أمر الملاكان لوط بالهرب خارج المدينة ودائرتها سريعًا لكي لا يهلك، بقولهما: "أَسْرِعِ اهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا حَتَّى تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ. لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُ الْمَدِينَةِ صُوغَرَ" (تك 19: 22) ولكننا نلاحظ أن الملاكان قد وعدا لوط أن لا يحرقا المدينتين قبل خروجه هو أسرته، فلماذا إذًا هذه العجلة ما دام هما المتحكمان في الأمر؟!
لقد حثَّ الملاكان لوط على السرعة خوفًا عليه وعلى أسرته، لأن الإنسان إن لم يهرب سريعًا من أفكار الشر وقت التجربة، تحاصره نيران الشر، كما لو كان وسط نيران حريق يزداد لهيبه لحظة بعد لحظة حتى يحاصر ضحيته فيهلك، لأن وقت النجاة قد فات.