منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 05 - 2014, 01:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟


الجزء الأول: الكتب المسماه بـ أناجيل الطفولة والآلام


القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير

المقدمة




يدعي نقاد المسيحية، من غير المسيحيين ومن الملحدين والليبراليين، بدون سند أو دليل، وبناء على مجرد افتراضات مسبقة مبنية على فكرهم الخاص وعقائدهم الدينية التي لا تتفق مع المسيحية في عقائدها الجوهرية، أن الكنيسة الأولى كانت تمتلك عشرات الأناجيل والأسفار المقدسة، وقد رفضتها جميعًا، ولم تبق منها إلا على أسفار العهد الجديد الـ27، التي، يزعمون، أنها كانت تتلاءم مع أفكارها وعقائدها التي تقررت في مجمع نيقية!!
فيقول أحدهم بدون سند أو دليل: "أن معظم الدراسين يؤكدون وجود عدد كبير من الأناجيل كتبها أتباع أو حواريون المسيح، ورغم وجود هذا العدد الكبير من النصوص، ذات الأهمية التاريخية والقداسة، فان الكنيسة اعتمدت أربعة فقط من هذه الأناجيل.. تمثل فيما بينها ما اصطلح على تسميته "العهد الجديد"، والأعجب أن الإنجيل كما نعرفه اليوم تم جمعه على يد الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين".
ويقول دان براون في روايته الملفقة شفرة دافنشي: "الكتاب المقدس كما نعرفه اليوم، كان قد جمع على يد الإمبراطور الوثني قسطنطين العظيم.. فقد فوض قسطنطين بكتاب مقدس جديد وقام بتمويله. وحذف الأناجيل التي تحدثت عن المسيح كإنسان وزين تلك التي أظهرت المسيح بصفات إلهية. وحرمت الأناجيل الأولي وتم جمعها وحرقها"!!
كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
وقال ناشر الترجمة العربية لإنجيل برنابا المزيف، في مقدمته لطبعة 1908م: "أننا نري مؤرخي النصرانية قد اجمعوا علي انه كان في القرون الأولى للمسيح عليه السلام أناجيل كثيرة وأن رجال الكنيسة قد اختاروا منها أربعة أناجيل ورفضوا الباقي"!!
هكذا يتكلمون فيما لا يعرفون ويفتون فيما ليس لهم به من علم!! فينسبون للملك قسطنطين ما لم يحدث منه!! ولمجمع نيقية ما لم يحدث فيه، وما لا صلة له به!! ويدعون على آباء الكنيسة، الذين تكلموا كلمة الحق بالروح القدس، ما لا يمكن أن يكون منهم. ومن الواضح من كتاباتهم جميعًا أنهم لم يروا هذه الكتب ولم يعرفوا عنها أي شيء، بل فقط سمعوا عنها من خلال ما ذكره عنها آباء الكنيسة، أو ما كتبه عنها نقاد المسيحية!!
ولم يقل لنا واحد منهم على أي أساس بنى مزاعمه وإدعاءاته!!؟؟ بل وحاولوا أن يصوروا، زورًا وبهتانا وبدون علم أو دليل، أن رجال الكنيسة قبلوا ما قبلوا ورفضوا ما رفضوا بغير علم ولا بحث ولا دليل إلا مراضاة للملك قسطنطين!! وزعم أحدهم أن المسيحيين في جميع العصور وعلى مختلف مستوياتهم الفكرية والحضارية والعلمية قبلوا هذا الاختيار دون بحث أو دليل وكأنهم، جميعًا، مجرد مجموعة من الأميين السذج!! فقال ناشر إنجيل برنابا المزيف: "فالمقلدون لهم من أهل ملتهم قبلوا اختيارهم بغير بحث وسيكون ذلك شأن أمثالهم إلى ما شاء الله"!!؟
أما أغرب ما في الأمر بل وأعجبه هو قوله: "لو بقيت تلك الأناجيل كلها لكانت أغزر ينابيع التاريخ في بابها ما قبل منها أصلا للدين وما لم يقبل ولرأيت لعلماء هذا العصر من الحكم عليها والاستنباط منها بطرق العلم الحديثة المصونة بسياج الحرية والاستقلال في الإرادة مالا يأتي مثله من رجال الكنيسة الذين اختاروا تلك الأناجيل الأربعة ورفضوا ما سواها"!! هكذا يتصور ويتوهم ويخمن ويحكم على ما لا يعرف بدون سند أو دليل!!
ونقول لهؤلاء جميعًا أن الأوهام لا تصنع الحقائق!! فلا الكنيسة اختارت الأناجيل الأربعة وبقية أسفار العهد الجديد دون سند، ولا رفض رجالها الكتب الأخرى دون دليل!! وكل ما زعمتم يدل علي عدم معرفة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فقد كتب جميع الكتب الأبوكريفية المرفوضة أناس من الهراطقة ومن خارج دائرة الكنيسة وحظيرتها، ولذا فقد رفضتها لأنها جاءت من خارج التسليم الرسولي، ولأنها تمتلئ بالخرافات والأساطير والأفكار الوثنية والأخطاء الدينية والتاريخية!! ونرى أن أحسن طريقة لكشف حقيقتها هو نشرها مع تقديم دراسة وافية لها، في سلسلة من الكتب ليقرأها كل واحد بنفسه ليرى الفارق بين الحقيقة والإدعاء.
وأرجوا أن يأتي هذه العمل بالفائدة المرجوة بنعمة رب المجد يسوع المسيح وبركة العذراء القديسة مريم وصلوات قداسة البابا المعظم البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية، ونيافة الحبر الجليل الأنبا مرقس، أبي الروحي، أسقف شبرا الخيمة وتوابعها والنائب البابوي لكنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد.
عيد الظهور الإلهي (الغطاس)
19 / 1 / 2007م (11 طوبة 1723ش)
رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:24 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

