رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ نَزلَ مَعَهما، وعادَ إلى النَّاصِرَة، وكانَ طائِعاً لَهُما، وكانَت أُمُّه تَحفُظُ تِلكَ الأُمورَ كُلَّها في قَلبِها. تشير عبارة "نَزلَ مَعَهما"، إلى عودةيسوع مع أبويه مريم ويوسف العودة إلى السلطة الأبوية والطاعة البنوية كأساس في العائلة المقدسة. ويعلق العلامة أوريجانوس "كثيرًا ما ينزل يسوع مع تلاميذه ولا يبقى على الدوام على الجبل". الصراع في العائلة ينجم عن نزعة التسلط عند الأهل، ونزعة التحرر عند الأبناء، حيث ان منطق الأهل يختلف عن منطق أبنائهم. وانتهى العتاب باحترام كل منهما موقف الآخر بكل صبر ومحبة. امَّا عبارة "النَّاصِرَة " فتشير إلى وطن السيد المسيح إلى أن بلغ سن الثلاثين. وكانت نسبة يسوع إلى الناصرة في عنوان صليبه "كَتَبَ بيلاطُسُ رُقعَةً وجَعَلَها على الصَّليب، وكانَ مكتوباً فيها: ((يسوعُ النَّاصِريُّ مَلِكُ اليَهود" (يوحنا 19: 19). أمَّا عبارة “كانَ طائِعاً لَهُما" باليونانية ὑποτασσόμενος (معناها خاضعا) فتشير إلى مسلك يسوع في الناصرة تحت سلطان مريم ويوسف لمدة ثمانية عشر عاما اللاحقة علما أن " يسوعُ كانَ عِندَ بَدءِ رِسالتِه، في نَحوِ الثَّلاثينَ مِن عُمرِه " (لوقا 3: 23)، لأن طاعة الآب السماوي لا تمرّ إلا عن طريق الوالدين والأشخاص الّذين ائتمنوا عليه. ويعلق القديس أمبروسيوس "إنَّ يسوع لم يخضع عن ضعف وإنما عن حب". وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول " تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ، وهو الاِبن" (العبرانيين 5: 19). هذه الطاعة لازمته منذ مولده حتى الجلجلة " قالَ المسيحُ عِندَ دُخولِه العالَم: ...هاءَنَذا آتٍ، أَللَّهُمَّ لأَعمَلَ بمَشيئَتِكَ " (العبرانيين 10: 5 -7)؛ " تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب"(فيلبي 2: 7-8) واعتبر يسوع نسبته في الجسد من تكملة بر "كما أَنَّه بِمَعصِيَةِ إِنسانٍ واحِدٍ جُعِلَت جَماعةُ النَّاسِ خاطِئَة، فكَذلِكَ بِطاعةِ واحِدٍ تُجعَلُ جَماعةُ النَّاسِ بارَّة " (رومة 5: 19) . ويعلق القديس برناردس " من هو المطيع؟ من هو المُطاع" إله يخضع للبشر، وفي كل شيء! يا للأمر المذهل! للأمر العجيب! أن يطيع الله أمراً، هذا ما لا مثيل له. أيها الإنسان، تعلم الطاعة!". لكن في حياته العلنية لن يقبل يسوع أوامر إلاّ من الآب السماوي وحده. أين نحن من الطاعة للأهل والمسؤولين والقوانين والواجب والضمير والكنيسة وخاصة للآب السماوي؟ ويقول العلامة أوريجانوس "لنتعلَّم يا أبنائي الخضوع لوالدينا.... خضع يسوع وصار قدوة لكل الأبناء في الخضوع لوالديهم أو لأولياء أمورهم". وهنا آخر ذكر ليوسف في بشارة لوقا ونعرف من بشارتي متى مرقس انه كان نجارا وان يوع عل معه (متى 13: 55). وبعد ذلك لم يُكر من عائلته سوى امه وأخوته (يوحنا 2: 12) ويُظن انه يوسف مات قبل إن يبدا يسوع يبشِّر. أمَّا عبارة "كانَت أُمُّه تَحفُظُ تِلكَ الأُمورَ كُلَّها في قَلبِها" فتشيرإلى تعبير تكرر في إنجيل لوقا سابقا (لوقا 2: 19)، ويدل على المؤتمن على وديعة الوحي الذي يحفظها للمستقبل كما حدث مع يعقوب والد يوسف " وأَمَّا أَبوه فكانَ يَحفَظُ هذا، الأَمْر" (التكوين 37: 11)، وكما حدث مع دانيال النبي في رؤيا قديم الأيام وابن الإنسان "حَفِظتُ الكَلاَمَ في قَلْبي (دانيال 7: 28)؛ وهنا يشير لوقا البشير إلى تفكير مريم في الأحداث التي لن ينكشف معناها إلاَّ في ضوء الفصح.2: 12)، والسبب انه لم يكن على قيد الحياة عندما بدأ يسوع خدمته العلنية. |
29 - 12 - 2021, 09:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كانَت أُمُّه تَحفُظُ تِلكَ الأُمورَ كُلَّها في قَلبِها
جميل جدا ربنايفرح قلبك |
||||
30 - 12 - 2021, 01:26 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كانَت أُمُّه تَحفُظُ تِلكَ الأُمورَ كُلَّها في قَلبِها
شكرا على المرور |
||||
|