رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَلْ نَسِيَ اللهُ رَأْفَةً، أَوْ قَفَصَ بِرِجْزِهِ مَرَاحِمَهُ؟ سِلاَهْ [9]. عدم أمانتنا لا تُنسي الله رأفته، فإنه وإن غضب بسبب خطايانا لن ينزع مراحمه عنه، فهو رحوم ومحب للبشر. للقديس أمبروسيوس تعليق رائع عن طبيعة الله المملوءة رحمة وحبًا، الأمر الذي يكشفه قوله: " فكل من يعترف بي قدام الناس... ولكن من ينكرني قدام الناس..." ، فبقوله "كل" للذين يمجدهم أبديًا وعدم ذكر هذه الكلمة في حديثه عن الذين يحرمون أنفسهم من المجد الأبدي، يكشف عن اشتياق الرب إلى تمجيد البشرية وحزنه على الساقطين منهم. * إن كان حديثنا السابق يكشف عن ميل ربنا يسوع إلى الرحمة، فلنتركه أيضًا يحدِّثنا بنفسه، فإنَّه عندما قال: "فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قدَّام الناس أعترفُ أَنَا أيضًا بِهِ قدَّام أَبِي الذي فِي السماوات" (مت ١٠: ٣٢-٣٣). عندما تكلَّم عن المعترفين به قال: "كل من"، أمَّا عن حديثه عن حالة الإنكار فلم يذكر كلمة "كل"... ففي حالة المكافأة المفيدة وعد به جميع المعترفين به، أمَّا عند العقاب فلم يهدَّد الكل... هذا لم يكتبه إنجيل الرب يسوع المسيح الذي سجَّله متَّى فقط، بل وما سجَّله لوقا أيضًا (١٢: ٨-٩) حتى نتأكَّد أن ما كتب لم يكن بمحض الصدفة. لنتأمَّل الآن معنى قوله: "كل من يعترف بي قدَّام الناس". إنه يقصد من يعترف به أيَّا كان عمره، وأيًا كان حاله، دون أي استثناء. أمَّا في الإنكار فلم تذكر عبارة مشابهة. يقول داود النبي: "هل إلى الدهور يرفض الرب؟! هل انتهت إلى الأبد رحمته؟! هل نسى الله رأفة أو قَفَصَ بِرِجْزِهِ مَرَاحِمَهُ؟!" (مز ٧٧: ٧-٩). هذا هو ما يعلنه لنا النبي بينما يصر أولئك على إنكار مراحم الله؟! القديس أمبروسيوس |
|