الفصل الأول: البدع والهرطقات.. لماذا وكيف ظهرت في فجر المسيحية؟



  • ما معنى الهرطقات والبدع؟
  • أصل الهرطقات والبدع وكيفية انتشارها، وعلاقتها بالمسيحية
  • كيف نشأت البدع والهرطقات وكيف تعامل معها الآباء؟
  • هرطقة الدوسيتية
  • جماعة الغنوسية
  • عقائد وهرطقات الدوستية عن المسيح
  • أهم أفكار الدوسيتيين والغتوسيين كما نقلها القديس إيريناؤس
  • عقيدة ساتورنينوس في خلق الكون
  • عقيدة باسيليدس في خلق الكون
  • عقيدة كاربوكريتس في خلق الكون
  • عقيدة ماركيون الخاطئة

  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:25 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

ما معنى الهرطقات والبدع؟



كلمة هرطقة هي كلمة يونانية "αίρεσις - Hairesis" من الفعل "haireomai- αἱρέομαι"، ويعني "يختار – choose"، ومعناها اختيار، وقد استخدمت للتعبير عن المدارس الفكرية الهيلينية، اليونانية، كما استخدمت في العهد الجديد بمعنى "شيعه، مذهب، بدعة" وذلك للتعبير عن الجماعات اليهودية مثل "شيعة (αίρεσις) الصدوقيين" (أع17:5) و"مذهب (αίρέσεως) الفريسيين" (أع5:15؛ أنظرأع5:26). وقد استخدمها المؤرخ والكاهن اليهودي يوسيفوس المعاصر لتلاميذ المسيح (35-100م) بهذا المعنى والوصف وطبقها على المذاهب اليهودية التي كانت سائدة في عصره وهي الفريسيين والصدوقيين والآثينيين (1). كما استخدمت من وجهة نظر اليهود لوصف الجماعة المسيحية في أيامها الأولى والتي نُظروا إليها كجماعة خارجة من اليهودية ومن ثم دُعيت بـ"الطريق الذي يقال له شيعة (αίρεσιν)" (أع14:24) و"مذهب (αίρέσεως) يقاوم في كل مكان" (أع22:28)، كما وُصف القديس بولس بـ"مقدام شيعة (αίρέσεως) الناصريين" (أع5:24).
كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
واستخدمت في الكنيسة الأولى بمعنى "بدعة (بدع αίρεσεις)" (غل20:5)، لوصف الجماعات التي خرجت عن التسليم الرسولي وتعاليم الكنيسة "الإيمان المسلّم مرة للقديسين" (يه3)، والذين وُصفوا بأصحاب "البدع (αίρεσεις)" (1 كو19:11)، والذين يقول عنهم القديس بطرس أنهم معلمون كذبة "الذين يدسّون بدع (αίρεσεις) هلاك وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكا سريعا" (2بط1:2).
وشاع بعد ذلك تعبير هراطقة للتعبير عن أصحاب البدع والهرطقات التي خرجت عن المسيحية وصار لهم فكرهم الخاص. وقد استخدم القديس إيريناؤس هذه التعبير بكثرة عن أصحاب البدع والهرطقات الذين خرجوا عن التعليم المسيحي المسلم مرة من الرب يسوع المسيح نفسه للرسل وخلفائهم في تسلسل رسولي كان معروفا للجميع، وأدعى هؤلاء الهراطقة لأنفسهم كتبًا سرية نسبوها للرسل وزعموا أن المسيح أعطاها لكل واحد منهم، ممن نسبوا لهم أناجيل أو رؤى أو أعمال، سرًا!!! ورد عليهم في كتابه ضد الهرطقات (Contra Haereses - Against Heresies)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ويقول العلامة ترتليان (155-220م) "لأنهم هراطقة فلا يمكن أن يكونوا مسيحيين حقيقيين لأنهم حصلوا على ما أتبعوه ليس من المسيح بل باختيارهم الخاص، ومن هذا السعي جلبوا على أنفسهم وقبلوا اسم هراطقة. وهكذا فلكونهم غير مسيحيين لم ينالوا أي حق في الأسفار المسيحية المقدسة؟ ومن العدل أن نقول لهم "من أنتم؟ من أين ومتى جئتم؟ ولأنكم لستم منا ماذا تفعلون بما هو لنا؟ حقًا، بأي حق يا مركيون تقطع خشبي؟ ومن الذي سمح لك يا فالنتينوس أن تحول مجاري نبعي؟" (2).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:26 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

