قطع واحدة خلف الاخرى ويفصل بينهم مسافة. وكان لهذه المعجزة الجبارة عدة نتائج هامة فبعد أن تمت المعجزة انفرد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي بالبابا ابرام بن زرعة وقال له اطلب ما تشاء فأفعله لك، فقال له البابا لا اطلب إلا ان يطيل الله حياتك ويمنحك النصر على أعدائك، ولكن الخليفة أصر ان يطلب البابا شيئا، فطلب البابا إعادة بناء كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين في بابليون اذ قد هدمها بعض السوقة والرعاع وكذلك ترميم كنيسة المعلقة، وفعلا حرر الخليفة مرسوماً بذلك وأمر بصرف تكلفة هذه الأعمال من خزينة الدولة، واعتذر البابا عن أخذ المال وقال للخليفة أن الذي نبني له الكنيسة قادر على أن يساعدنا حتى نتممها وهو غير محتاج إلى مال العالم. وقد كان تجديد بناء كنيسة مرقوريوس أبى سيفين فاتحة عهد من البناء والتجديد فتجدد عدد كبير من الكنائس قد تم تجديدها وترميمها. ومن الروايات المتداولة هى أن القديس ألقى بنفسه تحت جبل المقطم أو داخله حتى لا يكرمه الشعب الحاضر المعجزة ولما كانت المخطوطات تؤيد عدم معرفة الشعب القبطي به وقت إجراء المعجزة والأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين في تاريخ البطاركة الذي عاصر هذه الفترة ووصفها بكل دقائقها فلم يذكر القديس الأنبا ساويرس أي شئ على الإطلاق يؤيد الرواية السابقة – وفي وصفه للمقابلة الأولى بين البابا الأنبا ابرآم والقديس سمعان ذكر أن سمعان اشترط على البابا ابرآم ألا يعلم أحد بسيرته إلا بعد انتقاله من هذا العالم.. ووعده البابا بذلك، ومن أكبر الأدلة على ذلك ما قاله [ووقف الرجل – القديس سمعان – ولم يكن في الجمع من يعرفه إلا البطرك وحده] فمن أين عرف الناس أنه ألقى بنفسه تحت الجبل أو بداخله وفي وصف الأنبا يوساب أسقف فوة في القرن الثاني عشر الميلادي للمقابلة الأولى والقديس سمعان للبابا [والآن أسألك ألا تبيح بسري وألا تعلم بي أحد وأنا أكون خلفك – فوقت أن تسجد أسجد معك ووقت أن تصلب (ترشم الصليب) أصلب معك من غير أن تعرف أحداً. والحقيقة أن قديس الجبل اختفى من وراء الأنبا ابرآم البطرك بدون أن يشعر به أحد فالناس تنتبه إلى العظماء وأصحاب المراكز أما الفقراء فلا ينتبه لهم أحد والأنبا ساويرس أيد اختفائه في كتابه تاريخ البطاركة فقال [فلما اهتدوا – أي هدأ الناس – التفت البطرك يطلب الرجل القديس – سمعان الخراز – فلم يجده] والأنبا يوساب في نفس المعنى في مخطوطة بدير السريان العامر قال: [ثم التفت البطرك يطلب الدباغ فلم يجده. وكان لـ “وطني” لقاء مع الأنبا أبانوب – أسقف عام المقطموالذى قال: “تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم 27 نوفمبر، بتذكارمعجزة نقل جبل المقطم وعيد القديس سمعان الخراز، حيث تقام بالدير احتفالية كبيرة تتم بتنسيق الآباء الكهنة مع الكنائس المحيطة بنا في منشية ناصر، لتقديم عروض الكورالات من كل كنيسة مع تقديم عرض