أخيرًا فقد "انتهرهم كي لا يقولوا لأحد عنه" [30]،
أما علة انتهاره لهم، فهو لكي يتم المكتوب عنه
ويتحقق صلبه، فلو عرفوا رب المجد لما صلبوه.
ويقدم لنا القديس أمبروسيوس تعليلًا آخر وهو أنه أراد الكرازة به بكونه المسيح بعد صلبه وقيامته، فيعرفوه المسيح المصلوب عنهم القائم من الأموات، إذ يقول: [منع التلاميذ من الكرازة به كابن الله ليبشروا به بعد ذلك مصلوبًا. هذه هي روعة الإيمان أن نفهم حقيقة صليب المسيح...! فصليب المسيح وحده نافع لي، لأن "به صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14). إن كان العالم قد صلب لي فأعرف أنه قد مات فلا أحبه، أعرف الفساد الذي يسري في العالم فأتجنبه كرائحة نتنة، أهرب منه كما من الطاعون وأخرج منه قبل أن يؤذيني.]