ما هو النقد الكتابي؟
س1: ما هو "النقد الكتابي"؟
ج: "النقد الكتابي" Biblical Criticism تعبير قديم استخدم في اللغة اليونانية تحت اسم " كرتيكي " ويعني " القدرة علي التمييز، وبدونه لا يكون هناك أمر محدد وواضح في أمر ما " فالنقد الكتابي يعني تقيّيم النص الكتابي، والحكم عما إذا كان هذا النص قانونيًا أي صحيحًا مُوحي به من الله أو نصًا زائفًا (أبو كريفا)؟
وإن كان " النقد " بصفة عامة يعني الإدراك والتمييّز والتقيّيم ومحاولة إصدار الحكم من جهة المميزات والعيوب، فإن النقد الخاص بالكتاب المقدَّس دُعي " النقد الكتابي " Bablical Criticismوجاء تعريف النقد الكتابي في دائرة المعارف المسيحية على أنه العلم الذي به نصل إلى المعرفة الكافية لأجل النص الأصلي للكتاب المقدَّس، وتاريخه، وحالته الحالية(Gardner, CC, 206) [راجع جوش مكدويل - برهان يتطلب قرارًا ص 363].
وقد استخدمت الكنيسة الأولي مفهوم " النقد الكتابي " في فرز النصوص القانونية، التي بها " تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2 بط 1: 21) من النصوص الأبوكريفا التي جاءت نتيجة مجهود شخصي محض، وبناء علي النقد الكتابي بمفهومه الايجابي قبلت كنيسة العهد القديم 46 سفرًا ورفضت أسفارًا أخري كثيرة،مثل أسفار آدم، وشيث، وأخنوخ، ونوح، وإبراهيم، وعزدراس الذي جاء فيه أن الروح القدس قد أملى عزرا الكاهن سبعين سفرًا لا يطلع عليها إلاَّ الحكماء فقط دون عامة الناس (لاحظ أن الوحي في المسيحية ليس وحيًا إملائيًا) وأيضا بناء علي النقد الكتابي بمفهومه الايجابي قبلت كنيسة العهد الجديد 27 سفرًا ورفضت أسفارًا أخرى كثيرة مثل أناجيل الاثني عشر، والعبرانيين، والمصريين، وبطرس، ومريم المجدلية، ويعقوب، وفيلبس، ونيقوديموس، ويهوذا الإسخريوطي الذي ظهرت نسخة منه منذ سنوات قليلة ولكنه كان معروفًا من قبل أنه إنجيل مرفوض رفضته الكنيسة الأولي، والإنجيل الأبدي.
وأيضًا عندما قام "تاتيان" في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي بتفكيك محتويات الأناجيل الأربعة، وأعاد نسجها في قصة متصلة، ودُعي بالإنجيل الرباعي (الدياطسرون) لم تقبله الكنيسة كسفر قانوني لأنه كان نتيجة مجهود بشري حتى لو كانت محتوياته مُوحي بها، فقد شاء الله أن يكون هناك أربعة كتَّاب للإنجيل كلٍ على حدة، وكل واحد منهم يركز علي جانب معين في شخصية السيد المسيح، فلا يمكن تغافل هذه الإرادة الإلهية