الله لا يبرئني بميزان الأعمال.
لنفرض جدلا أن الانسان يقوم بأعمال صالحة ومقبولة, ودعنا نقارن ليس كل السيئات بل سيئة واحدة فقط مع كل ما يستطيع الإنسان أن يعمله من حسنات.
من المعلوم أن كلفة الخطأ تقدر بحسب القيمة الأدبية للشخص الـمُساء إليه, أي كلما زاد المقام الأدبي للشخص الـمُساء اليه كلما ازداد العقاب, فمثلاً إن أخطأت في حق زميل لك في العمل قد تكون كلفة خطأك أن يرد عليك بالمثل, وإن أخطأت نفس الخطأ في حق مديرك فذلك قد يكلفك أن تُطرد من عملك, وإن أخطأت نفس الخطأ في حق الملك أو رئيس البلاد فإن ذلك سيكلفك أن تُطرح في السجن أو قد يُؤمر بالحكم عليك بالإعدام. هكذا أيضاً في علاقتنا مع الله، فإن خطايانا هي موجهة بالدرجة الأولى ضد الله باعتبارها كسر لوصاياه، وبما أن الله من حيث مقامه الأدبي غير محدود بالتالي تكون الخطيئة ضده عاقبتها غير محدودة، وبما ان كل ما نعمله من حسنات صادرة من إنسان محدود، بالتالي تكون قيمتها محدودة. وهنا نسأل: (( هل ميزان الاعمال الذي في أحدى كفتيه خطيئة غير محدودة, وفي الاخرى أعمال محدودة, يصلح لنا كبشر)), إن الله من محبته لنا لا يعاملنا وفق هذا الميزان.