أصل الهرطقات والبدع وكيفية انتشارها، وعلاقتها بالمسيحية



لماذا نشأت الهرطقات والبدع في المسيحية أصلا؟
1 - بسبب الخلط بين الإيمان المسيحي والفكر اليهودي الغير مهيأ لقبول المسيح كفادي البشرية ومخلصها وملك ملكوت السموات والذي توقع مسيح يملك ويسود على العالم سياسيا ويجعل من اليهود سادته، وبالتالي رأى في المسيح يسوع مجرد نبي مثل سائر أنبياء العهد القديم، وأن كانوا قد رفعوه إلى درجة الألوهية المكتسبة وقالوا أنه رئيس الملائكة، ولكنه ليس هو المسيح الذي يحقق الطموحات والأحلام اليهودية السياسية!! وهذا تبلور في الهرطقة الأبيونية.
كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
2 - الخلط بين الإيمان المسيحي والفكر الغنوسي (المحب للمعرفة) الوثني والذي نادى بأن المادة شر وبالتالي لا يمكن للمسيح الإله أن يتجسد ويتخذ من هذه المادة، الشر، جسدًا، أو يتحد بها! ومن ثم قالوا أن المسيح ظهر في شبه الجسد وهيئة الإنسان دون أن يكون إنسانًا حقيقيًا ودون أن يكون له جسدًا حقيقيًا! وهذا ظهر في الغنوسية المسيحية.
3 - الخلط بين الإيمان المسيحي والفكر الفلسفي اليوناني، خاصة الأفلاطوني، والذي لم يتصور أن الله يمكن أن يخلق المادة أو يتخذ منها جسدًا ومن ثم قالوا أن الله خلق الكلمة اللوجوس، المسيح، قبل خلقة الكون، من جوهر شبيه بجوهر الله الآب، وأعطاه سلطانًا أن يخلق الكون ويدبره، ولما أخطأت البشرية صار الكلمة نفسه جسدًا بمعنى تحول إلى الإنسانية، دون أن يتخذ جسدًا من هذه الإنسانية، وفداها على الصليب ثم عاد لملكوته من جديد!
4 - قوة شخصية قادة الهراطقة الذين لم يكونوا، جميعهم، بالضرورة من الأذكياء والمتعلمين بدرجة كبيرة، بل كانوا يتميزون بقوة الإرادة والجراءة الكبيرة في إعلان أفكارهم، كما كانوا يتميزون بالمقدرة الجدلية الكبيرة للإقناع بأفكارهم وجمع الناس حولهم، حتى نسبت أفكارهم الهرطوقية بأسمائهم.
5 - ملائمة الفكر الهرطوقي وتكيفه مع الأحوال الاجتماعية والسياسية وملاءمته للعقليات المعاصرة له.
ولم يكن لهرطقات القرون الثلاثة الأولى موطئ قدم في الكنيسة المسيحية الأولى فقد ولدت ونمت، في معظمها، خارج الكنيسة وانحصرت في دوائر صغيرة وقليلة جدًا، خارج الكنيسة أيضا، وانتهت قبل نهاية القرن الرابع. وكانت الهرطقة الأولى التي كان لها موطئ قدم داخل الكنيسة هي الهرطقة الأريوسية. التي استخدمت الأفكار الفلسفية لتوفق بين كون المسيح كلمة الله (اللوجوس) وبين الآب.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:27 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

