القوى الوطنية تضع تصورات ما بعد مرسى.. البرادعى على مرسى أن يستقيل من أجل مصر
مبادرة «ماذا بعد الرحيل؟».. هذا هو عنوان المؤتمر الذى بدأت فاعلياته، أمس، وممتد حتى اليوم، وذلك لوضع سيناريوهات المرحلة الانتقالية فى كل الملفات التى تشغل المواطن المصرى، لما بعد سقوط مرسى فى مظاهرات 30 يونيو. وقد شهد المؤتمر أول دعوة صريحة من البرادعى بتنحى مرسى عن السلطة، مطالبًا إياه بتقديم استقالته، قائلًا إن الشعب انتخبه من أجل مصر وعليه أن يستقيل من أجل مصر أيضًا. المؤتمر الذى ينظّمه عدد كبير من شباب القوى السياسية والثورية فى إطار وضع تصورات لما بعد رحيل النظام الحاكم، وكيفية إدارة المرحلة الانتقالية، بدأ بكلمات لكل من الدكتور محمد البرادعى المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، وحمدين صباحى زعيم التيار الشعبى، والدكتور محمد غنيم القيادى بالتيار الشعبى، ومحمد عزيز العضو المؤسس بحملة «تمرد». كما شملت الجلسة الأولى من المؤتمر، أمس، وضع ملف سيناء على رأس أعمال المؤتمر، وتحدث حوله سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، واللواء أحمد رجائى عطية الخبير العسكرى، وعقب فيها عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، كما ناقش المؤتمر ملف المياه، وتحدّث فيه هانى رسلان رئيس ملف إفريقيا وحوض النيل بمركز الأهرام الاستراتيجى، ومصطفى الجندى القيادى بحزب الدستور ومنسق الدبلوماسية الشعبية بدول حوض النيل، أما ملف الأمن الداخلى فتحدث فيه الدكتور شادى نصير. أما الجلسة الثانية من المؤتمر فكانت تحت عنوان «الاقتصاد المصرى.. خطة إنقاذ عاجلة»، وتحدث فيها مدحت نافع رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجبهة الديمقراطية، ودينا خياط رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب المصريين الأحرار، وهانى سرى الدين رئيس هيئة سوق المال الأسبق، بالإضافة إلى مداخلة عبر الفيديو كونفرانس للدكتور محمد العريان الخبير الاقتصادى العالمى. البرادعى طالب مرسى بالاستقالة استجابة إلى صرخة الشعب المصرى، مضيفًا فى رسالته الموجهة إلى مرسى وجماعة الإخوان المسلمين أن الشعب المصرى انتخبه من أجل مصر وعليه الآن أن يستقيل من أجل مصر. البرادعى أضاف خلال كلمته فى مؤتمر «ماذا بعد الرحيل؟» أن مرسى ونظامه قسّموا الشعب إلى مسلمين وكفار، ونعيش فى وضع مأسوى وانهيار للاقتصاد، وعدم وجود سياسة خارجية واضحة تتعامل مع الأزمات وغياب للأمن، مؤكدًا أنه حان الوقت أن نكون شعبًا واحدًا، وأن نكوّن إطارًا جديدًا نعيش فيه بوضع دستور جديد يحقق حرية الرأى وحرية العقيدة. المنسق العام لجبهة الإنقاذ، أشار إلى أن مصر تحتاج فى المرحلة الحالية إلى وجود مصالحة وطنية ولا يمكن أن نعزل ملايين من الشعب المصرى، لأنهم فقط كانوا ينتمون إلى الحزب الوطنى، مؤكدًا أن مَن قتل ومَن سرق مصر خارج الإطار الجديد الذى نحلم به، مضيفًا أن المصالحة الوطنية التى تتم مع بعض رجال الأعمال ستكون فى ضوء معايير واضحة، لا سيما أن مصر دون دستور يوحد الشعب المصرى ودون مصالحة وطنية «دخلت فى متاهة»، وأن مصر تحتاج إلى أن ننطلق إلى الأمام لا العودة إلى الخلف. البرادعى أكد أن مؤتمر «بعد