منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 02 - 2021, 02:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,267,824

شجاعة دانيال



شجاعة دانيال


كانت شجاعة دانيال خارقة للعادة ، تلك الشجاعة التى لازمته طوال حياته ، والنابعة من مبادئه وتقاليده ، وأن أعظم شجاعة فى الحياة ، أن يكون الإنسان نفسه كما يعتقد ويريد ، لا أن يكون ممسوخاً فى وسط الآخرين ، يحاكيهم ويشاكلهم ، ويسير على دربهم فى الصواب والخطأ على حد سواء ، فإذا خلا إلى نفسه أنكر ما فعل أو برر قصته بأن ضغط الظروف أكرهه على ذلك ، ... كان دانيال شجاعاً فى السابعة عشرة من عمره وكان شجاعاً فى التسعين من العمر ، كان شجاعاً أمام الإغراء ، وكان شجاعاً أمام التهديد والوعيد ، ... كان شجاعاً وهو يرفض مائدة الملك ، وكان شجاعاً وهو يواجه عطايا الملك ، أو جب الأسود ، ... لم يتذبذب قط فى شجاعته أو يتراجع عنها ، أو يغطيها بما يقال إنه الحكمة أو ما أشبه من تعليلات الناس !! ... كان شجاعاً عندما وضعت أمامه أطايب الملك ، وهو صغير فى وسط مئات الشباب ، ممن يحلمون بمجد العالم ، وممن يسرعون إلى محاكاة بعضهم البعض ، أو ممن يستطيعون أن يعتذروا أمام أنفسهم ، بأنهم مكرهون ، ولا حرية لهم فى القول أو الاختيار كما يفعل آلاف الشباب على وجه الأوض ! وكان شجاعاً فى مواجهة بيلشاصر الملك ، وهو ممتلئ من الغضب والسخط المقدس ، عندما ادخل إليه فى حفله الذى صنعه لقواده وعظمائه ، وكان الحفل ماجناً معربداً ، وقد صنعه - على الأرجح - لسببين ، يقصد من ورائهما تقوية روح قواده وجنوده المعنوية . إذ أن عاصمته كانت فى ذلك الليلة محاصرة بقوات مادى وفارس ، وكان لابد لذلك أن يفعل شيئاً فى مواجهة الحصار فجمع العظماء والقادة إلى حفل كان فى واقع الأمر حفلاً دينياً يطلب فيه معونة الآلهة لشد أزره إزاء الجيوش المهاجمة ، وقد أراد أن يسترض آلهته هذه بأن يجعلها فوق جميع الآلهة والأديان . وفى الوقت نفسه أراد أن يثبت شجاعته ، ففعل الشئ الذى لم يجرؤ نبوخذ ناصر على فعله ، إذ تحدى إله إسرائيل بأن أمر بإحضار الآنية المقدسة التى أحضرها نبوخذ ناصر من الهيكل واستعملها فى الشرب واللهو والمجون . ... وعندما ظهرت له اليد التى تكتب على مكلس الحائط إزاء النبراس ، وفسر دانيال له الكتابة ، ... وأراد الملك مكافأته ، كان جواب دانيال : « لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيرى » " دا 5 : 17 " وهو جواب خشن خال من الزلفى والتملق ، وأكثر من ذلك وبخ الملك توبيخاً صارخاً إذ ذكره بما حدث مع نبوخذ ناصر ، وكيف أنه لما تكبر ولم يتعظ ، وارتفع قلبه وتعالى أمام اللّه ، أسقطه القدير على الصورة المفزعة ، إذ جعله حيواناً مثل أدنى الحيوانات !! .. ولم تتذبذب شجاعة دانيال قط ، وهو فى التسعين من عمره أو ما يقرب من ذلك وهو يواجه جب الأسود ، ويأبى أن يقفل كواه لمدة شهر ، ليصلى فى سره ، وقد كانت صلاته علنية أمام الجميه ، ... كان الرجل من أشجع الناس الذين ظهروا على وجه الأرض ، فى عصره وعلى مر التاريخ أيضاً !! .