كيف نشأت البدع والهرطقات وكيف تعامل معها الآباء؟



والسؤال الآن هو؛ كيف نشأت البدع الهرطقات في المسيحية خاصة في القرنين الأول والثاني؟ وكيف تعامل معها تلاميذ المسيح ورسله وتلاميذهم من الآباء الرسوليين ومدافعوا الكنيسة الأولى؟
2 – انتشار المسيحية في العالمين اليهودي والوثني:
بعد صعود الرب يسوع المسيح إلى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ بدءوا الكرازة في العالم أجمع كما أوصاهم الرب نفسه قائلًا "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت19:28). وكان عليهم أن يواجهوا العالمين، اليهودي الذي يؤمن بإله واحد ولا يعرف شيئًا عن التعدد في الذات الإلهية لله الواحد، وذلك على الرغم من الإشارات الكثيرة الموجودة في أسفار العهد القديم والتي تتكلم عن روح الله القدوس وعن كلمة الله الخالقة. لكنهم لم يفهموا ذلك، وأنقسم اليهود، في نظرتهم للرب يسوع المسيح إلى ثلاث فئات؟
(1) الأولى رفضت الإيمان نهائيا وقاومت المسيحية في كل مكان مقاومة حتى الدم.
كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
(2) والثانية هي التي تتلمذت على يدي الرب يسوع المسيح نفسه وآمنت به كالإله المتجسد وصارت مسيحية بمعنى الكلمة، وكما تسلمت التعليم من الرب نفسه "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم" (1كو23:11). ومن هذه الفئة خرج المسيحيون الأول الذين حملوا البشارة بالإنجيل للعالم أجمع.
(3) والثالثة، آمنت بالمسيحية واليهودية في آن واحد! بمعنى أنها احتفظت بكل عوائد وتقاليد ونواميس اليهودية والتي كانت رموزا وظلالًا للعهد الجديد كما يقول الكتاب "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة" (كو16:2، 17)، وحفظوا السبت واحتفلوا مع المسيحيين بالأحد!! ونظر بعضهم للمسيح كابن الله (الناصريين)، ونظر البعض الأخر للمسيح كنبي مثل موسى ولكنهم آمنوا بأنه مخلوق أعظم من جميع الأنبياء وأعظم من الملائكة ورؤساء الملائكة (الأبيونيين).
كما واجهت المسيحية الفلسفات اليونانية والديانات الوثنية بفئاتها المختلفة والتي تؤمن بمجموعات عديدة من الآلهة. فآمن عدد كبير من هذه الفئة بالمسيحية ببشارة الرسل كما جاء في الكتاب المقدس، ولكن فئات قليلة منها، خاصة من أصحاب الفكر الغنوسي السابق للمسيحية، خلطت بين أفكارها السابقة وبين المسيحية واعتبرت الرب يسوع المسيح كواحد من آلهتهم العديدة، وقالوا أنه جاء للعالم في شبه جسد ولم يتخذ جسدا حقيقيًا إنما مجرد مظهر الجسد!! وفي الوقت نفسه واجهت المسيحية القوة العاتية للإمبراطورية الرومانية، والتي اتهمتها بمعاداة الدولة الرومانية وعدم الولاء للأباطرة الرومان لإيمان المسيحيين بملك آخر هو يسوع المسيح!!
وقد أستخدم هؤلاء الهراطقة كل أسفار العهد الجديد أو بعض منها ولكنهم كتبوا الكثير من الكتب الأخرى على غرار أسفار العهد الجديد وأسموها أناجيل أو أعمال للرسل أو رسائل أو رؤى مثل رؤيا القديس يوحنا ونسبوا بعضها للرسل كما نسب البعض الآخر لكتابها الذين كتبوها!!
ولذا فقد كان على الرسل وخلفائهم من بعدهم مواجهة كل هؤلاء؟ اليهودية والوثنية والإمبراطور الروماني من جهة، والهراطقة، أصحاب البدع الذين خلطوا بين المسيحية واليهودية أو بين المسيحية والوثنية وتفنيد كتبهم التي أسموها بأسماء أسفار العهد الجديد وكشف زيفها وتحريمها من جهة أخرى، ؤ وكان أول من بدأ في مقاومة هذه الهرطقات والبدع هو القديس يوحنا الرسول ثم تلاه أغناطيوس الإنطاكي تلميذ بطرس الرسول فيوستينوس الشهيد وإيريناؤس..الخ.
وسنناقش المسيحية اليهودية والهرطقة الأبيونية في الفصل التالي وسنناقش الدوسيتية والغنوسية في الجزأين الثاني والثالث. ولكن سنقدم هنا نبذة سريعة عن الدوسيتية والغنوسية حتى يكون حديثنا في الفصول التالية واضحًا.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:28 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

