رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
راعوث في حقل بوعز
(1) راعوث تلتقط في الحقل (ع1-7): 1 وَكَانَ لِنُعْمِي ذُو قَرَابَةٍ لِرَجُلِهَا, جَبَّارُ بَأْسٍ مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ, اسْمُهُ بُوعَزُ. 2 فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ لِنُعْمِي: «دَعِينِي أَذْهَبْ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطْ سَنَابِلَ وَرَاءَ مَنْ أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ». فَقَالَتْ لَهَا: «اذْهَبِي يَا ابْنَتِي». 3 فَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ وَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَاتَّفَقَ نَصِيبُهَا فِي قِطْعَةِ حَقْلٍ لِبُوعَزَ الَّذِي مِنْ عَشِيرَةِ أَلِيمَالِكَ. 4 وَإِذَا بِبُوعَزَ قَدْ جَاءَ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ لِلْحَصَّادِينَ: «الرَّبُّ مَعَكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «يُبَارِكُكَ الرَّبُّ». 5 فَقَالَ بُوعَزُ لِغُلاَمِهِ الْمُوَكَّلِ عَلَى الْحَصَّادِينَ: «لِمَنْ هَذِهِ الْفَتَاةُ؟» 6 فَأَجَابَ: «هِيَ فَتَاةٌ مُوآبِيَّةٌ قَدْ رَجَعَتْ مَعَ نُعْمِي مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ, 7 وَقَالَتْ: دَعُونِي أَلْتَقِطْ وَأَجْمَعْ بَيْنَ الْحُزَمِ وَرَاءَ الْحَصَّادِينَ. فَجَاءَتْ وَمَكَثَتْ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الآنَ. قَلِيلًا مَّا لَبِثَتْ فِي الْبَيْتِ». ع1: يتكلم في هذه الآية عن شخصية هامة في هذا السفر وهي رجل يسمى بوعز، ومعنى اسمه ذو العز. وهو بالفعل رجل غنى وذو مكانة كبيرة في بلده، قويًا في مركزه. وكان قريبًا لأليمالك زوج نعمي. وهو يرمز للمسيح القادر على كل شيء والمساند لأولاده مهما كانوا ضعفاء، وقلبه مفتوح بالحب للكل، اليهود والأمم، كما استقبل بوعز في حقله الفقراء من أهل بلده وراعوث الأممية. ع2: سمعت راعوث من نعمي حماتها عن شريعة اليهود وهي أنهم، عند حصاد أو جمع محاصيلهم، إذا سقطت بعض السنابل من الحصادين أثناء الحصاد، يتركونها للفقراء الذين يلتقطونها خلفهم ليسدوا أعوازهم (تث24: 19-22؛ لا19: 9، 10؛ 23: 22)، فطلبت من حماتها أن تأذن لها لتذهب وتجمع سنابل الشعير وراء الحصادين فسمحت لها. وهذا يظهر أمرين:
