|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مهما كانت حقيقة الأمر، فإن سقوط الملائكة قد سبق سقوط الإنسان. ورُغم كل شيء، لم يصل الإنسان إلى تعدي وصية الله من تلقاء ذاته فقط، بل حُرِّض عليه. فإذ خدعت الحيةُ حواءَ وأغوتها، وقعت في التعدي (2 كورنثوس 11: 3، 1 تي 2: 14). وعلينا بكل يقين ألا نعتبر هذه الحية كأنها ظهورٌ رمزي بل إنها حية بالفعل، إذ نقرأ صراحةً أن هذه الحية كانت أحيل - أو أدهى - جميع حيوانات البرية (تكوين 3: 1؛ متى 10: 16). ولكن على مثل هذه الدرجة من اليقينية أيضاً، يأتينا الإعلان الإلهي فيما بعد بفكرة أن قوة شيطانية استخدمت الحية لتخدع الإنسان وتُغويه. إذ نقرأ في مواضيع كثيرة في العهد القديم أن الشيطان هو المشتكي على الإنسان والمجرب له (أيوب 1: 1؛ 1 أخبار الأيام 21: 1؛ زكريا 3). غير أن قوة الظلام الرهيبة تُعلن أول مرة عندما أشرق على العالم أولاً النور السماوي في المسيح. فعندئذٍ تبدى للعيان أن ثمة عالماً خاطئاً آخر غير العالم الذي هو هنا على الأرض. فإن هنالك عالمَ شرٍّ روحياً خُدامُه المطيعون شياطين لا يكاد عددها يُحصر، وأرواحُ شريرة نجسة، رئيسُها ورأسُها هو الشيطان (راجع متى 12: 45). هذا الشيطان تُطلق عليه أسماء شتى فهو ليس فقط الشيطان، أي الخصم؛ بل أيضاً إبليس، أي المجدّف؛ والشرير (متى 16: 13؛ 13: 19)، والعدو (متى 13: 39؛ لو 10: 19)، والمشتكي (رؤيا 12: 10)، والمجرِّب (متى 4: 3)، وبليعال، أي الدناءة أو التفاهة (2 كورنثوس 6: 15)، وبعلزبزل أو بعل زبوب، وهو الاسم الذي أُطلق أصلاً على إله الذباب الذي عُبد في عقرون (2 ملوك 1: 2؛ متى 10: 25)، ورئيس الشياطين (متى 9: 34)، ورئيس سلطان الهواء (أفسس 2: 2)، ورئيس هذا العالم (يوحنا 12: 31)، وإله هذا الدهر (2 كورنثوس 4: 4)، والتنين العظيم والحية القديمة (رؤيا 12: 9). |
|