منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 10 - 2018, 03:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

معنى كلمة (تعليم) في الكتاب المقدس


معنى كلمة (تعليم) في الكتاب المقدس

في العهد القديم نجد أن الكلمة العبرية تأتي بمعنى (ما يتم استلامه) وأيضاً (الموضوع أو الرسالة التي يتم تعليمها وتلقينها حسب أمر الرب وإعلانه): انصتي أيتها السماوات فأتكلم، ولتسمع الأرض أقوال فمي. يهطل كالمطر تعليمي، ويقطر كالندى كلامي، كالطل على الكلأ وكالوابل على العُشب؛ اسمعوا أيها البنون تأديب الأب واصغوا لأجل معرفة الفهم. لأني أعطيكم تعليماً صالحاً فلا تتركوا شريعتي. (تثنية 32: 1و 2؛ أمثال 4: 1و 2)
ونلاحظ عادة أن كلمة التعليم
مرتبطة ارتباطاً شديداً بالنحت والحفر وبالسمع المقترن بالإصغاء، وهذا أول ما نلاحظه عند استلام موسى الشريعة فهي حُفرت على الحجر بتشكيل النحت، وبعد ذلك قُرئت والشعب اصغى وقال آمين (= حقاً هكذا يكون)، لذلك فأن كلمة التعليم ترتبط بالتربية والتأديب والتقويم، والكلمة اليونانية في العهد الجديد تأتي بتلك المعاني: [يُربي (تربية)، يوبخ للإصلاح، يُعلِّم، يُهذب، يُدرب (تدريب)، انضباط (يضبُط)، مُؤدِّب (يتأدب بالتعليم)، مُرشد، وصي]، والمعنى في أصله مرتبط بكلمة [طفل، ولد، صبي] ومن ثمَّ يأتي المعنى أن يكون شخص مُعلِّم مع طفل أو ولد، ليرعاه رعاية المُربي الأمين، ليُسلمه تعليم، لتثقيفه وتدريسه، لتقويمه أدبياً وتهذيبه أخلاقياً، وترسيخ التعليم في ذهنه وعقله بغرض السلوك السليم والحياة وسط المجتمع بما يتفق مع عاداته وتقاليده الخاصة به، وطبعاً القصد في التعليم من الناحية الإلهية واللاهوتية، هو تربية النفس في التقوى وتثبيت فيها الحياة الإلهية بالقداسة وطهارة القب وغسل الضمير.
عموماً من هذه المعاني المخطوطة في الكتاب المقدس،
نستطيع ان نستوعب القصد والمعنى منها لنفهم ما هو التعليم الإلهي على وجه الدقة التي تظهر لنا من خلال سطور الكتاب المقدس بإعلان وتوجيه الروح القدس، روح التعليم والتربية، الذي يحفر بشخصه التعليم في القلب والذهن معاً ليتحول بسلوك وحياة تتناسب مع الدعوة الإلهية للحياة الأبدية، وذلك بطاعتنا الحُرة والمسئولة كأطفال نتربى عند قدمي الكتاب المقدس لنتلقف التعليم كالندى في القلب، لكي ننمو باستمرار وفق حياتنا الجديدة في المسيح يسوع، لأننا صرنا فيه خليقة جديدة: ازرعوا لأنفسكم بالبرّ، احصدوا بحسب الصلاح، احرثوا لا نفسكم حرثاً، فانه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويُعلمكم البرّ؛ وأما المُعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يُعلمكم كل شيء ويُذكركم بكل ما قلته لكم؛ لأن الروح القدس يُعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه؛ وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يُعلمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذباً، كما علمتكم تثبتون فيه. (هوشع 10: 12؛ يوحنا 14: 26؛ لوقا 12: 12؛ 1يوحنا 2: 27)
ومن خلال هذه الآيات نفهم كيف نتعلَّم ونتهذب،
