منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 04 - 2013, 06:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

الملبس والعثرة

الملبس والعثرة
لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِلٍ، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ.

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ.
يحدثنا الكتاب المقدس عن السلوك الصحيح لبنات المسيح، فمن جهة الملبس يقول "وَكَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لَآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ،
بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ."([1]) وهذه يدفعنا لتعريف ما هي العثرة، لنتبين في ضوءه إن كانت الملابس تخضع لثقافة المجتمع وبيئته والزمان والمكان أم ان الأمر أبعد من ذلك.

العثرة في مفهومها الشامل، هي كل ما يسبب بُعد عن تعاليم الله ورفض له، أياً كانت هذه الأمور التي تكون عثرة للأخرين، فهناك أشياء ليست في ذاتها عثرة كالطعام مثلاً "لِذَلِكَ إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْماً إِلَى الأَبَدِ لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي." ([2]) لأن الطعام لا يقدمنا لله، لأننا إن اكلنا لن نزيد في قامتنا الروحية، وإن لم نأكل لن ننقص " وَلَكِنَّ الطَّعَامَ لاَ يُقَدِّمُنَا إِلَى اللهِ لأَنَّنَا إِنْ أَكَلْنَا لاَ نَزِيدُ وَإِنْ لَمْ نَأْكُلْ لاَ نَنْقُصُ. " ([3])فمثال "الطعام" هنا، ليس فيه نجاسه او عثرة في ذاته، بل كما جاء في سياق الآيات في الاصحاح الثامن من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، أنه مُقدم للأوثان، فلا يضيرنا شيء إن اكلنا منه، او لم نأكل، فإننا نعلم أن الأوثان ليست آلهه حقيقية ([4]) ولكن لأنه قد يسبب عثرة لإخوتنا الجدد في الإيمان، وربما يأتي في أذهانهم أن هذا لا يليق أن نأكل مما ذُبح للأوثان، فلا داعي منه إلى الابد.

الرسول يوضح لنا هذا الأمر من جهة الذي يعلم، وله سلطان المعرفة، وسلطان الأكل والشرب النابع من معرفة إن ما "يطهره الله، لا يدسنه هو" ([5]) فإذا رآه أحد هؤلاء الـ (محدثي المسيحية) أفلا يظن السوء بداخله؟ فيقول الرسول " لأَنَّهُ إِنْ رَآكَ أَحَدٌ يَا مَنْ لَهُ عِلْمٌ مُتَّكِئاً فِي هَيْكَلِ وَثَنٍ أَفَلاَ يَتَقَوَّى ضَمِيرُهُ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ حَتَّى يَأْكُلَ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ؟" يوجه الرسول بولس حديثه نحو أصحاب الضمائر القوية، فإنهم إذ يأكلون في هذه الولائم بضميرٍ قوي، هذا لا يعوقهم شيئا أمام اللَّه وفي حضرته، ولكنهم يعثرون الضعفاء، وإن امتنعوا عن الشركة في هذه الولائم لن يفقدوا شيئًا من سموهم الروحي وقوة ضمائرهم.
الأكل أو عدمه ليس فضيلة ولا رذيلة، لن يقربنا إلى اللَّه أو يفصلنا عنه. لهذا حتى في الأصوام يليق بنا أن ما يشغلنا ليس الامتناع عن الأكل بل الاقتراب إلي اللَّه والاتحاد معه ([6]).

الكتاب هنا أرسى مبدأ عام من جهة العثرة، فأي فعل أو تصرف يشوبه شائبة عثرة، يُرفض، ويُمنع، من أجل ضعفاء الإيمان، وكي لا يُجدف على إسم الله، فكم يكون ما قال عنه الكتاب "لباس الحشمة مع ورع وتعقل" ؟

