|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أكاذيب الشيطان والهدنة المشبوهة «اعقدوا معي صُلحًا» ( إشعياء 36: 16 ) في الحروب والصراعات البشرية، عادةً ما يأتي الوقت ليطلب أحد الأطراف هُدنة أو صُلحًا. وقد تُثمر هذه الهُدنة إلى اتفاقية سلام بين طرفي النزاع. لكننا نتساءل: هل توجد هُدنة في حروب المؤمن الروحية مع إبليس وأجناده؟! ثم مَن الذي يعرض الهُدنة والصُلح؟! قد يتضح مقصدي من هذه الأسئلة، حين نتابع قصة الهُدنة التي عرضها ربشَاقَى مندوب سَنحَارِيب ملك أشور، على الملك حزقيا، بعد أن امتنع عن دفع الجزية لملك أشور، وهذه الهُدنة المشبوهة مُشابهة لِما يعرضه إبليس اليوم على المؤمنين المُحاربين، لكي يديروا ظهرهم للحرب الروحية الغرَّاء، ويرفعوا له راية الاستسلام البيضاء. (1) في البداية يقول ربشَاقَى: «قولوا لحزَقيا: هكذا يقول الملك العظيم ملك أشور: ما هو هذا الاتكال الذي اتكَلته؟ أقول: إنما كلامُ الشفتين هو مشورة وبأسٌ للحرب. والآن على مَن اتكَلت حتى عَصيتَ عليَّ؟» ( إش 36: 5 )، فربشَاقَى هنا يريد تحطيم الإيمان الاختباري لحزقيا، وسد الطريق أمامه للاتكال على الرب إلهه، وإقناعه – كما يفعل معنا إبليس ـ أن وعود الرب مثل ”كلام الشفتين“؛ لا تُغَيِّر الواقع الصعب، ولا تُبدِّل معادلة الحرب المحسومة. ولم يكتفِ ربشَاقَى بهذا، ولكنه قال بكل دهاء: «فالآن رَاهن سيدي ملك أشور، فأُعطيكَ ألفي فَرَس إن استطعت أن تجعل عليها راكبين!» (ع 8). منتهى الكبرياء من جانب ربشَاقَى، والاحتقار لقوة حزقيا! وهناك حيلة خطيرة طالما استخدمها إبليس معنا، حين يأتينا في ظرف معين (مرض أو ضيقة)، ويُعلِّق أذهاننا وقلوبنا على طريقة معيَّنة وتوقيت مُحدَّد يتدخل فيه الله القدير، ولكن عندما يموت المريض، وتتعقد الضيقة، يظهر إبليس شامتًا، ومُجمعًا لجبال المرارة في قلوبنا، ولكلمات اللوم على شفاهنا نحو الله الذي لم يتدخل في التحدي الزائف الذي اختاره إبليس لنا!! واستطرد هذا الربشَاقَى قائلاً: «الرب قال لي: اصعَد إلى هذه الأرض واخربها» (ع10)، فقد أراد هنا تشويه الإله الصالح وإظهاره في طرف العدو لحزقيا وشعبه. صحيح أن الرب سبق واستخدم ملك أشور كقضيب غضب وعصا تأديب لإرجاع شعبه ( إش 10: 5 )، ولكن هذا لا يعني أن الرب وقت الحرب سيبيع شعبه راضيًا، أو سيُسلِّمهم لعدوهم غافلاً. |
|