هرطقة الدوسيتية



(1) الدوسيتية - Docetism:
الدوسيتية كما جاءت في اليونانية "Doketai - δοκεται"، من التعبير "dokesis - δοκεσις" والفعل "δοκέω - dokeō" والذي يعني "يبدو - to seem"، "يظهر"، "يُرى"، وتعني الخيالية Phantomism، وهي هرطقة ظهرت في القرن الأول، في عصر رسل المسيح وتلاميذه، وقد جاءت من خارج المسيحية، وبعيدًا عن الإعلان الإلهي، وخلطت بين الفكر الفلسفي اليوناني، الوثني، والمسيحية وقد بنت أفكارها على أساس أن المادة شر، وعلى أساس التضاد بين الروح وبين المادة التي هي شر، في نظرها، ونادت بأن الخلاص يتم بالتحرر من عبودية وقيود المادة والعودة إلى الروح الخالص للروح السامي، وقالت أن الله، غير مرئي وغير معروف وسامي وبعيد جدا عن العالم، ولما جاء المسيح الإله إلى العالم من عند هذا الإله السامي ومنه، وباعتباره إله تام لم يأخذ جسدا حقيقيا من المادة التي هي شر لكي لا يفسد كمال لاهوته، ولكنه جاء في شبه جسد، كان جسده مجرد شبح أو خيال أو مجرد مظهر للجسد، بدا في شبه جسد، ظهر في شبه جسد،، ظهر كإنسان، بدا كإنسان، وبالتالي ظهر للناس وكأنه يأكل ويشرب ويتعب ويتألم ويموت، لأن الطبيعة الإلهية بعيدة عن هذه الصفات البشرية. بدا جسده وآلامه كأنهما حقيقيان ولكنهما في الواقع كانا مجرد شبه (3).
ولم يكونوا مجرد جماعة واحدة بل عدة جماعات، فقال بعضهم:
1 - أن الأيونAeon، إي الإله، المسيح، جاء في شبه جسد حقيقي.
2 - وأنكر بعضهم اتخاذ أي جسد أو نوع من البشرية على الإطلاق. أي كان روحًا إلهيًا وليس إنسانًا فيزيقيًا (4).
كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
3 - وقال غيرهم أنه اتخذ جسدا نفسيا Psychic، عقليا، وليس ماديا.
4 - وقال البعض أنه اتخذ جسدًا نجميًا Sidereal.
5 - وقال آخرون أنه اتخذ جسدا ولكنه لم يولد حقيقة من امرأة (5).
وجميعهم لم يقبلوا فكرة أنه تألم ومات حقيقة، بل قالوا أنه بدا وكأنه يتألم وظهر في الجلجثة كمجرد رؤيا.
وكان أول من استخدم تعبير الدوسيتية "Doketai - δοκεται" هو سيرابيون أسقف إنطاكية (190 - 203م) في معرض حديثه عن إنجيل بطرس الأبوكريفي (6)، المنحول والمزور، ويقول عنه وعنهم "لأننا حصلنا على هذا الإنجيل من أشخاص درسوه دراسة وافيه قبلنا، أي من خلفاء أول من استعملوه الذين نسميهم دوكاتي "Doketai - δοκεται"، ( لأن معظم آرائهم تتصل بتعليم هذه العقيدة، فقد استطعنا قراءته ووجدنا فيه أشياء كثيرة تتفق مع تعاليم المخلص الصحيحة، غير أنه أضيف إلى تلك التعاليم إضافات أشرنا إليها عندكم" (7).
كما أشار إليهم القديس أغناطيوس الإنطاكي (35 - 107)، وحذر المؤمنين من أفكارهم الوثنية قائلا: "إذا كان يسوع المسيح -كما زعم الملحدون الذين بلا إله- لم يتألم إلا في الظاهر، وهم أنفسهم ليسوا سوى خيالات (بلا وجود حقيقي) فلماذا أنا مكبل بالحديد" (8)، "وهو إنما أحتمل الآلام لأجلنا لكي ننال الخلاص، تألم حقا وقام حقا، وآلامه لم تكن خيالا، كما أدعى بعض غير المؤمنين، الذين ليسوا سوى خيالات" (9)، "لو أن ربنا صنع ما صنعه في الخيال لا غير لكانت قيودي أيضا خيالا" (10).
كما ذكرهم أيضا القديس أكليمندس الإسكندري مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية سنة 216م وذكر مؤسسهم، كجماعة، في القرن الثاني بالقول أن شخصًا معينًا هو جولياس كاسيانوس (Julias Cassianus) مؤسس الخيالية (11)، ويصفهم العلامة هيبوليتوس (استشهد سنة 235م) باعتبارهم فرقة غنوسية (12). وقال القديس جيروم (متوفى سنة 420م) عن بداية ظهور فكرهم بأسلوب مجازي أنه "بينما كان الرسل أحياء وكان دم المسيح لا يزال ساخنًا (Fresh) في اليهودية، قيل أن جسده مجرد خيال" (13).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:30 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