الرحيل» يعمل على طرح رؤية سياسية واقتصادية وأمنية لإدارة المرحلة الانتقالية، مضيفًا أن أولى خطوات المرحلة الانتقالية هى وضع دستور جديد ثم يليه إجراء انتخابات تحت إشراف دولى ومحلى، مع وجود قانون انتخابات يقف على قدم المساوة بين جميع الأطياف، واختتم كلمته، قائلًا «نريد أن نرى مصر التى قامت من أجلها الثورة». صباحى أكد أن مصر قادرة على إنهاء الحكم الاستبدادى الذى تعيشه الآن، مضيفًا أن النظام الحاكم يمارس الاستبداد والاستعلاء والإقصاء، وأن إدارة الشعب المصرى قادرة على تغيير هذا فى 30 يونيو. وأكد صباحى أن الملايين من أبناء الشعب المصرى سوف ينزلون فى كل الميادين فى كل المحافظات والقرى، خصوصًا عند الاتحادية وفى التحرير، رافعين راية واحدة هى راية مصر، تحت شعار السلمية، مضيفًا «سنبقى أيامًا وليالى ولن نعود إلى بيوتنا إلا بعد أن ننتصر كما قررنا». المرشح الرئاسى السابق أكد أن الشعب المصرى جعل حركة تمرد عودة للروح الثورية، وأن يوم 30 يونيو هو بداية لموجة جديدة لا تقف حتى تكمل هذه الثورة أهدافها، وأن نصبح فى دولة تكون سلطتها متسقة من شعبها، وأن نحقق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. صباحى أشار خلال كلمته فى مؤتمر «ماذا بعد الرحيل؟»، أن هذا المؤتمر يهدف إلى تحقيق رؤية واحدة بعد أن يسلم مرسى السلطة إلى الشعب، وأن هذه الرؤية تشمل كل المؤسسات من جانب الشعب المصرى، مؤكدًا ضرورة أن نحسن إدارة مرحلة «ما بعد الرحيل»، مضيفًا أن المرحلة الانتقالية لن تزيد على 6 أشهر، نستطيع خلالها صياغة دستور جديد ثم الدخول فى انتخابات يقول فيها الشعب كلمته. صباحى دعا كل القوى الثورية إلى التوحد، وأن يكون شباب مصر جميعًا على قلب رجل واحد، وضرورة أن نسعى فى تحقيق ذلك فوق كل التفاصيل والخلافات، موضحًا أن الهدف الأساسى أمام الجميع الآن هو إسقاط الاستبداد الحاكم، والسعى لإسقاط سلطة خرجت عن مبادئ الثورة، وأثبتت كفاءة متدنية فى إدارة الدولة، مؤكدًا أن هذا الموقف ليس موجّهًا ضد الإسلام كما يصوره البعض، لكنه ضد سياسات جماعة الإخوان، وهو موقف لإعادة قيم ثورة 25 يناير. صباحى قدّم اعتذارًا لشباب إمبابة على عدم حضوره المؤتمر التى كان من المقرر عقده أول من أمس «الجمعة». الدكتور محمد غنيم القيادى بالتيار الشعبى، قال «نأمل أن يكون يوم 30 يونيو مثل 23 يوليو و6 أكتوبر و25 يناير»، مضيفًا أن ذلك يشترط الحشد الكبير لأبناء الشعب المصرى، والذى بالضرورة لا يقتصر على القاهرة فقط وإنما فى جميع المحافظات. غنيم أكد خلال كلمته بالمؤتمر ضرورة الاستمرار والإصرار فى مظاهرات 30 يونيو، بالإضافة إلى السلمية وعدم الاحتكاك بجهاز الشرطة وعدم الاستعلاء على فصيل معين، وضرورة مشاركة النقابات العمالية بالإضافة إلى ضرورة وجود محتوى سياسى يحدد خريطة واضحة لإدارة المرحلة الانتقالية. محمد عزيز العضو المؤسس بحملة تمرد، قال خلال كلمته بالمؤتمر إن الشعب المصرى قادر على فرض مسار الثورة الصحيح وتحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، مضيفًا أن حملة تمرد هدفها استعادة مسار الثورة، وأنها حركة سلمية احتذت بما فعله قادة عظام سابقون مثل سعد زغلول.
23 - 06 - 2013, 08:10 AM
العرض العادي