ع3: ذهبت راعوث تبحث في القرية عن حقل شعير لتلتقط وراء الحصادين، وساقها تدبير الله إلى حقل بوعز قريب زوجها. † الله ينتظر اهتمامك ونشاطك ليساعدك بنعمته وتدبيراته حتى تجد خلاصك، فهو يفرح بجهادك ونية قلبك ويكافئك ببركات كثيرة. ع4: تظهر هنا شخصية بوعز كرجل يدير أملاكه باهتمام ونشاط، فخرج من بيته إلى حقوله ليتفقد أعمال الحصاد بنفسه. ويظهر لطفه ومحبته في تحيته للحصادين بعبارة روحية قائلًا "الرب معكم" أي الله يساعدكم في أعمالكم ويبارككم. وهذه العبارة مازالت الكنيسة تستخدمها في القداس الإلهي وينادى بها الكاهن الشعب فيردون عليه كما ردَّ الحصادون على بوعز إذ قالوا له عبارة روحية أيضًا جميلة وهي "يباركك الرب"، أي كما تمنى لهم بركة الله هكذا فهم أيضًا يردون له التحية بتمنى بركة الله أيضًا. ع5: يظهر من هذا العدد دقة بوعز في متابعة أعماله، فقد أقام مسئولًا من قبله في متابعة الحصادين في الحقل وتابع بنظره الحصادين وهم يحصدون وكذلك أيضًا الفقراء الذين يلتقطون خلفهم. فاسترعى انتباهه فتاة غريبة عن البلد، فقد تكون ملابسها مختلفة بالإضافة إلى شكلها، فسأل وكيله "لمن هذه الفتاة" أي تتبع أسرة مَن؛ لأن الفتاة تُنسَب لرجلها أو أبيها أو سيدها. ع6: أخبره وكيله أنها الفتاة الموآبية التي عادت مع نعمي، لأن الخبر قد انتشر في بيت لحم كلها بمحبة وإخلاص راعوث. وقد دعاها فتاة لصغر سنها. ع7: البيت: هو خيمة يعملونها في الحقل ليستريح فيها العمال من حر النهار. وقد يكون المقصود بيت نعمي. تابع الوكيل كلامه وقال أن راعوث حضرت في الصباح واستأذنت أن تلتقط وراء الحصادين، ولما لاحظوا نشاطها وأدبها سمحوا لها أيضًا أن تلتقط بين الحزم التي كانوا يجمعونها على جانب فتسقط منها بعض السنابل، لأنه ينبغى أن يكون من يلتقط أمينًا وإلا أخذ من الحزم نفسها. وهذا يوضح أن راعوث قد وجدت نعمة في عينى الوكيل والحصادين فسمحوا لها بذلك. ويظهر نشاطها أيضًا أنها كانت تعمل طوال الوقت ولم تسترح إلا قليلًا في البيت الذي هو غالبًا خيمة مقامة في الحقل. وترمز راعوث لكنيسة الأمم التي سعت إلى المسيح لتجد خلاصها، وتجاوبت مع دعوته وجاهدت فتفوقت على كنيسة اليهود، التي ترمز إليها نعمي، فقد لبثت في البيت لضعفها. وقد وجدت كنيسة الأمم نعمة في عينى المسيح وخدامه. (2) حوار بوعز مع راعوث (ع8-16): 8 فَقَالَ بُوعَزُ لِرَاعُوثَ: «أَلاَ تَسْمَعِينَ يَا ابْنَتِي؟ لاَ تَذْهَبِي لِتَلْتَقِطِي فِي حَقْلِ آخَرَ, وَأَيْضًا لاَ تَبْرَحِي مِنْ هَهُنَا, بَلْ هُنَا لاَزِمِي فَتَيَاتِي. 9 عَيْنَاكِ عَلَى الْحَقْلِ الَّذِي يَحْصُدُونَ وَاذْهَبِي وَرَاءَهُمْ. أَلَمْ أُوصِ الْغِلْمَانَ أَنْ لاَ يَمَسُّوكِ؟ وَإِذَا عَطِشْتِ فَاذْهَبِي إِلَى الآنِيَةِ وَاشْرَبِي مِمَّا اسْتَقَاهُ الْغِلْمَانُ». 10 فَسَقَطَتْ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَيَّ وَأَنَا غَرِيبَةٌ!» 11 فَأَجَابَ بُوعَزُ: «إِنَّنِي قَدْ أُخْبِرْتُ بِكُلِّ مَا فَعَلْتِ بِحَمَاتِكِ بَعْدَ مَوْتِ رَجُلِكِ, حَتَّى تَرَكْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَأَرْضَ مَوْلِدِكِ وَسِرْتِ إِلَى شَعْبٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ مِنْ قَبْلُ. 