جماعة الغنوسية



(2) الغنوسية Gnosticism:
وفي نفس الوقت كان هناك جماعة أخرى هي جماعة الغنوسية وهي حركة وثنية مسيحية ترجع جذورها إلى ما قبل المسيحية بعدة قرون. وكان أتباعها يخلطون بين الفكر الإغريقي - الهيلينتسي – والفكر المصري القديم مع التقاليد الكلدانية والبابلية والفارسية (خاصة الزردشتية التي أسسها الحكيم الفارسي ذردشت (630-553 ق م)، والتي تعتمد على ثنائية الخير والشر، النور والظلمة، وكذلك اليهودية، خاصة فكر جماعة الأثينيين (الأتقياء) وما جاء في كتابهم "الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام"، والفلسفات والأسرار والديانات الثيوصوفية (14). وفوق ذلك الفلسفة الأفلاطونية، فلسفة وفكر أفلاطون (427 – 347 ق م)، الذي تأثرت به كثيرًا وأخذت عنه أفكارها الجوهرية عن الإله غير المدرك والكون، والتي كانت منتشرة في دول حوض البحر المتوسط في القرن الأول. وكان الفيلسوف اليهودي فيلو من أكثر مناصريها، فقد أعتقد، أفلاطون، أن الله غير مدرك ولا يتصل بالمادة، وأن هناك قوة سامية "اللوغوس - λόγος - logos" التي خلقت العالم المادي، وهو كلمة الله أو عقل الله". وأن البشر يصارعون من أجل التحرر من سجن الجسد، وانه يمكن إعادة التجسد (التناسخ - أي تعود الروح في أجساد أخرى أكثر من مرة - Reincarnation) لأولئك الذين لم يتحرروا بالموت. بل ويرى بعض العلماء أن كل أصول الغنوسية موجودة عند أفلاطون(15) لذا يقول العلامة ترتليان "أنا أسف من كل قلبي لأن أفلاطون صار منطلق كل الهراطقة" (16).
ومعنى الغنوسية "حب المعرفة" ومنها "Gnostic - غنوسي - محب المعرفة" من كلمة "ςισωνγ - gnosis" التي تعني "معرفة". وهي عبارة عن مدارس وشيع عديدة تؤمن بمجموعات عديدة من الآلهة. وكانت أفكارهم ثيوصوفية سرية. ولما ظهرت المسيحية خلط قادة هذه الجماعات بين أفكارهم، وبين بعض الأفكار المسيحية التي تتفق معهم!! وتتلخص أفكارهم في الآتي:
كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
(1) الإيمان بإله واحد مطلق غير مدرك ولا معروف وأسمى من أن يعرفه مخلوق ما، فهو روح محض ومطلق، هذا الكائن عرفوه بأسماء كثيرة أهمها "البليروما – πληρωμα" والذي يعني الملء ويشير إلى قدرات هذا الإله الكلية. وقد ترجمت كلمة بليروما في الرسالة إلى كلوسي بـ"ملء اللاهوت"؛ "الذي فيه (المسيح) يحل كل ملء اللاهوت جسديا" (2:9)، كما أسموه أيضًا "بيثوس - Βυθος- Bythos"، العمق.
(2) هذا الإله، يقولون، أنه انبثق منه، بثق من ذاته، أخرج من ذاته، خرج منه بالانبثاق عدد لا يحصى من الكائنات الإلهية، أو القوات الروحية ذات الأنظمة المختلفة التي أسموها بالأيونات (αιωνος- Aeons) والتي توالت في الانبثاق من ذاتها إلى ما لا نهاية. أو كما قالت الكثير من فرقهم أن هذا الإله بثق من ذاته 365 ايون وكل أيون بثق من ذاته 365 وهكذا كل واحد بثق من ذاته 365 على ما لا نهاية!!! هذه القوات المنبثقة من الإله السامي، والتي انبثقت من الأيونات نفسها، كان لها أنظمة مختلفة وأسماء مختلفة وتصنيفات وأوصاف مختلفة (17). ومن ثم فقد آمنوا بمجموعة كبيرة من الآلهة.
(3) وقالوا بالوجود السابق للمادة، وأن هذا الإله السامي والصالح لم يخلق المادة التي كانت موجودة، بحسب الفكر الأفلاطوني سابقا، بل أخرج، انبثق من ذاته، العالم الروحي المكون من هذه الأيونات، وتكون هذه الأيونات مع الإله السامي البليروما (Pleroma)، أو الملء الكامل، دائرة الملء الإلهي. وأن هذا الإله السامي الذي أخرج العالم الروحي من ذاته لم يخلق شيئًا. فهم يؤمنون بأزلية المادة.
(4) ومن هذه الأيونات قامت الحكمة، صوفيا (Σoφيα - Sophia)، التي بثقت، أخرجت، من ذاتها كائنًا واعيًا، هو الذي خلق المادة والعوالم الفيزيقية، وخلق كل شيء على صورته، هذا الكائن لم يعرف شيئًا عن أصوله فتصور أنه الإله الوحيد والمطلق، ثم أتخذ الجوهر الإلهي الموجود وشكله في أشكال عديدة، لذا يدعى أيضا بالديميورج (Demiurge)، أي نصف الخالق. فالخليقة مكونة من نصف روحي لا يعرفه هذا الديميورج، نصف الخالق ولا حكامه(18).
ومن هنا فقد آمنوا أن الإنسان مكون من عنصرين عنصر إلهي المنبثق من الجوهر الإلهي للإله السامي ويشيرون إليه رمزيا بالشرارة الإلهية، وعنصر مادي طبيعي فاني. ويقولون أن البشرية بصفة عامة تجهل الشرارة الإلهية التي بداخلها بسبب الإله الخالق الشرير وارخوناته (حكامه). وعند الموت تتحرر الشرارة الإلهية بالمعرفة، ولكن أن لم يكن هناك عمل جوهري من المعرفة تندفع الروح، أو هذه الشرارة الإلهية، عائدة في أجساد أخرى داخل الآلام وعبودية العالم (19).
وأعتقد بعضهم بالثنائية (Dualism) الإلهية أي بوجود إلهين متساويين في القوة في الكون؟ إله الخير، الذي خلق كل الكائنات الروحية السمائية، وإله الشر الذي خلق العالم وكل الأشياء المادية!! وربطوا بين إله الشر وإله العهد القديم!! وقالوا أن المعركة بين الخير والشر هي معركة بين مملكة النور ضد مملكة الظلمة!!
وأعتقد بعضهم أن إله الخير خلق الروح وقد وضعها إله الشر في مستوى أدني في سجن الجسد المادي الشرير، وهكذا فأن هدف البشرية هو الهروب من سجن الجسد المادي الشرير والعودة إلى اللاهوت أو التوحد مع إله الخير!! وقد فهموا خطأ قول القديس بولس بالروح "إذا أن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض لا تمسّ ولا تذق ولا تجس. التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس. التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية" (كو20:2-23).
وآمن بعضهم بوجود مستويات روحية مختلفة للكائنات البشرية، وقالوا بالاختيار السابق وزعموا أن أصحاب المستوى الروحي الأعلى ضامنون الخلاص مستخدمين قول القديس بولس بالروح "لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين. والذين سبق فعيّنهم فهؤلاء دعاهم أيضا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضا" (رو29:8-30). وأن أصحاب المستوى الروحي المنخفض ليس لهم خلاص، أما الذين في المنتصف فعليهم أن يجاهدوا للخلاص!!
وآمنوا أنه يوجد حق مُعلن في جميع الأديان. والخلاص بالنسبة لهم ليس من الخطية بل من جهل الحقائق الروحية التي يمكن الوصول إليها بالمعرفة التي جاءت عن طريق رسل، خاصة المسيح كلمة (اللوجوس - λογος - Logos) الإله الحق. وليس بآلامه وتقديم ذاته للموت بل بتعليمه وكشفه للأسرار ومفهوم الخلاص. فالخلاص، من وجهة نظرهم، يتم فقط من خلال المعرفة (gnosis)، ومن ثم خلطوا بين أفكارهم القديمة وفهمهم الخاطئ لقول القديس يوحنا بالروح "وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يو32:8) وأيضا "كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم. كان في العالم وكوّن العالم به ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يو6:1-13).
وقالوا أن المسيح قد كشف المعرفة الضرورية للخلاص. ولذا فقد نادوا بوجود مجموعة من التعاليم السرية الخاصة جدًا والتي زعموا أن المسيح قد كشفها وعلمها لتلاميذه ربما لسوء فهمهم لآيات مثل "وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا. وبدون مثل لم يكن يكلمهم. وأما على انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شيء" (مر33:4-34) و"لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. بل نتكلم بحكمة الله في سرّ. الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا" (1كو6:6-8) (19).
ومن ثم زعموا وجود مجموعة من التعاليم السرية التي كتبوها في كتب ونسبوها لرسل المسيح وتلاميذه وبعضهم نسب لقادتهم وذلك اعتمادا على ما جاء في الإنجيل للقديس يوحنا "وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو30:20و31)، و"وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع أن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (يو25:21) (20). يقول القديس إيريناؤس أسقف ليون بالغال (فرنسا حاليا) "أولئك الذين يتبعون فالنتينوس (ق2م) يستخدمون الإنجيل للقديس يوحنا بوفرة لشرح أفكارهم التي سنبرهن أنها خاطئة كلية بواسطة نفس الإنجيل" (21).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:31 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