مسرحي كبير تستخدم فيه المؤثرات الصوتية والضوئية لإلقاء الضوء على قوة وعظمة معجزة نقل جبل المقطم. كذلك تقام نهضة روحية لمدة سبعة أيام يباركنا فيها العديد من الأساقفة والأباء الكهنة وفى اليوم السابع للنهضة يتم تطييب الرفات المقدسة للقديس سعان الخراز وعمل الزفة المقدسة، وفى صباح يوم27 نوفمبر وتختتم النهضة بالقداس الإلهى”. وعن منطقة الدير يقول الأنبا أبانوب، جاري الآن التفكير في عمل طريق بديل للصعود إلى الدير وذلك لصعوبة الوصول للدير من الطريق الحالي – نظراً لضيقه وكثرة الاشغالات به – وأيضا جارى حالياً التنسيق مع الأجهزة المحلية لتمهيد الطريق الحالي وسفلتته هو والشوارع الجانبية. وتوجد أفكار ومشروعات مقترحة لعمل طريق آخر أو مصعد كبير يأتي من فوق الجبل من الناحية الشرقية أو أفكار أخرى مثل عمل تلفريك يأتي من الطريق العمومي أومن الأوتوستراد . ولكن تلك المشروعات تحتاج إلى تكلفة كبيرة يصعب تدبيرها حالياً، ولكن جارى بحث سبل تدبيرها. والدير في صدد الانتهاء من المبنى الجديد لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تعب فيه جدا الأباء الموقرين لتنفيذه. بداية الخدمة في المنطقة كان لوطنى لقاء مع ماجد رشدي – خادم ومرشد سياحي بالدير،لخدمة الزائرين وشرح معالم الدير. حيث قال: “في أواخر عام 1969 م صدر قرار من السيد محافظ القاهرة بنقل جامعي قمامة القاهرة إلى منطقة نائية على جبل المقطم ليقطنوا بها بعد أن امتد العمران إلى مناطقهم وبدأ جامعي القمامة – ومعظمهم من المسيحيين – في إقامة مساكنهم بطرق بدائية، وهي عبارة عن عشش من الصاج تسمى بلغتهم العامية “زرايب”.. وظل عدد سكان هذه المناطق في ازدياد مستمر حتى وصل عدد السكان من الزبالين بحوالي 15 ألف نسمة وذلك بحسب تقارير محايدة صادرة من البنك الدولي لدراسة هذه المنطقة في يوليو 1978 م وما زال هذا العدد في تزايد ويعتقد أنه تزايد الآن ليصل ال65 الف نسمة. وفى البداية كان المعلم قديس عجيب عبد المسيح – أحد جامعي القمامة من حي شبرا – قد تقابل مع أحد الخدام ويدعى فرحات ابراهيم، والذى كلمه عن الحياة مع الرب والتمتع بمحبته ونعمته عن طريق التوبة. وكان المعلم قديس يجد لذة كبيرة في الإستماع إليه، وألح عليه قديس لزيارته في منطقة الزبالين بجبل المقطم حتى يستمع إليه باقي الناس من الزبالين. وظل يكرر هذه الدعوة على مدى عامين من الزمان أي بالتحديد منذ عام 1972م دون أن يستجيب فرحات، وفى صباح الجمعة الأولى من فبراير 1974م تقابل مرة أخرة مع عم قديس الذي عاود الإلحاح عليه بزيارة المنطقة، فسمع فرحات إلى صوت الرب في داخله يؤكد أن هذه الدعوة له هي منه.. فقام بسؤال عم قديس عن كيفية الوصول إلى تلك المنطقة، فشرح له الطريق وكيفية الوصول، ودله على رقم الأتوبيس الذي يصل إلى سفح المقطم على أن ينتظره في نهاية الخط ليصحبه إلى منطقة الزرائب. وفى اليوم المحدد تردد في الذهاب إلى المقطم لكنه ذهب فعلاً إلى محطة