|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكن للشابة المسيحية أن توازن بين رغبتها في الزواج والرضا بالعزوبية؟ أعلم أن الكثيرين منكم يشعرون بشوق عميق للزواج في قلوبهم. هذه الرغبة طبيعية وجيدة - ففي النهاية قال الله نفسه: "ليس حسنًا أن يكون الإنسان وحيدًا" (تكوين 2: 18). الزواج هو دعوة جميلة تعكس محبة المسيح للكنيسة. لكن يجب أن نتذكر أيضًا أن العزوبية ليست حالة أقل. كتب بولس الرسول، الذي كان هو نفسه غير متزوج، أن العزوبية تسمح للمرء أن يكون "مهتمًا بشؤون الرب" و "مكرسًا للرب بالجسد والروح معًا" (1 كورنثوس 7: 32، 34). عاش يسوع نفسه حياة وحيدة مكرسة بالكامل لمشيئة أبيه. إذن كيف يمكنكن، كنساء مسيحيات، أن تجدن السلام والهدف في موسم عزوبيتكن الحالي مع الاحتفاظ برغبتكن في الزواج؟ اسمحوا لي أن أقدم بعض الأفكار. أولاً، ركز على تعميق علاقتك مع الله. استخدمي هذا الوقت للنمو في الصلاة ودراسة الكتاب المقدس وخدمة الآخرين. تذكّري أن هويتك الأساسية هي أن تكوني ابنة الله المحبوبة وليس زوجة شخص ما. إن قيمتك وكمالكِ يأتيان من المسيح وحده. ثانيًا، قم بتنمية صداقات ومجتمع غني. استثمر في علاقاتك مع عائلتك وأصدقائك وزملائك المؤمنين. يمكن لهذه العلاقات أن توفر لك الكثير من الرفقة والدعم الذي قد تبحث عنه في الزوج. ثالثًا، تابع شغفك وهدفك الذي وهبك الله إياه. طوري مواهبكِ، طوري تعليمكِ أو مهنتكِ، تطوعي للقضايا التي تهتمين بها. لا تعلقي حياتك في انتظار الزواج. عيشي حياتك بشكل كامل وفرح في الوقت الحاضر. رابعًا، احرس قلبك وعقلك. احذر من الانغماس في الأوهام أو التوقعات غير الواقعية بشأن الزواج. وتجنب مقارنة نفسك بالآخرين أو الشعور بالمرارة من وضعك كعازب. وبدلاً من ذلك، مارس الامتنان للنعم الموجودة في حياتك الآن. خامسًا، ابقَ منفتحًا لتوقيت الله وخطته. استمر في الصلاة من أجل زوجك المستقبلي، إذا كان الزواج هو مشيئة الله لك. لكن تمسّك بهذه الرغبات بيد مفتوحة، واثقًا بأن خطة الله مثالية حتى لو كانت تختلف عن خطتك. سادسًا، فكّر في هبة عزوبيتك. كيف يمكنك استخدام هذا الموسم لخدمة الله والآخرين بطرق قد تكون أكثر صعوبة إذا كنت متزوجًا ولديك مسؤوليات عائلية؟ ابحث عن فرص لتكوني سخية بوقتك ومواردك. أخيرًا، تذكر أن القناعة اختيار وممارسة. قال بولس الرسول إنه "تعلم أن يكون راضيًا مهما كانت الظروف" (فيلبي 4: 11). هذا لا يعني أن تنكر رغباتك، بل أن تختار أن تثق بالله وتجد الفرح فيه بغض النظر عن ظروفك. أعلم أن هذا التوازن ليس سهلاً. قد تمرّ عليك أيام تشعر فيها بالشوق إلى زوجك وشوقك إليه. في تلك اللحظات، اركض إلى أحضان أبيك السماوي. اسكب قلبك له. إنه يفهم رغباتك ويضمك إليه. اطمئن إلى أنك سواء كنت متزوجًا أو أعزب، فإن لحياتك قيمة وهدفًا عظيمين. فالله لديه خطط جيدة لك (إرميا 29:11). اغتنموا البركات والفرص الفريدة لهذا الموسم، بينما تظلوا متفائلين ومنفتحين على ما قد يحمله المستقبل. ليمنحك الله السلام والرضا والفرح وأنت تسير معه، واثقًا في محبته الكاملة وتوقيته لحياتك. |
|