المسكين هو المتضع الملتجئ إلى الله في توبة، فإن كان الأبرار قد واجهوا ضيقات بسبب سقوطهم في الشر، ولكن عندما يتوبون يعليهم ويباركهم، فتكثر قبائلهم مثل قطعان الغنم في كثرتها. والله يرعاها كلها بمحبته، فتكون في وحدانية. وهذا يظهر مدى طول أناة الله ورحمته، الذي يطيل أناته على أولاده، فيباركهم إذا حفظوا وصاياه، ويسمح لهم بالضيقات إن ابتعدوا عنه، ولكن إن تابوا يعود فيرفعهم، ويباركهم مرة ثانية، كما حدث مع أيوب، وهو إنسان بار باركه الله، ثم سمح له بضيقات، ليتخلص من البر الذاتي، وعندما تاب عاد فباركه كثيرًا، أي أعطاه ضعف ما كان عنده.