الأتوبيس، ولكن بدلاً من أن يركب الأتوبيس الذاهب إلى المقطم غَيٌر رأيه ليهرب، كما فعل يونان النبي وركب الاتوبيس الذاهب للاتجاه المضاد أي إلى المطرية – ولكن هاتفاً داخلياً ظل يلح عليه ويؤنب ضميره وكرر الهاتف الأمر عده مرات فلم يستطيع تحمله، وفي النهاية أطاع وترك الأتوبيس المتجه إلى المطرية قبل أن يتحرك، ونزل ليركب الأتوبيس الذي يتجه إلى منطقة المقطم ووصل إلى نهاية الخط، نزل فرحات فوجد عم قديس في انتظاره كما اتفقا من قبل وصعدا معاً إلى االمنطقة التي أقيمت فوقها الزرائب. ولأول مرة شاهد هذه المنطقة النشطة وشعر في داخله أن الرب يريد شيئاً لهذه المنطقة، وصعد إلى مكان هادئ أعلى الجبل ليصلي طالباً الإرشاد والمعونة من رب المعونة. ثم أخذه عم قديس إلى أعلى قمة في هذه المنطقة، وهناك شاهد فجوة كبيرة تحت صخرة مهولة، إنها مغارة عجيبة (هذه المغارة أصبحت الآن دير القديس سمعان الخراز)، ووجد فرحات هناك مكاناً مناسباً للصلاة وداوم على الصلاة فيها كل يوم أحد من كل أسبوع ولمدة ثلاثة أسابيع.. وفى الأسبوع الثالث صعد كعادته للصلاة وكان معه شخصين آخرين وفي أثناء الصلاة، فثارت عاصفة هوجاء فتطايرت أوراق الزبالة في الهواء وملأت المنطقة، وهدأت العاصفة وألقت أمام المصلين بورقة صغيرة.. التقطها أحدهم ويعتقد أنه لا يعرف القراءة وسلمها للخادم ليقرأها، وإذا بها ورقة من سفر أعمال الرسل الإصحاح 18 ووقع بصر الخادم على آياتها المكتوبة وبدأ يقرأها بصوت عال وهي: فقال الرب لبولس برؤيا الليل لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني معك، ولا يقع أحد ليؤذيك، لأن لي شعباً كثيراً في هذه المدينة (أعمال 1:18-9) فاعتبر الخادم ذلك صوت قادماً من السماء من الرب مباشرة إليه. وأخذ الخادم زميلاً له ليساعده وبدأ يبحث عن مكان لخدمة أولاد المنطقة – أي أطفال مدرسة التربية الكنسية وفي بساطة إيمان بدأ يدوس الموضع الذي وقفا عنده دون أن يقول لزميله شيء مما يدور في داخله حيث كان فى ذهنة قول يشوع : “كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته” وكان الخادم الآخر أيضا يدوس الموقع برجليه وهنا سأله الخادم زميله عما يفعل فقال زميله إجابة وقف أمامها مذهولاً.. إذ قال: ألم يقل يشوع النبي أن كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته، إذاً فقد كان فكر الرب يعمل فيهما معاً في نفس الوقت يفكران ويعملان نفس العمل فتأكد الخادم أن هذا هو المكان الذي اختاره الرب ليكون كنيسة تسبح باسمه في المنطقة . وبالفعل تم العمل في بناء كنيسة من الصاج وسقفها من البوص مثل باقي مباني المنطقة وفي يوم 13/4/ 1974 بدأت خدمة أطفال مدارس الأحد، فكانوا 11 طفلاً في اليوم الأول ثم بدأ اجتماع عام للرجال والسيدات وكان عدد الحاضرين 9 أشخاص وبدأ الخدام في الافتقاد وزيارة الناس في مساكنهما المصنوعة من الصفيح وافتقدوا الزرايب وتكلما مع كل إنسان عن محبة الرب يسوع والطريق