منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 07 - 2014, 08:42 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,767

غاب يوسف عن أبيه وأخوته لمدة 22 سنة . وكانت أكثر تلك السنين مليئة بالمشاكل ، الى أن دخل الثلاثين من عمره ، وفسر حلمي فرعون فأرتفع شأنه لكي يصبح الشخصية الثانية في مصر ، أي بعد فرعون .

بعد سبع سنوات الرخاء جاءت سنين القحط لتضرب مصر والبلدان المجاورة . فأمر يعقوب أولاده للذهاب الى مصر لشراء القمح قبل أن يموتا ( تك 1:42) . جاءوا الى يوسف وسجدوا بوجوههم الى الأرض ، وسجدوا بعد ذلك مرات عديدة . هنا تحققت أحلام يوسف التي هزأوا بها لأنهم لا يعرفون بأن تلك الأحلام كانت من الله ، وها هي قد تحققت .
لم يكن بنيامين شقيق يوسف معهم . أعد يوسف خطة لكي يلتقي بأبيه وشقيقه . لهذا السبب تكلم مع أخوته بجفاء لكي يصل الى مراده . في خطته تظاهر بأنه لم يعرفهم ، وتظاهر بأنه منهم عرف بأن لديهم أخاً مفقوداً وآخر لم يرافقهم وأن أبوه يحبه . أخفى عنهم بأنه عبراني فكان يتحدث معهم عن طريق المترجم ، أما هو فكان يتحدث باللغة المصرية . لهذا لم يشِّكوا به ، أما هو فكان يفهم لغتهم . كان يتحدث معهم بجفاء لكنه ملىء بالمحبة ، لهذا كان يتأثر أحياناً من مذلتهم فيدخل الى الداخل ويبكي . فقساوته عليهم كانت ظاهرة لكن القسوة لم تكن يوماً من طبعه وهذه القسوة قادته الى أدراك خطاياهم السابقة ، لهذا كان قاسياً عندما قال لهم أنتم جواسيس ، جئتم لتكشفوا الأرض ... أحضروا لي أخاكم الصغير فيتحقق كلامكم ( تك 42: 9-20 ) . هنا أعترفوا بذنبهم مع أنفسهم فقالوا ( حقاً أننا أذنبنا في حق أخينا . لقد رأينا ضيقة نفسه عندما استرحَمَنا فلم نسمع له . لذلك أصابتنا هذه الضيقة ) . رد عليهم رأوبين : ألم أكلمكم قائلاً ( لا تأثموا بالولد ، وأنتم لم تسمعوا ، فهوذا دمه يطلب ) . تأثر يوسف بهذا الكلام فتحول عنهم وبكى . هكذا عبر يوسف عن تأثيره وحبه . لم يبكى عندما القوه في البئر ، أو عندما بيع عبداً . ولا عندما أتهم ظلماً في بيت فوطيفار . لكنه بكى عندما رأى أخوته مذلولين أمامه . صبر يوسف على أذلالهم لكي يتذكروا أخطائهم ولكي يقودهم الى التوبة ويعترفوا بالماضي الأليم . أن لم يعطي يعقوب لأولاده التربية الحسنة فأن يوسف نجح في تأديبهم وطريقته في التأديب كانت حكيمة وهادئة وسريعة ، وبهذا الأسلوب يستطيع أن يجبرهم لأحضار بنيامين اليه . لهذا أخذ شمعون وقيده أمامهم . لماذا شمعون ؟ لأنه المحتاج الى تأديب لأشتراكه مع لاوي في قتل أهل شكيم ظلماً . هذا الذي لم يرضى عنه والده في حينها ، لهذا قال عنه في بركته الأخيرة أمام أولاده قبل وفاته ( شمعون ولاوي أخوان . آلات ظلم سيوفهما . في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي ... ملعون غضبهما فأنه شديد وسخطهما فأنه قاسٍ ) ( 49: 5-7) . هكذا أراد يوسف أن يعلم اخوته أن هذا العنيف اصبح ذليلاً أمامهم ، لكي يقضي على كبريائهم جميعاً ولكي يخيفهم لكي لا يتمردوا عليه لاحقاً . بعدما أمرهم بالذهاب لأحضار بنيامين بحجة التحقق من صدق كلامهم . قال لهم ، هكذا أعرف أنكم أمناء . ذهبوا وأخبروا أباهم الذي رفض أرسال بنيامين معهم ، فقال : يوسف مفقود ، وشمعون مفقود ، وبنيامين تريدون أن تأخذوه ! ! تعهد رأوبين بأعادته اليه فقال لأبيه : أقتل أبني ، أن لم أجىء به اليك . لكن يعقوب رفض طلبه الى أن أشتد الجوع فعاد وأرسلهم الى مصر مع بنيامين وقال يهودا ( أنا أضمنه . من يدي تطلبه . أن لم أجىء به اليك ... أصير مذنباً لك كل الأيام ... ) رضخ يعقوب وسلم بنيامين لهم مع هدية ثمينة يقدمونها للوزير . وقال لهم الفضة المردودة في عدالكم ردوها . لعله كان سهواً . عادوا الى يوسف وسلموه الهدية . وسجدوا الى الأرض . سألهم عن أبيهم ، أسالم أبوكم الشيخ الذي قلتم عنه ، أحي هو بعد ؟ أعد لهم طعاماً واجلسهم على مائدته وحسب أعمارهم . فاندهشوا لذلك دون أن يعلموا . دخل يوسف الى مخدعه وبكي على أخاه بنيامين لأنه تحنن اليه . بعدها غسل وجهه وجلس وأكل معهم .

