|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من أخبار القديس يوحنا الرحيم في احد الايام اضطر القديس يوحنا الى قطع شماس عن الخدمة مدة لانه ارتكب مخالفة، فحرد هذا الاخير واخذ يقول كلاما جارحا في حق البطريرك حتى انه اختلق أخباراً كاذبة في شأنه وسعى في الوشاية لدى الحاكم انتقاما منه. فلما بلغ القديس في اي حال كان شماسه قال: “من يضعف وانا لا اضعف؟” (2 كورنثوس 11: 29)، وايضا: “يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء” (رومية 15 :1). لذلك قرر أن يستدعيه ويتحدث اليه ثم يعفو عنه لئلا يقع فريسة للشرير. ولكن، لسبب ما نسي البطريرك المسألة وانشغل بغيرها الى أن جاء عيد الفصح. يومها، تذكر البطريرك الشماس وكان الوقت قداس المؤمنين. وتذكر ايضا القول الإلهي: “ان قدمتَ قربانك الى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدّم قربانك” (متى 5: 23-24). فأمر للحال شماس الخدمة أن يتلو الطلبة وأن يعيدها حتى يعود. اما هو فخرج الى غرفة القدسات والملابس، ومن هناك أرسل في طلب الشماس المقطوع. وما ان حضر حتى سجد يوحنا امامه وقال له: “سامحني يا اخي”، فانذهل الشماس وفعل كمثل البطريرك. اذ ذاك، فقط، دخل الاثنان الى الكنيسة وأكمل البطريرك القداس. لم يكن القديس يوحنا يميز بين مستحق وغير مستحق. عطاؤه كان غير مشروط. جاءته مرة نساء يستجدين فأمر لهن بما أمر لغيرهن. ولكن كانت هؤلاء تتحلين بالعقود والاساور، فأثار الأمر لغطا بين الشمامسة فنقل أحدهم الى القديس واقع النسوة فكان جوابه بعدما رمقهم بنظرة فيها الحزن والتجهّم: “ما دمتم ترغبون في ان تكونوا موزّعين للعطايا فلا تعصوا القائل: “من سألك فأعطه”. واذا ما خطر ببالكم ان تتقصّوا خفايا الناس وتتحكّموا في أمورهم فلا نصيب لكم في هذه الخدمة”. القديس يوحنا الرحيم بطريرك الاسكندريةفي طريقه مرة الى الكنيسة دنت اليه امرأة ووقعت عند قدميه وصرخت بدموع: “أعني يا سيد، فإن اخ زوجي لا يكف عن أذيتي والتضييق عليّ”. فارتبكت حاشية البطريرك وقال لها بعضهم: “سينظر البطريرك في أمرك متى عاد من الكنيسة”. فقاطعهم القديس قائلا: “بل انظر في أمرها الآن، والا كيف يصغي الله الى صوت تضرعي؟ ثم من يدري ان كنت أحيا الى الغد. فاذا ما شاء ربي ان يردني اليه فبماذا أجيب عن المرأة ان لم أنصفها؟”. قال هذا وبقي حتى أنصفها. وبعد ذلك أكمل طريقه الى الكنيسة مرتاح البال. كان بعض الناس يستغل طيب البطريرك، وكانت له حيال ذلك غير ما اعتاد من مواقف. الموظفون المرتشون لم يكن يوبخهم ولا يصرفهم، بل امر لهم بضعف أجرهم، ثم ذكّرهم بما جاء في سفر ايوب: “النار تأكل خيام الرشوة” (15: 34). وبنعمة الله تحسّن حالهم وازدهرت بيوتهم حتى عفّ بعضهم عن أخذ العلاوة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا الرحيم بطريركاً |
نشأة القديس يوحنا الرحيم |
القديس يوحنا الرحيم ورقاده |
القديس يوحنا الرحيم والرهبان |
قبل البدء في اتباع الرجيم، اسألي أولا كيف أختار الرجيم المناسب لي؟ |