إليه.. وبدأ زمن الحصاد بعد خمسة أشهر من العمل فلم يعد المكان يتسع من كم الناس الوافدين إليه.. وبارك الرب عملهما بصلوات قديس الجبل القديس سمعان الدباغ ، وأصبح الخادمان ثلاثة فقد ضم لهما الرب ثالثاً وتم توسيع المكان واستبدل الصاج بالطوب إلا أن السقف كان قماشاً خيام بدلاً بوص وأصبح المكان كخيمة للاجتماع فوق الجبل. وذهب فرحات مع رفاقة وأب اعترافهم إلى قداسة البابا شنوده الثالث وقتها، وأخبروه بكل ما تم، ففرح جداً مشجعاً أولاده وأعطاهم مبلغاً من المال لبناء السقف بالأسمنت المسلح ولكنهم هدموا المبنى القديم لأنه أصبح لا يتسع للأعداد الغفيرة التي تحضر الصلوات وضاق المكان للغاية مما اضطر الخدام أن يلجئون إلى أحد المهندسين المباركين فوضع تصميماً رائعاً لكنيسة شاهقة على مساحة 1000 متر مربع تقريباً. وتم شراء مواد البناء من طوب وأسمنت وحديد وزلط – ولكن المشكلة كانت المياه فقد كان صعب الحصول عليها في هذه المنطقة النائية – حتى للشرب – فرفع الخدام صلوات حارة ليساعدهم قديس الجبل سمعان الدباغ، فحدثت المعجزة فبينما كان فرحات عائداً من المنطقة في مساء أحد الأيام وجد عند بداية الطريق المرصوف الصاعد إلى مدينة المقطم شاهد جراراً يجر مقطورة عليها خزان ماء كبير، فطلب من السائق أن يمده بالمياه لبناء الكنيسة فوافق على الفور بدون أدنى تردد. وتمت بناء الكنيسة وفى يوم 18 يونيو عام 1976 م زار البابا شنوده الثالث الكنيسة وكان يوما مشهوداً لا ينسى وقام بتدشينها، وقال “هانبعتلكم أب كاهن يرعى الكنيسة”.. ولكن قال أهل المنطقة له: ” عاوزين الأستاذ فرحات – هو تعب معانا، فخليه يكون كاهن علينا” فنظر البابا إلى فرحات وقال له: تعال نرسمك على كنيسة العذراء.. فقال: ” يا ســيدنا كل ما بطلع الجبل افتكر القديس سمعان اللي نقـــــــل الجبل ده ومالوش كنيسة باسمه”.. فرد البابا عليه وقال: “تعال نرسمك سمعان على كنيسة العذراء والقديس سمعان” واترسم الأستاذ فرحات بإسم أبونا سمعان ابراهيم موسى واستلم الكنيسة.. واستمر البابا يزور الكنيسة في كل عام في عيد القديس سمعان الخراز منذ عام 1978 وحتى عام1980. كنائس الدير مدخل الدير عبارة عن بوابة تأخذ شكلا مقبي ويوجد علي جانبيها من الخارج برجان بهما منظر مجوف علي شكل صليب. هي أول كنيسة يقابلها الزائر شمالاً بعد دخوله إلي الدير, ويوجد بواجهتها أشكال بالطوب ذات تصميم كوري, ويقام بها الصلوات فى الشتاء حيث أنها محكمة الإغلاق وتتكون من ستة عشر عمودا مربعا دون زخارف, وهي ذات أرضية مدرجة وبها خورس يتقدمه الهيكل ومذبح مكرس للقديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين, وشرفة تطل علي صحن الكنيسة، وتم نحت مغارة جديدة في جانبها البحري بهدف توسيع الكنيسة. كنيسة الأنبا إبرآم بن زرعة السرياني ( البطريرك 62) سميت هذه الكنيسة باسم القديس الأنبا ابرام بن زرعة السرياني (البطريرك 62 للكرسي المرقسي)، تخليدا لمعجزة نقل الجبل