شعر آدم وامرأته بعريهما، أرادا أن يستراه بمآزر من أوراق التين خاطاها لأنفسهما. ولكن هذه المآزر لم تُشعرهما بالستر؛ فقال آدم للرب الإله عندما ناداه: «لأني عريان فاختبأت». وهذه المآزر التي من عمل يدي الإنسان، تمثِّل محاولات الإنسان الفاشلة والمتكررة ليستر عريه وخزيه الروحي عن طريق أعمال يديه؛ ولكن هيهات! ونلاحظ أن شجرة التين هي الشجرة الوحيدة التي لعنها الرب عندما كان هنا على الأرض، والحقيقة أن من يحاول أن يستر نفسه بأوراق التين - أي بأعماله الصالحة - يصبح تحت اللعنة وله الويل (غلاطية 3 :10، يهوذا 11).
إن فعل الخير ومساعدة الفقراء وزيارة المرضى والصوم وترديد صلوات محفوظة، كلها لا تغفر الخطايا، لأن الكتاب يقول: «وأما الذي لا يعمل، ولكن يؤمن بالذي يبرِّر الفاجر؛ فإيمانه يُحسب له بِرًّا» (رومية 4: 5)، وأيضًا «ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أفسس2: 9). فعمل يدي الإنسان ليس سوى «خيوط العنكبوت» والتي «لا تصير ثوبًا ولا يكتسون بإعمالهم» (اشعياء 59: 5، 6).