* "يتطلع إلى الناس ويقول: أخطأت، وعٌَوجت المستقيم، ولم أجاز عليه كما أستحق" [27]. حتى الذين لا يعتقدون أنهم يخطئون يعترفون بطريقة عامة أنهم خطاة. فالأمر هكذا بالنسبة للبشر. غالبًا ما يعترفون علانية أنهم خطاة، ولكن متى سمعوا من يذكر بالصدق عن خطاياهم عندما يهاجمونهم، يدافعون عن أنفسهم بجسارة ويسعون نحو اظهار أنفسهم أبرياء. من كانت له هذه السمة، فإنه إذ يقول إنه يخطئ فهو لا ينطق بالحق، إذ يعلن عن نفسه أنه خاطي، لكنه ليس من عمق قلبه، إنما مجرد ينطق بكلمات، لأنه مكتوب: "الصديق من البداية يتهم نفسه" (راجع أم 18: 17). وإنه يود أن ينال سمعة طيبة، لا أن يتواضع باعترافه بخطيته. إنه يرغب باتهامه لنفسه أن يظهر متواضعًا بينما هو ليس كذلك... أما الصديق فإذ يتهم نفسه على سلوكه يعرف عمق قلبه، خلال أمثلة القديسين أنه بالحق هكذا كما يعترف. وفي ألم يكمل أنه لم يجازَ كما يستحق.