لم تكن هذه الشجاعة نوعاً من الإندفاع ، أو الحماقة ، أو التهور ، أو التعصب ، أو ما أشبه - بل كانت تستند إلى المبدأ الصحيح المرتبط باللّه ، ... كان دانيال يؤمن بأن المؤمن إنسان يعيش فى العالم ، ولكنه ليس من العالم .... وهو إنسان يحيا مع الناس ، ولكنه لا يعيش كما يعيش الناس ، .. بل أنه لابد أن يحيا نوعاً من العزلة النبيلة التى لا تجرى مع تيار الأيام ، واندفاع العالم ، ... فإذا كانت أطايب الملك امتيازاً فى نظر غيره من الشباب ، فهى نجاسة عنده ، لقد كانت هذه الأطايب فى العادة نوعاً من اللحوم المحرمة على اليهودى ، أو التى كانت تقدم للآلهة الوثنية ، ويؤخذ منها الطعام فى القصر الملكى ، فليأكل غيره من الشباب منها ما طاب لهم ، ولو أكل جميع الشباب ، فإن هذا لا يغير من نجاستها وإثمها ، والتى تجعله ينفصل عن الجميع بالعزلة النبيلة ، وقد كان هذا الشاب عظيماً ، لأنه لم يحاول أن يسكت ضميره ، أليس له حرية الاختيار، وإذا كان رئيس الخصيان يخشى على رأسه فيما لو غير نظام أكلهم ، فكم بالحرى يكون الأمر بالنسبة للشاب نفسه أو زملائه الفتية الثلاثة ؟!! ... لقد أدرك دانيال أن النجاسة لا يمكن أن تعطيها اسماً آخر ، فهى نجاسة مهما يصورها الآخرون أو يعطونها من أسماء أو صور ، .... وهو أهون عليه أن يموت نبيلاً مقدساً ، من أن يعيش حيواناً منجساً ، ... وهو واثق تماماً من أن طعامه العادى أفضل وأجمل ، وأنه يعطيه من القوة أو الصحة ، مالا يمكن أن يجرها عند الآخرين !! .. وقد نجح دانيال منذ القديم فى هذا الامتحان !! .. والشجاعة عند دانيال لا يمكن أن يسكتها الجاه أيضاً ، فالجاه الحقيقى من اللّه ، وليس من ملك أو إنسان ، فإذا كافأه الملك بيلشاصر بأن « « يلبسوا دانيال الأرجوان وقلادة من ذهب فى عنقه وينادوا عليه أن يكون متسلطاً ثالثاً فى المملكة » ... فإن جاه هذا الملك لن يأتى الليل قبل أن ينتهى ويذهب ، بمصرعه هو فى الأرض ، وهكذا الذين يبحثون عن جاه الملوك أو نفوذهم ، وهم لا يعلمون أن هذا الجاه - طال أو قصر - لابد سيذهب مع الريح ، إذ هو فى الحقيقة قبض الريح ، فى قول سليمان المشهور : « باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح » . والشجاعة الصحيحة ألا يرضى الإنسان بالجاه المزيف حتى ولو تدثر بالأرجوان أو جمل وساماً أو قلادة ذهبية مهما يكن منظرها ومظهرها أمام الناس !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا رب امنحني شجاعة دانيال في عرين الأسد
هل بقي دانيال الي السنه الاولي لكورش ام الي السنه الثالثه ؟ دانيال 1: 21 و دانيال 10: 1
لماذا لم يدافع دانيال عن الفتيه الثلاثه رغم شهرته في المملكة ؟ سفر دانيال 2: 48 و سفر دانيال 3
كيف دانيال يصف المجوس بانهم سحره ثم يقبل ان يصبح رئيسهم ؟ دانيال 2: 2 و دانيال 4: 9
بقلم المستشار احمــــــــــــــد نعيم لجنة صياغة لجنة الخمسين كﻻكيت تاني مره للجنة صياغة الجمعية


الساعة الآن 08:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024