عقائد وهرطقات الدوستية عن المسيح



كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
واعتقدوا في المسيح اعتقادات كثيرة، أهمها:
1 – اعتقاد الدوستية (Docetism) القائل أن المسيح أحد الآلهة العلوية وقد نزل على الأرض في جسد خيالي لا حقيقي، أنه روح إلهي ليس له لحم ولا دم ولا عظام، لأنه لم يكن من الممكن، من وجهة نظرهم، أن يتخذ جسدا من المادة التي هي شر في نظرهم! لذا قالوا أنه نزل في صورة وشبه إنسان وهيئة بشر دون أن يكون كذلك، جاء في شكل إنسان دون أن يكون له مكونات الإنسان من لحم ودم وعظام، جاء في "شبه جسد" و"هيئة الإنسان"، وقالوا أنه لم يكن يجوع أو يعطش أو ينام، ولم يكن في حاجة للأكل أو الشرب.. الخ وأنه كان يأكل ويشرب وينام متظاهرا بذلك تحت هيئة بشرية غير حقيقية. وشبهوا جسده بالنور أو شعاع الشمس، فأن النور وشعاع الشمس يمكن لهما أن يخترقا لوحًا من الزجاج دون أن يكسرا هذا اللوح". كان مجرد خيال (22). جاء في "أعمال يوحنا" (23) أحد كتبهم، أن المسيح عندما كان يسير على الأرض لم يكن يترك أثرا لأقدامه، وعندما كان يوحنا يحاول الإمساك به كانت يده تخترق جسده بلا أي مقاومة حيث لم يكن له جسد حقيقي. وكانت طبيعة جسده متغيرة عند اللمس، فتارة يكون لينًا وأخرى جامدًا ومرة يكون خاليًا تمامًا. كان بالنسبة لهم مجرد شبح وحياته على الأرض خيال. وكان يظهر بأشكال متعددة ويغير شكله كما يشاء وقتما يشاء!! ويبدو أنهم فهموا خطأ قول القديس بولس الرسول بالروح "الله أرسل أبنه في شبه جسد الخطية" (رو3:8)، "ولكنه أخلى نفسه أخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس وأذ وجد في الهيئة كإنسان" (في 7:2-8).
أي أنهم ركزوا على لاهوته فقط وتجاهلوا ناسوته تماما!!
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:32 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

