رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حجر رؤية جبرائيل، موت وقيامة المسيح في الفكر اليهودي
حَجَر« رؤية جبرائيل חזון גבריאל» عبارة عن شهادة أثرية طولها حوالي متر وعرضها 40 سنتيمتر، مكتوب بحبر للكتابة وليس منقوش بفن النحت وهو عبارة عن 87 سطر، فالكتابة باهتة في أجزاء من الحجر، والنص مكتوب في عمودين على غرار مخطوطات التوراة. وبحسب تصريحات علماء إسرائيل، اللوح يعود للقرن الأول قبل الميلاد كما هو موثق في مخطوطات البحر الميت. والنص ذُكر على لسان شخص عرّف نفسه بقوله: «أنا جبرائيل» ورجح العلماء أنه إشارة الملاك جبرائيل رئيس الملائكة . العالم اليهودي «إسرائيل كنو هال 1952م » أستاذ بقسم الدراسات التوراتية ورئيس كرسي للدراسات اليهودية وخبير في لغة التلمود والكتاب المقدس بالجامعة العِبرية بالقدس. قام وفريق من العلماء اليهود بترجمة اللوح الحجري، وقال إنه حتى الآن لايوجد كشف عن نص توراتي مماثل لهذا اللوح الحجري، فهو نص في صيغة نبوءة تتكون من مجموعة نبوآت قصيرة يمليها الكاتب، كتبت بلهجة من لهجات اللغة العبرية Mishnaic وتسمى أيضاً «باللغة الذكية» وهي لهجة عبرية كانت متداولة في القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي وتختلف عن اللغة العبرية التي كتبت بها التوراة. والنبوءة تتكلم عن حدث تاريخي أو مستقبلي سوف يحدث. وهذا الحادث المهم هو لقتل أو لذبح شخص سوف يحدث، كعوض فداء ليس فقط للمغفرة ولكن للخلاص. وأن دم هذا الذي سيقتلونه سيمهد الطريق للخلاص النهائي. كما ورد في السطر رقم 80 من اللوح الحجري، أمر من الملاك جبرائيل: « أنا جبرائيل آمرك: خلال ثلاثة أيام تحيا- לשלושת ימין חאיה אני גבריאל גו (זר) עליך ». ويعتبر الحجر أهم وثيقة تم العثور عليها عام 2000 على الضفة الشرقية من البحر الميت بعد مخطوطات البحر الميت. وكان الحجر بحوزة جامع للآثار يُدعى دافيد جسيلسون-david jeselsohn، احتفظ به بمنزله في زيورخ كان قد إشتراه من تاجر آثار أردني . قال صاحب الحجر Jeselsohn أن هذا الاكتشاف قد يضعنا أمام «تفرد» قيامة يسوع، وعلى الرغم من ذلك فإنه يعطي مصداقية للإعتقاد بأن يهود ذلك الوقت- عصر يسوع - كانوا يؤمنون بعقيدة المسيح القائم من القبر. وقال «جيمس سنايدر»، مدير متحف إسرائيل أن تاريخ الكتابة يعود لنفس الفترة بالقرن الأول . وقال« دانييل بيورين daniel boyarin » أستاذ الثقافة التلمودية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن الحجر جزء من مجموعة تشير إلى أن «المسيا- المسيح» يمكن فهمه بصورة أفضل بقراءة متأنية لتاريخ اليهود في عصره، وربما بعض المسيحيين سيجدوا صدمة و تحدياً في تفردهم« باللاهوت» في حين أن هذا سيسبب إرتياح للجانب الأخر- يقصد اليهود- من فكرة أن اللاهوت هو جزءاً في «التقليد اليهودي»، طبعاً سنجد علماء اليهود في تصريحاتهم لم يذكروا أبداً بأن يسوع هو «المسيح»، لأنهم يؤمنون بان المسيح لم يأتِ بعد. لهذا في تصريحاتهم ينادونه فقط بإسمه الشخصي «يسوع» لأنهم لا يعتبرونه مسيحاً. أي لا يؤمنون بأنه «المسيا» !. قام أهم علمائهم بترجمة النص ويُدعى «إسرائيل كنوهال» قال: « قد يكون هذا الحجر يشير إلى التمرد الذي قد حدث في القرن الرابع قبل الميلاد، والمتمردين أرادوا الإستقلال عن هيرودس المدعوم من الرومان، فالإنتفاضة إندلعت أول مرة في أورشليم و انتشرت في أنحاء اليهودية، وأبرز شخصيات هذا التمرد شخص يُدعى «شيمون - سمعان» من بيرية بشرق الأردن، حيث توّجه مؤيديه ملكاً وقُتل شيمون في نهاية المعركة على يد قائد في الجيش الهيرودي. وإن كان شيمون قد تألم ومات ولكنه لم يقم من الموت كما يسوع عند المسيحيين، وأن كان هذا القرص الحجري الرملي يتحدي فكرة «تفرد» يسوع بالقيامة من الموت. إذن فكرة القيامة بعد ثلاثة أيام كانت «موجودة في الفكر اليهودي قبل أن يولد يسوع » . وأكمل قائلاً: « أن الحجر سيحدث ثورة في فهم المسيحية المبكرة، التي تضمنت مفاهيم القيامة التي سبقت ميلاد يسوع، خصوصاً نص النبوآة التي كان يتلوها جبرائيل على شخص ما: «أنا جبرائيل آمرك: في ثلاثة أيام ينبغي أن تحيا» مما يسبب تفسيره عاصفة من الجدل بين علماء دراسات الكتاب المقدس بالمؤتمر الدولي الذي نوقش فيه النص وخرجت عنه دراسات ومقالات علمية. وقال أن مهمة هذا المُنقذ لابد أن ينفذ فيه حكم الإعدام من قبل الرومان بمعاناة، وحتى دمه سيكون علامة من أجل الخلاص، ولو هذا حقيقي سوف يعطي «العشاء الأخير» معنى مختلف في المفهوم اليهودي، لأن سفك دمه ليس من أجل خطايا الناس ولكن لتحقيق الخلاص لإسرائيل أيضاً. فالحجر يعلن قيامة شخص بعد ثلاثة أيام من قبره. وإذا كان هذا صحيحاً، فهذا يضع مفهوم قيامة يسوع بقوة داخل التقاليد اليهودية من اليوم.» كانت هذه تصريحات البروفيسور «كنو هال». اما علماء المؤتمر والذين فحصوا الحجر بدقة خلصوا لنتيجة وهي أن مفهوم «المسيح المتألم والمائت والقائم من الموت»، هو مفهوم «غير مألوف» في الفكر اليهودي ولكن بهذه الوثيقة الأثرية يتغير هذا الفكر لدى اليهود. لأنه مفهوم يتوافق مع جذور الفكر الديني والمعتقدات التي كانت منتشرة في أرض اليهودية عند ولادة يسوع. وأنه ستزداد أهمية هذا الحجر في أنه سيساعد على فهم جذور المسيحية الأولى وقت الأزمات المدمرة التي واجهها اليهود في هذا الوقت. لإنه سيمثل جزءاً تقليدياً من الفكر اليهودي المنتشر في هذا الوقت. ويساعد في التركيز على المناخ السياسي في أيام يسوع كتفسير هاماً من روح اليهودية المسيحية في تلك الحقبة. وأن فكرة« المسيح المتألم» هذه تختلف كثيراً عن الصورة التقليدية للمسيح المنتصر والقوي سليل الملك داود الذي يؤمن به اليهود وينتظرون مسيحهم بتلك الصورة حتى الآن. إلى هنا إنتهت سجالات علماء اليهود عن هذا اللوح العبري الأثري حول فكرة موت وقيامة المسيح وأن هذا الفكر كان سائداً وإستوعبه الوعي الجمعي للفكري اليهودي بالقرن الأول قبل الميلاد وأن في عصرهم كانوا ينتظرون مسيحهم، لهذا إدعى كثيرين من اليهود قبل وبعد مجيئ المسيح مباشرة، إدعوا بأنهم مُسحاء، وأن كان أغلب هؤلاء المسحاء الكذبة ظهروا قبل ولادة السيد المسيح بقليل، وهذا يعطينا تفسير أنهم كانوا يتوقعون مجيء «المسيا المنتظر» على أيامهم من نبوآت توراتهم التي حددت حسابياً بالضبط ميعاد ميلاد المسيح «المسيا المُخلِّص» كما حسبها مجوس المشرق من نبوأة دانيال النبي وبحساباتهم الفلكية، فأتوا وسجدوا «للمولود ملك اليهود» - مت2: 2 . والتي حددت ميلاد المسيح تحديداً دقيقاً بالسنوات تبعاً لهذه النبوأة مع حساباتهم الفلكية وبحسب الأحداث المهمة التي مرت على اليهود كتجديد الهيكل، تبعاً لنبوءة دانيال النبي:{ سَبْعـــــُونَ أُسْـــــبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمـــــَسْحِ قُــــــدُّوسِ الْقُــــــدُّوسِينَ. فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْـــــدِيدِ أُورُشـــــَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَســــــِيحِ الرَّئِيــــــسِ ســـــَبْعَةُ أَســـــَابِيعَ وَاثْنَـــــانِ وَسِــــــتُّونَ أُســــــْبُوعًا، يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ. وَبَعْـــــدَ اثْنَـــــيْنِ وَســـــِتِّينَ أُســـــــْبُوعًا يُقــــــْطَعُ الْمَســـــِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْــــرِبُ الْمَدِينَةَ و الْقُدْسَ} دانيال 9 وهناك الكثير من المسحاء الكذبة الذين أدعوا أنهم« المسيح المسيا المخلِّص» وهؤلاء يختلفوا عن «الأنبياء الكذبة» من يدعوا النبوة كذباً والذين حذرنا منهم السيد المسيح:«لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ» مت24. لهذا نوَّه السيد المسيح عن المسحاء الكذبة الذين أتوا