وتعريف الحشمة واضح وجلي للجميع (κόσμιος(kosmios) مُحترم، محتشم، شريف، مهذب، معتدل، مشتقة من الفعل κόσμος(kosmos)بمعنى العالم، عالمي، يرتب، يزين، يصلح) ([7]) .. فعلى مر التاريخ نرى أن الملابس المكشوفة لا يمكن أن تتسم بالحشمة، حتى أن الزانيات، والغانيات، كُن يعرفن من ملابسهن المكشوفة، ولأن الطبيعة الإنسانية سقطت ومالت للخطية، وأول ما إنجذبت له هو الشهوة، وبالتالي يقول الكتاب عن آدم وحواء "فَانْفَتَحَتْ اعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا انَّهُمَا عُرْيَانَانِ" ([8]) مما يتضح لنا أن أول ما تحرك في الإنسان الساقط، هو غريزته الجنسية، وهذا يجعلنا نسلك (بورع) ([9]) و (تعقل) من جهة الملبس، فلا نكشف مثلاً مواطن الإثارة في الجسد، فكيف نصف مثلاً "بلوزة" تكشف نصف "الصدر" بانها محتشمة؟ أم أننا كنا نريد آية، بنص حرفي يقول"البلوزة التي تكشف نصف الصدر عثرة للاخرين" ؟؟!!

فالحشمة إذاً ليست قاصرة على مفهوم المجتمع لها، بل لها أركان محددة، وهي الورع، والتعقل، بل ان أولئك المتدينات من النساء، هُن من أرسين مبدأ الحشمة في ثقافة اليهود قديماً، بسبب تمسكهن بتعاليم الكتاب المُقدس، إذ أن النساء البالغات اللواتي كن متدينات، كانت رؤوسهن مُغطاة، وأي امرأة كانت رأسها مكشوفة أمام عامة الناس، كانت تُعتبر منحلة ([10])، ولكن ليس معنى ذلك ان نساء اليوم هن منحلات بسبب تعريتهن لرؤوسهن، بل أن تغطية الرأس كانت مطلوبة بالاخص أثناء الصلاة تحديداً إظهاراً للخشوع امام هيكل الله، والخضوع لأزواجهن في الإجتماعات العامة كي لا يظن أحد أنها تتمرد على زوجها، فتشين رأسها (زوجها)، ولكن لم يكن مطلوباً منهن دائماً تغطية رؤوسهن، وحتى لو إحتشمن في ملبسهن إتقاءاً لثقافة المجتمع الخاطئة من جهة الملبس، يكن بذلك قد تحلين (بالتعقل) الذي طالبهن به الكتاب المقدس " كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ." وحتى "لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللهِ."([11]) بسببهن، ولهذا، يعود كل سلوك حسن نقوم به، وإن كان في معناه الظاهر هو (إنصياع) لثقافة المجتمع الخاطئة، ولكن في حقيقته هو إنصياع إلى تعليم الكتاب المقدس، للبنيان، كي يمجدوا إسم الله في سلوكنا وأفعالنا، وكي " نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ،" ([12]) لذلك يقول لنا الكتاب المقدس "لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضاً بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ " ([13]).

يتبع ..
______________
[1]تيموثاوس الاولي 2: 9 -10

[2] كورنثوس الأولى 8: 13

[3]كورنثوث الأولى 8: 8

[4] الخلفية الحضارية للكتاب المقدس – العهد الجديد –كريج.س.كينر – دار الثقافة – صـ 157

[5] اعمال 10: 15

[6] القديس يوحنا ذهبي الفم

[7]القاموس الموسوعي لمفردات العهد الجديد اللاهوتية – فيرلين د. فيربروج – الناشر مكتبة الكلمة – صـ 369

[8] تكوين 3: 7

[9]ترد الكلمة اليونانية αἰδώς(aidōs) بمعنى: ورع، خشوع، احترام، وقار (القاموس الموسوعي)
قاموس يوناني عربي – دير انبا مقار – الطبعة الأولى 2003

[10]الخلفية الحضارية للكتاب المقدس – العهد الجديد – كريج س. كينر – الجزء الأول – صـ 185

[11] تيموثاوس الثانية 2: 5

[12]افسس 4: 15

[13]افسس 4: 17
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ديمتريوس والعثرة
ديوتريفس والعثرة
حفنى والعثرة
قصة المرسل وزوجته والعبرة منها
الملبس


الساعة الآن 11:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024