رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعلموا فن معاملة الأطفال:
البابا شنوده الأطفال يريدون من يحبهم. ليس حبًا شفويًا بل حبًا عمليًا. يحبهم ويعطيهم ويسليهم ويضحكهم. أريد أن أروي لكم قصة حدثت منذ زمن في عام 1964 على حد ذاكرتي ، حيث دعيت من مطران المنصورة لألقي محاضرات في المنصورة. وفي أحد المرات في وقت الفراغ وجدت أطفال كثيرين فقلت لهم: يا أولاد أريد أن أحكي لكم حكاية. فوجدتهم تجمعوا بسرعة والتفوا حولي لأحكي لهم الحكاية فالأولاد يحبون الحكايات بطبيعتهم. سألوني: أي حكاية ستحكيها. قلت لهم: الحكاية التي ليس لها نهاية. وظللت أحكي لهم الحكاية التي ليس لها نهاية. كانت الحكاية فعلًا ليس لها نهاية وكان الأولاد سعداء بها جدًا. وبعد ستة أشهر أخرى تقريبًا ذهبت للمنصورة مرة أخرى فوجدت كل الأطفال جاءوا بجانبي وقالوا لي: أنت قلت لنا السنة الماضية الحكاية التي ليس لها نهاية، فماذا ستحكي لنا هذه السنة؟ فالأولاد يحبون من يسليهم ويحكي لهم ويصاحبهم. ولذلك نصيحتي للأمهات أن يحفظوا حكايات ليقولوها لأولادهم؛ فسيجدون الأولاد يحبونهم جدًا ولا يمكن أن يضايقوهم بشقاوتهم. لأن هناك أمهات يتعبون من شقاوة أولادهم. في أحد المرات زارتني أم ومعها ابنها في مكتبي بالبطرخانة وهو واسع جدًا فظل الولد يجري داخل حجرة مكتبي الواسعة. فقالت له أمه: أسكت حتى لا يتضايق سيدنا منك. فقلت للولد: لا يا حبيبي أنا لا أتضايق من أحد اجري والعب كما تشاء. الأم دائمًا تظن أن علاقتها بابنها مثل علاقة رجل البوليس مع إنسان خارج عن القانون. هذا خطأ. كونوا طيبين ورفقاء على الأولاد وقدموا لهم الحب والتسلية والحكايات. هناك حكايات من الكتاب وأخرى من خارج الكتاب يمكن أن يستفيد منها الأولاد. في أحد المرات كنت في برمنجهام في إنجلترا وقابلني نيافة الأنبا ميصائيل وقال لي: هل تعرف أن الطفل بيشوي الذي تحبه أنت زعلان، وقال لوالدته: "البابا لا يحبني لأننا عندما كنا نتزاحم في المعمودية قال لي: اذهب يا ولد من هنا". أخذت درس من هذا الموقف أنني يجب ألا أفعل هذا مرة أخرى. فعندما رأيته فيما بعد أخذته واحتضنته وقلت له أنا أحبك جدًا يا بيشوي والأولاد من بساطتهم يقبلون الكلام بسهولة. فذهب إلى والدته وقال لها: "عندما قال لي البابا اذهب من هنا كان لا يوجه ليّ أنا هذا الكلام بل للأولاد الآخرين". هذا يعلمنا أنه عندما نتسبب في ضيق لأحد الأولاد يجب أن نعمل على إرضائه ومصالحته والأولاد في بساطتهم يقبلون الكلام الطيب بسهولة. وعندما ينشأ الأولاد في شبع من الحب لن ينحرفوا ولن يبحثوا عن حب آخر يضرهم. ليت كل أم تتعلم كيف تربح طفلها وتريحه نفسيًا وتكون صديقة له. كوني صديقة لابنك ولبنتك وفي جو الصداقة سيكونون صرحاء معكِ لأنهم لن يخافوا. والأطفال أيضًا يحبون الأشياء الغريبة. لذلك يسروا جدًا بميكي ماوس وغيره لأنه يرى أشياء غريبة وصور حيوانات وغيره تتحرك وتتكلم كل هذا يجذبه ويبعث السرور في نفسه. لذلك قصة حمار بلعام تقال للطفل فيقبلها. من الجائز عندما تُقال لشخص كبير يتشكك فيها. |
|