البدء.. نبدأ ونستمر
المهم أن يبدأ الإنسان الطريق، يبدأ علاقة مع الله. كثيرون لم يبدءوا. حياتهم في غربة عن الله. يعيشون حياة علمانية بحته، وقد شغلتهم أمور العالم المادية، أو شهوات الجسد، أو مسئوليات الحياة المتنوعة. ولم يعرفوا طريقهم بعد إلى الروحيات، ولم يفكروا في ذلك مجرد تفكير. أنهم في متاهة، أو في دوامة، أو عفوية، لم يخطر على بالهم الاهتمام بأبديتهم.
فإن بدأوا يهتمون بالأبدية، تكون هذه نقطة تحول أساسية.
تختلف أسباب البدء من شخص لآخر: ربما أحدهم تأثر بعظة، أو قد نقطة البدء هي رد فعل لحادث أو كارثة، أو مرض أحد الأحباء، أو قد تكون نقطة البدء هي رد فعل لحادث أو كارثة، أو مرض، أو موت أحد الأحباء... أو أي عمل من أعمال النعمة أيقظ ضميره وحول فكره إلى الله.
أو ربما شخص روحي، فكر في علاقة جادة مع الله، في مناسبة معينة...
جلس مع نفسه مثلًا في مناسبة بدء عام جديد، أو في استقباله سنة جديدة من سني حياته، أو في أية مناسبة تاريخية في حياته... وأراد أن يبدأ خطأ روحيًا جديدًا، وعلاقة مع الله أكثر جدية وفاعلية...
البدء إذن يمكن أن يحدث، بافتقاد من عمل النعمة.
وقد يكون الإنسان فيه، في حماس شديد، وفي حرارة روحية، وفي عزم وتصميم. وقد يستمر على هذا أيامًا، وقد تطول الفترة، ثم يفتر، أو يرجع إلى الوراء، ولا يكمل ما بدأ به... وتبرد محبته الأولي (رؤ2: 4).
إذن ليس المهم فقط أن يبدأ، بل بالأكثر أن يستمر