أهم أفكار الدوسيتيين والغتوسيين كما نقلها القديس إيريناؤس



2 – كما كان لهذه الجماعات، أيضا، اعتقادات أخرى في المسيح، فقالوا أن المسيح الإله نزل على يسوع الإنسان وقت العماد وفارقه على الصليب، وقالوا أيضا أن المسيح الإله والحكمة الإلهية نزلا على يسوع واتحدا به وفارقاه أيضا عند الصليب! وفيما يلي أهم أفكار قادتهم كما نقلها القديس إيريناؤس أسقف ليون:
  • عقيدة ساتورنينوس في خلق الكون
  • عقيدة باسيليدس في خلق الكون
  • عقيدة كاربوكريتس في خلق الكون
  • عقيدة ماركيون الخاطئة
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 01:32 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

عقيدة ساتورنينوس في خلق الكون



(1) عقيدة ساتورنينوس (Saturninus) في خلق الكون:
كما شرحها القديس إيريناؤس. ونلخصها كالآتي:
كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
(1) الآب (غير المدرك وغير المرئي).
(2) الممسوح (أو المسيح).
(3) القوات الفائقة.
(4) سبعة ملائكة خلقوا العالم، من بينهم إله اليهود (صباؤوت).
(5) ملائكة أخرى ورؤساء ملائكة وسلطات وقوات.
(6) الشيطان.
(7) أرواح شريرة.
(8) أول كائن بشري (آدم - آداماس).
(9) سلالة بشرية شريرة.
(11) سلالة بشرية خيرة تملك شرارة الحياة بداخلها.
يقول القديس إيريناؤس "ومن هؤلاء جاء ساتورنينوس.. وأشار إلى آب واحد (مفرد) غير مدرك من الكل خلق الملائكة ورؤساء الملائكة والقوات والسلاطين. أما العالم وكل ما فيه فقد خلقته جماعة معينة من سبعة ملائكة. وعلاوة على ذلك فقد خُلق الكائن البشري (الإنسان) بواسطة الملائكة استجابة لظهور صورة مضيئة انبثقت من حضرة القوة الفائقة (المطلقة). وعندما لم يستطع (هؤلاء الملائكة)، كما يقول، كبح ذلك حيث تراجعوا في الحال فحذروا أحدهم الآخر قائلين "لنصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا". وعندما أتخذ شكلا لم يكن قادرا على أن يقف منتصبًا لعدم مقدرة الملائكة أن يعطوه القوة ولكنه انطوى على الأرض مثل الدودة. ثم أشفقت عليه القوة الفائقة لأنه جاء إلى الوجود على شبهها، وأرسلت له (هذه القوة) شرارة الحياة، التي أنهضت الكائن البشري وجعلته حيًا.
ثم يقول، وبعد نهاية (حياة الإنسان)، ترجع شرارة الحياة هذه إلى العناصر المثيلة لها (مجال الخلود) وتنحل العناصر الأخرى التي جاءت منها إلى الوجود.
ثم أدعى أن المخلص الذي لا جنس له (بلا ميلاد) غير مادي (بلا جسد) ولا شكل له ظهر (افتراضا) ككائن بشري في المظهر فقط. وقال أن إله اليهود هو أحد الملائكة. وبسبب أن كل القوات أرادت أن تبيد أبيه (الآب)، فقد جاء المسيح ليدمر إله اليهود وليخلص الذين يؤمنون به، أي الذين فيهم شرارة الحياة. هذا الهرطوقي كان أول من قال أن الملائكة خلقوا سلالتين من البشر، واحدة شريرة والأخرى صالحة (ربما يقصد ذرية قايين وذرية شيث). ولأن الأرواح الشريرة كانت تساعد الأشرار فقد جاء المخلص ليدمر البشر الأشرار والأرواح الشريرة وليخلص الصالحين.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من الهيكل فى العهد القديم نشأت الكنيسة فى العهد الجديد
ما هي الأناجيل الباطنية (الابوكريفية) ولماذا رفضتها الكنيسة؟
كتاب مفتاح العهد الجديد - البابا تواضروس الثاني
الكتب الأبوكريفية المنحولة: متى كتبت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
كتاب العهد الجديد بالخلفيات التوضيحية


الساعة الآن 10:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024