قبله وتكلم عنهم بوضوح قائلاً: « جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ» يو10: 8. لأن الأنبياء الكذبة أتوا بعده وليس قبله، اما المسحاء الكذبة كانوا أغلبهم قبله وعدد قليل منهم جائوا بعده. وأشهر المسحاء الكذبة جميعاً «سمعان بار كوكبة» الذي عاش بأول القرن الثاني وإدعى أنه المسيح الدجال ورئيس شعب اليهود وتم قتله عام135م. كذلك «شيمون- سيمون» من برية والذي يشكك علماء اليهود أن نص النبوءة الأثري كان موجّاً إليه وقد قتل 4 قبل الميلاد. ويذكر المؤرخ اليهودي «يوسيفوس فلافيوس37-100م»، والذي عاصر تلاميذ السيد المسيح وكتب عن يسوع المصلوب وكتب عن نشأة المسيحية الأولى في إنتقاداته لها، وعاصر تدمير الهيكل السليماني ومدينة أورشليم على أيدي الرومان وكتب شهادته في مرجعه «تاريخ حرب يهودا ضد الرومان»عام 78م، المجلد السادس،الفصل الخامس، فقرة4، يقول: « الامر الذي دفعهم (اليهود) لخوض تلك الحرب، كان نبوءة غامضة وُجِدت في النصوص المقدسة، بأنه في مثل هذا الوقت سيأتي واحداً من دولتهم ويكون حاكماً للأرض والمسكونة». مما يؤكد أن اليهود لعلمهم زمن مجيء مخلصهم من نبوءة دانيال النبي أنهم قاموا بإضطرابات كبيرة ضد الرومان وتمردات كثيرة ضدهم لأنهم كانوا يتطلعوا لمسيحهم المنقذ ويتعجلون ظهوره ليخلصهم من أعدائهم ويصير ملكاً للمسكونة كلها. لهذا أراد اليهود الذين آمنوا بالسيد المسيح أن ينصبوا المسيح ملكاً على أورشليم، فقال لهم مملكتى ليست من هذا العالم. لهذا كانت التمرداد الدائمة لشعب اليهود والمتزايدة والمتصاعدة في زمن المسيح أدت في النهاية بالحرب الكبرى وسقوط أورشليم وهدم الهيكل عام70م، وكان من ضمن هذه الحركات والعصيان والإضطرابات بعض من تبنوها وذكرهم الإنجيل بالإسم منهم «يهوذا الجليلي -6 م» ولد زمن المسيح - أع 5: 37. ومنهم« ثُودَاسُ قَائِلًا عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَيْءٌ، الَّذِي إلْتَصَقَ بِهِ عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ، الَّذِي قُتِلَ»- أع5: 36. أما «مناحم إبن يهوذا الجليلي» فقاد أكبر عصيان أتى على أثره الجيش الروماني ودمروا مدينة أورشليم عام70م. وجميعهم قتلوا في هذه الحركات التمردية. وحركة العصيان المتصاعدة هذه كانت بسبب تطلعهم لمجيء المسيا المُخلِّص في القرن الأول والذي سيمنحهم الحرية على أرضهم. إن كثرة المسحاء الكذبة عصر المسيح سواء قبله بسنوات أو بعده بقليل يعطينا مؤشر أن اليهود كانوا يتوقعون زمن مجيء المسيح في أيامهم، ذلك الزمن الذي حددته نبوءة دانيال وأنتظروه ليحارب عنهم الإحتلال الروماني لأنهم صوروه كملك عظيم سينتصر علي أعدائهم ويحرر شعبه المختار كما تخيلوه، وأن هذا المسيا المخلص سيمنحهم خلاصاً أرضياً من أعدائهم، ولم يرتقي إيمانهم إلى أن هذا الخلاص سيكون خلاصاً أبدياً، ولا أنه سيولد فقير في مذودٍ وليس له أين يسند رأسه!. كما أنهم يؤمنون بأن مسيحهم سيأتيهم في هيئة بشر، أي كـ « إبن الإنسان» كما اطلق يسوع هذا اللقب على نفسه، وبحسب نبوأة «دانيال 7: 13»:« كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ... » ولكن إكتملت نبوآت دانيال وتحققت بهدم الهيكل ضمن حرب أورشليم سنة 70 م كما ذكر لهم يسوع هذه الحقيقة قبل صلبه مباشرة وبأن بيتهم سيترك لهم خراباً. وإلى الآن مايزال اليهود غلاظ الفكر والرقبة ينتظرون مسيحاً قوياً، والقوة هنا يريدونها بمقاس خيالهم وفكرهم الأرضي، ولا يعلمون أن قوة المسيح المُخلِّص في خلاصه الأبدي لا الأرضي وأن سلطانه وملكوته سماوي « ما لن يزول ولا ينقرض»، وليس ملكوت أرضي. خلاصه الأبدي منحه لكل المسكونة بلا تمييز ولا عنصرية ولا إقصاء لأحد، ولكنهم لا يعلمون بأن الزمن قارب الإنتهاء قاب قوسين أو أدنى، وإقترب مجيئه الثاني على الأبواب كديان للبشرية كلها، له كل المجد والكرامة إلى الأبد. |
|