12 لِيُكَافِئِ الرَّبُّ عَمَلَكِ, وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي جِئْتِ لِكَيْ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ». 13 فَقَالَت: «لَيْتَنِي أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ يَا سَيِّدِي لأَنَّكَ قَدْ عَزَّيْتَنِي وَطَيَّبْتَ قَلْبَ جَارِيَتِكَ, وَأَنَا لَسْتُ كَوَاحِدَةٍ مِنْ جَوَارِيكَ». 14 فَقَالَ لَهَا بُوعَزُ: «عِنْدَ وَقْتِ الأَكْلِ تَقَدَّمِي إِلَى هَهُنَا وَكُلِي مِنَ الْخُبْزِ وَاغْمِسِي لُقْمَتَكِ فِي الْخَلِّ». فَجَلَسَتْ بِجَانِبِ الْحَصَّادِينَ فَنَاوَلَهَا فَرِيكًا, فَأَكَلَتْ وَشَبِعَتْ وَفَضَلَ عَنْهَا. 15 ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ. فَأَمَرَ بُوعَزُ غِلْمَانَهُ: «دَعُوهَا تَلْتَقِطْ بَيْنَ الْحُزَمِ أَيْضًا وَلاَ تُؤْذُوهَا. 16 وَأَنْسِلُوا أَيْضًا لَهَا مِنَ الْحُزَمِ وَدَعُوهَا تَلْتَقِطْ وَلاَ تَنْتَهِرُوهَا». ع8، 9: ألا تسمعين يا بنتى: عبارة معناها اسمعى باهتمام يا بنتى. تظهر أبوة بوعز ورعايته في اهتمامه براعوث، إذ دعاها وقال لها اسمعى يا بنتى، فقد تحولت من غريبة إلى ابنة محبوبة .. هذه هي نعمة الله المعطاة لأولاده المجاهدين. ورحب بها أن تجمع في حقوله بل شدّد عليها ألا تذهب إلى حقل آخر حتى لا يضايقها أحد. وأوصى وكلاءه أن يهتموا بها ولا يسيئوا إليها، فاعتبرها واحدة من الفتيات المعروفات له والمسموح لهن بالالتقاط وراء الحصادين. بل يظهر حنانه أيضًا بأنه سمح لها أن تشرب من آنية الماء التي يشرب منها الحصادون إذا عطشوا أثناء العمل في حر النهار. وآنية الماء ترمز للكنيسة التي يفيض منها الروح القدس على كل العاملين في حقل الخدمة والجهاد الروحي. وملازمة راعوث لفتيات بوعز ترمز لمشاركة الإنسان الروحي لإخوته في الكنيسة في جهادهم الروحي فيتشجع بهم. ومعاملة بوعز الطيبة لراعوث ترجع إلى:
ع10: تعجبت راعوث من هذه المعاملة الطيبة التي عاملها بها بوعز، فلم تجد مثلها في موآب في تعامل أهل البلد مع الغرباء، فسجدت أمامه تقديرًا لمحبته وقالت له ما هذه النعمة العظيمة التي نلتها في عينيك. ع11: إذ رأى بوعز اتضاعها وتقديرها لمحبته امتدحها بما يلي:
ع12: يواصل بوعز مديحه لراعوث في تركها لآلهتها الوثنية والتجائها إلى الله الذي آمنت به لتحتمى برعايته، فيطلب من الله لها المكافأة عن هذا الإيمان وهو التمتع بعشرة الله بالإضافة لكل البركات المادية على الأرض. ع13: شكرت راعوث بوعز على محبته وطلبت منه أن يديم لها هذه النعمة، وأعلنت أنها قد نالت تعزية كبيرة بمحبته لها سندتها في محنتها، فقد فقدت رجلها وتعيش في بلد غريب وتحيا كفقيرة. وفى اتضاع طلبت أن تكون جارية عنده، مع أنها إنسانة لها