ما زال يوسف يمارس خطة التأديب فدبر حيلة أخرى قبل أن يصرفهم . فأمر بوضع كأسه في أمتعة بنيامين . وبعد الأنصراف أرسل وراءهم من يتهمهم ويفتشهم بسبب فقدان الكأس . فقالوا ، من يوجد معه شىء يموت ، ونحن نصير عبيداً لسيدي . وُجِدَ الكأس في أمتعة بنيامين ، مزقوا ثيابهم ، فقال يهوذا : ماذا نقول لسيدي ؟ وبماذا نتبرر ؟ الله قد وجد أثم عبيدك . طلبوا من يوسف لكي يكونوا كلهم عبيداً له ، ولكنه قال : الذي وجد الكأس عنده هو يصير لي عبداً فوقف يهوذا متذللاً بكل أنواع التذلل ، يكلم يوسف بكلام مؤثر جداً ، قائلاً : ( ليتكلم عبدك كلمة في أذني سيدي ، ولا يحم غضبك على عبدك ...) ثم شرح ما حدث لهم مع أبيهم . ( قال لنا عبدك أبي : أنتم تعلمون أن أمرأتي ولدت لي أثنين . فخرج الواحد من عندي ، وقلت أنما هو قد أفترس أفتراساً ، ولم أنظره الى الآن . فأذا أخذتم هذا أيضاً من أمام وجهي وأصابته أذية ، تنزلون شيبتي بشرٍ الى الهاوية ) " 44: 27-29" ... فمتى جئت الى عبدك أبي ، والغلام ليس معنا ، ونفسه مرتبطة بنفسه ، يكون متى رأى أن الغلام مفقود ، أنه يموت ... لأن عبدك ضمن الغلام . الآن ليمكث عبدك عبداً لسيدي ، وليصعد الغلام مع أخوته . كلام ملىء بالمحبة والوفاء ليعقوب ، وحزين ومؤثر ليوسف لهذا لم يستطع أن يسيطر على عواطفه فأطلق صوته بالبكاء ، وعَرَّفَ بذاته لأخوته بعد أن أوصلهم الى خط الأعتراف والتوبة . بكى خوفاً على أبيه وعرف بأن الله أوصلهم الى هذا الوضع المنسحق والذليل . هكذا تمحى خطية كل أنسانٍ بالتوبة والأنسحاق والمذلة والأعتراف ، وبعدها تأتي المغفرة . وهكذا غفر لهم يوسف فصرخ قائلاً : ( أنا يوسف . أحيّ أبي بعد ؟ ) فخافوا منه . فقال لهم : لا تتأسفوا أذ بعتموني الى هنا . لأنه لأستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم ... لستم أنتم أرسلتموني الى هنا ، بل الله . وهو قد جعلني أباً لفرعون ، وسيداً لكل بيته ، ومتسلطاً على كل أرض مصر . أسرعوا وأصعدوا الى أبي ...(45:1-9) ثم وقع يوسف على عنق أخيه بنيامين وبكى . لأنه شقيقه الوحيد ولعدم أشتراكه مع أخوته في الأساءة اليه . ثم قبل الجميع وبكى عليهم .
القداسة التي نراها في يوسف هي ، أنه عاش في الفترة التي ما قبل عصر الناموس لكنه كان وكأنه في عصر النعمة ، فترة العهد الجديد ، فكان يطبق وصايا الرب يسوع في ذلك الزمن فأحسن الى أخوته لكي يطبق الوصية ( أحبوا أعداءكم ... أحسنوا الى مبغضيكم ) أنها من وصايا الرب التي قالها في وعظته على الجبل . كما طبّقَ وصية العفة ( لا تزن ) والتي جاءت في لوحي الشريعة في زمن موسى . هكذا كانت طبيعته النقية شريعة له ، وكان مستواه الروحي أرقى من زمانه كثيراً .