لأن التعليم يستحيل أن يأتي إلا من الروح القدس وحده، لذلك تهتم الكنيسة على مرّ العصور أن تُعين خداماً مملوئين بالروح القدس، ولا تستطيع أن تسمح لأحد غير ممتلئ بالروح أن يتقدم للخدمة (مع أن للأسف الشديد، اليوم أي شخص يتقدم ويخدم كيفما اتفق، وتسمح له الكنيسة بذلك، لأن عنده معلومات وقدرة على الكتابة والكلام والحديث.. الخ، مع أن كل من يفعل ذلك وصار مسئولاً عن تعيين خادم أو كاهن أو أسقف.. الخ، سيُدان في النهاية أمام الله الحي لأنه عن وعي وإدراك لم يلتزم بتقليد الكنيسة الرسولي في تعيين الخدام والكهنة ورسامة الأساقفة بدون أن يتأكد من امتلائهم بالروح القدس لأجل الخدمة: "وها أنا أُرسل إليكم موعد أبي فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" – لوقا 24: 49)، عموماً تحرص الكنيسة (قديماً) بشدة على ان تُقدم تعليم الرسول بولس للتحذير من جهة كلامه عن انطفاء الروح القدس في النفس [لا تطفئوا الروح] (1تسالونيكي 5: 19)، [ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء] (أفسس 4: 30)، وذلك بسبب أن لو انطفأ الروح القدس في القلب، كيف تتعلم النفس وتتهذب بالتعليم الإلهي النقي، وكيف يتنقى القلب ويغتسل الضمير وتتغير النفس وتصير على صورة الرب يسوع، لأن الروح القدس هو الذي يُشكلنا كالعجين على صورته حينما يحفر في قلوبنا التعليم الإلهي [بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل، بعد تلك الأيام يقول الرب، أجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً] (إرميا 31: 33)
وبهذه الصورة يتجلى أمام أعيننا كمال التعليم الإلهي،
لأنه بروح الله يُعلن في القلب ويُخط في الذهن المنفتح على الإلهيات بالنعمة، لأن الرب يسوع حينما نأتي إليه تائبين طالبين مجده، يفتح أذهاننا لنفهم الكتب بالروح في الحق، فنستنير بالكلمة.
· وصايا الرب مستقيمة تفرح إياه. أمر الرب طاهر يُنير العينين؛ عين الرب لمُحبيه (أو عين الرب على مُحبيه) وهو نصير (حماية) قدير وسند قوي، يسترهم من الحرّ ويُظللهم في الظُهيرة، ويقيهم من العثرات (والعقبات) و(نجدة عند) السقوط، الرب يُنعش (يُعلي شأن) النفس ويُنير العيون (العينين)، ويمنح الشفاء والحياة والبركة. (مزمور 19: 8؛ سيراخ 34: 16 – 17، أو من 20 – 21 في بعض الترجمات)
ومن هُنا نرى أن الكتاب المقدس كتاب تعليم بالدرجة الأولى
حسب المعنى الذي غُصنا فيه بإيجاز دون تطويل، وفيه نرى أن الكتاب المقدس لا يُناقض نفسه أبداً إلا عند الذين يرفضونه كإعلان إلهي فيقولون الشيء الكثير عن شُبهات وهمية، وهما معذورون فعلاً، لأنهم في الواقع يرونها هكذا لأن هناك حجر عثرة عظيم واقف أمام العقل المُطفأ فيه نور الله، وهناك بُرقع وحاجز جبار موضوع على عين الذهن فلا تقدر أن ترى مجد الله المستتر في الكلمات المكتوبة: [الذين فيهم إله هذا الدهر (الشيطان) قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله] (2كورنثوس 4: 4)
حتى أن كل من يرد على هذه الشبهات بالمنطق وبكلام الحكمة الإنسانية المُقنع،
بدون روح الإعلان فهو يشترك معهم في نفس ذات الرؤيا القاصرة على المنطق العقلي البعيد كل البعد عن برهان الروح والقوة، أما كل من استنار برؤية الله وإعلانه عن ذاته [نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل] (مزمور 34: 5)، فأنهم يروا بانفتاح الذهن بالروح، العهد الجديد مستتر في العهد القديم، والعهد القديم مُعلن وظاهر في العهد الجديد، لأن [ناموس الله كامل] وما يبدو أنه متناقض، يختفي تماماً ويتلاشى عندما نُقارن الروحيات بالروحيات: التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية، بل بما يُعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات. (1كورنثوس 2: 13)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من المهم أن نعرف في البداية ما معنى كلمة “نبوة” في الكتاب المقدس
ما معنى كلمة عهد التى تكررت كثيراً فى الكتاب المقدس؟
معنى كلمة "آياتِ" في الكتاب المقدس
معنى كلمة حسد في الكتاب المقدس
معنى كلمة "أب" في الكتاب المقدس


الساعة الآن 09:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024