مكانة في بلدها، ولكن هذا هو الاتضاع الذي يحرك القلوب بالحب نحو المتضع. † على قدر ما تتضع أمام الناس وتشكرهم على إحساناتهم وتقدر كل أعمالهم الطيبة، تكسب قلوبهم وتنال بركات من الله ومحبة زائدة من الناس. ع14: الخل: هو المخلوط بزيت الزيتون ويشبه السلاطة. فريكًا: هو حبوب القمح الطرية التي تشوى ثم تؤكل إما نيئة أو مطبوخة. استمر بوعز في إكرامه لراعوث، فاعتبرها كأحد الحصادين العاملين عنده، ودعاها وقت الطعام لتأكل معهم من الخبز وتغمس أيضًا في الخل، وأعطاها أيضًا فريكًا كثيرًا فأكلت وفاض معها. ع15، 16: الشمائل: الحزم. انسلوا: اتركوا بعض السنابل تسقط من الحزم التي جمعتموها كأنها سقطت سهوًا على الأرض حتى لا يحرجوا راعوث. بعد أن أكلت راعوث، قامت بنشاط لتواصل التقاطها للسنابل وراء الحصادين وكذلك بين الحزم التي جمعوها على جانب، فقد وثق بوعز وحصادوه في أمانتها، بل بمحبة أراد بوعز أن يعطيها سنابل أكثر، وحتى لا يحرجها قال لحصاديه أنه إذا سارت وراءهم يخرجوا بعض السنابل من الحزم التي يجمعونها ويتركونها تسقط على الأرض كأنها سقطت سهوًا لتجمع راعوث سنابل أكثر... إنها رقة مشاعر عجيبة تميز بها بوعز. (3) راعوث في بيت نعمي (ع17-23): 17 فَالْتَقَطَتْ فِي الْحَقْلِ إِلَى الْمَسَاءِ, وَخَبَطَتْ مَا الْتَقَطَتْهُ فَكَانَ نَحْوَ إِيفَةِ شَعِيرٍ. 18 فَحَمَلَتْهُ وَدَخَلَتِ الْمَدِينَةَ. فَرَأَتْ حَمَاتُهَا مَا الْتَقَطَتْهُ. وَأَخْرَجَتْ وَأَعْطَتْهَا مَا فَضَلَ عَنْهَا بَعْدَ شِبَعِهَا. 19 فَقَالَتْ لَهَا حَمَاتُهَا: «أَيْنَ الْتَقَطْتِ الْيَوْمَ وَأَيْنَ اشْتَغَلْتِ؟ لِيَكُنِ النَّاظِرُ إِلَيْكِ مُبَارَكًا». فَأَخْبَرَتْ حَمَاتَهَا بِالَّذِي اشْتَغَلَتْ مَعَهُ وَقَالَتِ: «اسْمُ الرَّجُلِ الَّذِي اشْتَغَلْتُ مَعَهُ الْيَوْمَ بُوعَزُ». 20 فَقَالَتْ نُعْمِي لِكَنَّتِهَا: «مُبَارَكٌ هُوَ مِنَ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يَتْرُكِ الْمَعْرُوفَ مَعَ الأَحْيَاءِ وَالْمَوْتَى». ثُمَّ قَالَتْ لَهَا نُعْمِي: «الرَّجُلُ ذُو قَرَابَةٍ لَنَا. هُوَ ثَانِي وَلِيِّنَا». 21 فَقَالَتْ رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ: «إِنَّهُ قَالَ لِي أَيْضًا لاَزِمِي فِتْيَانِي حَتَّى يُكَمِّلُوا جَمِيعَ حَصَادِي». 22 فَقَالَتْ نُعْمِي لِرَاعُوثَ كَنَّتِهَا: «إِنَّهُ حَسَنٌ يَا ابْنَتِي أَنْ تَخْرُجِي مَعَ فَتَيَاتِهِ حَتَّى لاَ يَقَعُوا بِكِ فِي حَقْلِ آخَرَ». 