ألتقى يوسف مع أخوته ، لكن فكره كان من ناحية أبيه حيث قال لهم ( أحيٌ أبي بعد ؟ ) "3:45" علماً بأنهم أخبروه بأن لديهم أباً شيخاً ، وأنهم يخافون عليه من الموت أن لم يرجع اليه بنيامين . أذاً كان ذلك السؤال بسبب اللهفة التي في داخله يرى أباه . لهذا وبعد أن نزع الشك والخوف من قلوبهم ، كلمهم من جهة أبيه وأحضاره اليه في مصر ... فقال ( اسرعوا واصعدوا الى أبي .. وتستعجلون وتنزلون بأبي الى هنا ) " 45: 13،9" ذهبوا الأخوة الى أبيهم حاملين رسالة أخيهم يوسف والتي قال فيها ( أنزل اليَّ لا تقف . تسكن في أرض جاسان ، وتكون قريباً مني أنت وبنوك وبنو بنيك . أعولك هناك ، لأنه يكون أيضاً خمس سنين جوعاً ، لئلا تفتقر أنت وبيتك ) . بعدها أخبر فرعون بذلك وأخذ أمراً منه مع أعطائهم خيرات مصر ، بل أمر أيضاً لهم ( خذوا لكم عجلات لأولادكم ونساءكم ، واحملوا أباكم وتعالوا ...) .
أراد يوسف أن يكرم أباه ويُنسى همومه السابقة ويُفَرِحَه ُفي شيخوخته ... وما كان أبهج خبرٍ سمعه يعقوب في حياته والذي نقله اليه أولاده حينما عادوا اليه بالمركبات قائلين : ( يوسف حَيّ بَعدُ ، وهو متسلط على كل أرض مصر ) 26:45" يوسف الذي كان يحسبه يعقوب ميتاً ويقول ( أني أنزل الى ابني نائحاً الى الهاوية ) أتاه خبر مؤكداً بأنه حَيٌّ ( جمد قلبه ولم يصدقهم ) ثم أعاد رباطة جأشه فتقبل الخبر عندما عاين العربات الفرعونية معهم والتي أرسلها اليه أبنه ، فانتعش روحه ، وقال (كفى ! يوسف ابني حَيٌّ بعدُ ، سأذهب لأراه قبل أن أموت )"28:45" .
نزل يعقوب الى مصر بسبب المجاعة . لكن ليس كما نزل جده أبراهيم لنفس السبب ، لأن أبراهيم نزل ليتغرب هناك وبدون استشارة الرب . ويوسف نزل بأرادة الرب وحسب قوله لأخوته ( أن الله هو الذي أرسلني الى مصر ) وهكذا يجب ان تتم أرادة الله ليجمع عائلة يعقوب في مصر لكي تبقى هناك الى زمن ظهور النبي موسى . كما ظهر الله ليعقوب في رؤيا ، وقال له ( لا تخف من النزول الى مصر ...أنا أنزل معك ..) 2:46" . أذاً دعوته للذهاب الى مصر ليست من يوسف فقط بل من الله أيضاً . وصل الى مصر في موكب عظيم راكباً عجلات فرعون فأستقبله أبنه يوسف في جاسان ( ولما ظهر له وقع على عنقه ، وبكى على عنقه زماناً ) " 29:46" . عجزت ألسنتهم عن الكلام وتحدث الحب بدموع لكي يعبروا ما في القلب من الحب المدفون ، حب الآب لأبنه الذي كان يظنه ميتاً ، وناح عليه كل تلك السنين . وأبى أن يتقوى . وحب يوسف لأبيه الذي كان يحبه أكثر من كل أخوته .
عاش يعقوب مع يوسف في مصر 17 سنة ، فكانت كل أيام عمره 147 عاماً . لما عرف بأن أيامه قد أقتربت . أخذ عهداً من يوسف أن يدفنه في مغارة المكفلية مع جده أبراهيم وجدته ساره وأبيه أسحق وأمه رفقة ، وأيضاً دفنت ليئة . فقال يوسف ( أنا أفعل حسب قولك ) . بارك يعقوب أبني يوسف ( منسى وأفرايم ) فوضع يده اليمنى على الصغيررغم أحتجاج يوسف .

عاش يوسف 110 سنة واستحلف أخوته لكي يحملوا عظامه من مصر ، حيث تنبأ عن خروج أخوته من أرض مصر (24:50) نفذت وصيته بعد خروج بني أسرائيل بقيادو موسى فأخذوا عظام يوسف معهم .
لتكن بركة وشفاعة أبينا يعقوب وأبنه يوسف الصديق معنا جميعاً
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إذ نزل يوسف من بيت أبيه بالحب يبحث عن أخوته الضالين
يوسف في بيت أبيه
يوسف ومحبة أبيه
يوسف الصديق مع يعقوب أبيه
يوسف الصديق وأخوته


الساعة الآن 07:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024