التي تمت في عهده. والجدير بالذكر أنه هو الذي أدخل للكنيسة صوم الثلاثة أيام التي صامتها الكنيسة قبل نقل الجبل لتسبق صوم الميلاد المجيد ليصبح 43 يوما بدلاً من 40 يوماً، وأدخل أيضا صوم نينوى في الكنيسة القبطية وقاوم عادة اقتناء السراري التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت. أثناء القيام بأعمال البحث عن المغارات الموجودة بالدير عام 1992، اكتشف هذا المكان وبه مبنى الكنيسة، وكان مملوءاً ومغطى بالردم تماماً وغير ظاهر البتة، فتم تجهيزه وتوسيعه قليلاً، وأقيمت صلاة أول قداس إلهي بهذه الكنيسة عام 1993 وهي أصغر كنيسة بالدير. كاتدرائية السيدة العذراء والقديس سمعان الخراز سميت هذه الكنيسة بإسم السيدة العذراء والقديس سمعان الخراز وذلك تخليداً لمعجزة نقل جبل المقطم فى 27 نوفمبر عام 979 ميلادية، بصلوات القديس سمعان الخراز لإتمام هذه المعجزة، وذلك فى عهد البابا إبرآم بن زرعة السريانى (البطريرك 62) الذى ظهرت له السيدة العذراء عندما وقعت عليه غيبة بعد صوم وصلاة ثلاثة أيام بكنيسة السيدة العذراء (المعلقة) بمصر القديمة .. لتعلن له عن الشخص الذي بواسطته سيتم نقل الجبل ( القديس سمعان الخراز ) وشيدت هذه الكاتدرائية على مرحلتين: في المرحلة الأولى – كانت عبارة عن مغارة صغيرة لا يزيد ارتفاع سقفها عن أرضيتها إلا بمتر واحد. وكان يتردد عليها باستمرار الخدام للقيام باجتماعات صلاة وطلب عمل يد الله فى الخدمة. وأثناء ذلك تم رفع الردم من أرضيتها وتسويتها واعداد مذبح الكنيسة وإقامة القداسات الالهية والاجتماعات من عام 1986 وهى أول كنيسة بالدير وكان الحاضرون يجلسون على الأرض المفترشة بالحصير وبعض الكراسى القليلة على الجانبين. وفى المرحلة الثانية – اكمل الله العمل بها وأعدها إعدادا مباركاً . وجهزت بمقاعد ثابتة وقوية على هيئة مدرجات ربع دائرية وذلك يوم 27 نوفمبر 1994 لتسع مايقرب من عشرين ألف مصلٍّ. وتعد الآن اكبر كنيسة بالدير. ويوجد أمام المذبح من الجانب الأيمن للكنيسة مقصورة تضم رفات القديس سمعان الخراز الذي تم اكتشاف جسده عام 1991 وتم احضاره من كنيسة السيدة العذراء ببابليون الدرج بمصر القديمة إلى كنيسته هنا فى 11 يوليو 1992م وذلك بوثيقة كنسية من يد صاحب النيافة الأنبا متاؤس – أسقف مصر القديمة آنذاك وتحت إشراف صاحب القداسة المتنيح البابا شنودة الثالث . وفي هذه الكنيسة أيضا يوجد حفر بارز واضح بالسقف أمام الهيكل لصورة السيدة العذراء ظهرت وسط الصخور عندما كانوا ينحتون صخور الجبل لتفريغها كسقف لهيكل الكنيسة فوجئ الجميع بصورة للعذراء وهى تحمل طفلها وسط الصخور وكأنها تبارك هذا المكان. وهذا المنظر ظهر بدون صنع انسان بل تم تنقيحها عام 1994 لزوم تنعيم طبيعة الحجر.. ويعتبر ظهور تلك الصورة في السقف بمثابة معجزة حقيقية وجدت بسقف الكنيسة عند اكتشافها حيث يصعب على اى انسان ان يقوم بمثل هذا النحت ووجة ناظر لاعلى او ممددا على سقالة.. |
|