23 فَلاَزَمَتْ فَتَيَاتِ بُوعَزَ فِي الاِلْتِقَاطِ حَتَّى انْتَهَى حَصَادُ الشَّعِيرِ وَحَصَادُ الْحِنْطَةِ. وَسَكَنَتْ مَعَ حَمَاتِهَا. ع17: خبطت: ضربت بعصا سنابل القمح ففصلت الحبوب عن القش. إيفة: مكيال يسع 22,9 لترًا أي ما يساوى حوالي 17 كجم من القمح. استمرت راعوث في التقاط السنابل بنشاط حتى المساء أى نهاية اليوم، فجمعت سنابل كثيرة خبطتها وفصلت حبوبها وحدها فكان مقدار الحبوب حوالي إيفة من الشعير، وهو مقدار كبير لا تستطيع الفتاة العادية أن تلتقطه خلال يوم ولكنها بركة الله وكرم بوعز. وهذا المقدار من الشعير يكفى لقوت راعوث وحماتها أيامًا كثيرة. ع18: أسرعت راعوث إلى بيت حماتها لتقدم لها الشعير الذي جمعته ولتعطيها أيضًا مما فضل عنها بعد أكلها من الفريك والخبز. إنها مشاعر الحب التي لا تريد أن تأكل وحدها بل لابد أن تشرك حماتها معها فيما تأكل. † ليتك تشعر بمن حولك، أهل بيتك والفقراء، فتمتعهم بما تتمتع به، ليس فقط من ماديات، بل أيضًا تشركهم فيما تتمتع به من روحيات، فتحدثهم عما سمعته عن الله وتشجعهم على الارتباط بالكنيسة. ع19: إذ رأت نعمي ملامح الفرح على وجه راعوث والخير الذي أتت به من الحقل، سألتها عن الحقل الذي التقطت فيه، وباركت كل من قابلها أثناء التقاطها لأنها فرحت بمنظرها وبالخير الذي معها. فأجابت راعوث أنها التقطت في حقل رجل يسمى بوعز. ع20: الولى: هو أقرب إنسان للمتوفى، وهو الذي من حقه أن يدفع ما على حقول المتوفى من رهن ليرد ميراثه له ويتزوج بامرأته لينجب نسلًا على اسمه. فرحت نعمي أن راعوث التقطت في حقل بوعز وطلبت البركة له من الله بعدما عرفت من راعوث كل ما أكرمها به، وامتدحته لأنه صنع خيرًا مع الأحياء وهما نعمي وراعوث ومع الأموات وهم أليمالك ومحلون وكليون، فإكرامه لراعوث هو إكرام لنعمى ولزوجها وابنيها الذين ماتوا. وبهذا يظهر تقدير نعمي للمعروف وشكرها عليه. ثم أعلمت راعوث أن بوعز هو ثانى ولى لهم أي يوجد ولى أقرب منه لراعوث ثم بوعز هو الولى الثاني. ويرمز الولى الأول للناموس الذي يعجز عن فدائنا (كما سيتضح في را 4)، أما الولى الثاني أي بوعز فيرمز للمسيح الذي فدانا على الصليب. ع21: أخبرت راعوث نعمي أيضًا عن معاملة بوعز الطيبة لها، فقد دعاها لتستمر في التقاط الحبوب بحقوله حتى نهاية الحصاد، ليس فقط حصاد الشعير بل أيضًا حصاد القمح الذي يليه. ع22: فرحت نعمي بهذا الترحيب من بوعز وأكدت على راعوث أن تظل في حقوله لتجد هذه المعاملة الطيبة وحتى لا يسئ إليها أحد في الحقول الغريبة. ع23: أطاعت راعوث في فرح واستمرت في التقاط السنابل طوال فترة حصاد الشعير والقمح وكانت تأتى بكل ما تجمعه إلى حماتها وتهتم بخدمتها. إن راعوث مثال للمثابرة والنشاط والحب وخدمة الآخرين. وهي ترمز للمجاهدين الروحيين طوال حياتهم حتى ينالوا الملكوت. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
راعوث في بيت بوعز |
راعوث في حقل بوعز |
(راعوث 4 :21) و سلمون ولد بوعز و بوعز ولد عوبيد |
(راعوث 4 :13) فاخذ بوعز راعوث امراة و دخل عليها فاعطاها |
راعوث في حقل بوعز |