رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقدير الآخرين - للبابا تواضروس الثانى باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين مقدمة سأتكلم - بمشيئة الله- عن إحدى فضائل القديسين وعن أليشع كاحد شخصيات العهد القديم.. أليشع بالرغم أنه رجل الله، ومشغول دائماً بالروحيات إلا أن الكتاب يقول أنه تقابل مع 18 شخصية .. ووقف معهم وساعدهم .. كان يحب الخير. عاصر أربعة أمم هى إسرائيل – يهوذا – موآب – آرام. خدم حوالى 50 سـنة، وكان عنده استعداد لمساعدة الفقراء. بالرغم من أن أليشع كان فلاحاً إلا أنه كان عنده صفة حلوة هى تقدير الآخرين .. أى أشعر بالآخرين وأقدرهم .. المهم فى حياة الإنسان إنه يكون عنده حساسية نحو الآخرين .. سواء أكان فى البيت أم فى العمل أو فى الكنيسة. ومن أهم احتياجات الإنسان الآتى : 1- الاحتياجات الجسدية : مثل الأكل والشرب والسكن .. إلخ. 2- الاحتياجات النفسية : مثل شعور التقدير – شعور الأمان – الحرية – التشجيع – الإنجاز- ... إلخ. يحتاج الإنسان من يحبه أو يهتم به، والمثل يقول [ لا قينى ولا تغدينى ] .. لاقينى أى الاحتياجات النفسية، وتغدينى أى الاحتياجات الجسدية. 3- الاحتياجات العقلية : وهى الفهم والقراءة والتطلع والتذكر .. إلخ. أليشع النبى يعطى المرأة الشونمية ابنها بعدما قام من الموت 4- الاحتياجات الروحية : أى يحتاج الإنسان إلى الله .. الذى يرفع الخطية ويمسح الشعور بالذنب. المـرأة الشـونمية كان عندها هذا الشعور وهو الاهتمام بالآخرين .. قالت لزوجها "قـد علمت أنه رجل الله مقدس الذى يمر علينا دائماً. فلنعمل علية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريراً وخواناً وكرسياً ومنارة حتى إذا جاء إلينا يميل إليها"(1). وكانت النتيجة أن أليشع قال لجيحزى غلامه "إدع هـذه الشونمية فدعاها ووقفت أمامه. فقال لها قل لها هذا قد إنزعجت بسببنا كل هذا الانزعاج فماذا يصنع لك هل لك ما يتكلم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش. فقالت إنما أنا ساكنة فى وسط شعبى. ثم قال فماذا يصنع لها وقال جيحزى إنه ليس لها إبن ورجلها قد شاخ فقال فى هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين إبناً"(2). ونحن نعرف أن أليشع صلى للولد الميت فقام من الموت ودفعه إلى أمه. وهنا ننتقل من التقدير إلى الإيمان، فأول شئ فى تقدير الآخرين أنك تشعر أن الله يدبر كل أمور حياتنا .. صغيرة أو كبيرة "فكل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعون حسب قصده"(3). ربنا يدبر حياتنا .. ولا نقول سيدبر إزاى ؟! سأقول لك .. لا أعرف. المرأة الشونمية عندما عملت علية .. عملتها بنية خالصة لكى يستريح فيها رجل الله .. ولم تعلم أنها ستحاتج لرجل الله فى يوم من الأيام لكى يقيم ابنها من الموت. كيف نشعر باحتياجات الآخرين على المستوى البشرى ؟ مريم العذراء كان عندها هذه الفضيلة .. الشـعور بخدمـة الآخـرين، فعندما علمت أن (1)-(2مل4: 9). (2)-(2مل4: 13). (3)-(رو84: 28). أليصابات حبلى فى شيخوختها يقول الكتاب "فقامت مريم فى تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات"(1). ذهبت لتبارك لها وتخدمها، ومكثت عندها ثلاثة شهور .. هذه صورة رائعة لتقدير الآخرين والشعور بهم. أحياناً عندما نتعامل مع أولادنا لا نقدر نساعدهم ولا نقدرهم .. كيفية الإحساس بالشعور بالآخرين ؟ إن رب المجد رتب لنا أركان العبادة الثلاثة (الصدقة – الصوم – الصلاة). وجعل الصدقة فى أول أركان العبادة لأن فيها إحساس بالآخرين، فهو يطوب الإنسان الذى يشعر بالآخر ويقدر ظروفه. زكا العشار زكا يريد مقابلة يسوع .. ويسوع يشعر بزكا ويقول له "زكا أسرع وأنزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم فى بيتك"(2). ونتيجة لهذا الاهتمام المفاجئ قال زكا للرب "ها انا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين وإن كنت وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً ابن إبراهيم"(3). عندما نتعامل مع الآخر أشعر أنه هو صورة المسيح .. وعندما أقدم أى خدمة لشخص ما أعتبر أننى أقدمها للمسيح .. وكل ما اصنعه للآخرين فإنما أقدمه من أجل خاطر المسيح لذلك سيكون لك أجر من الله، ولا ينسى أبداً المحبة التى صنعتها للآخرين. (1)-(لو1: 39). (2)- (لو19: 5). (3)-(لو19: 8). زكا يتسلق شجرة حتى يرى السيد المسيح مواقف صعبة ولكن الأمور لا تمشى كما نريد .. فابن الشونمية يموت .. ولكن أمه تتصرف بملئ الإيمان، ووضعت الولد على السرير وذهبت تستدعى رجل الله .. إيمان فيه سلام بدون إزعاج !! وقالت لرجل الله "حى هو الرب وحية هى نفسك أننى لا أتركك فقام وتبعها"(1). فى معاملاتنا مع الآخرين نحتاج إلى : 1- الثقة فى الله (الإيمان). 2- الرجاء فى الله (الأمل). 3- العمل فى الله ومن خلاله. كيف يكون لك الإحساس بالآخرين ؟ 1- الـــســؤال إسأل باستمرار عن إخوتك .. لا تقطع العلاقات معهم، وإسأل نفسك مَن مِن الناس لم تره منذ مدة ؟! 2- الــزيارات زيارات المجاملة الرقيقة تحمل نوع من الود والدفئ .. تحمل كلمة ربنا التى فيها روح الرجاء والفرح. 3- المـصاحبة أى إجعل لك أصدقاء تذهب معهم فى أماكن متنوعة .. نوع من المساندة والصحبة النقية. والكتاب يقول "إثنان خير من واحد لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة. لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه وويل لمن هو وحده إن وقع إذ ليس ثان ليقيمه"(2). (1)-(2مل4: 30). (2)-(جا4: 9). 4- الصــــلاة نقيم الصلاة من أجل الآخرين ونطلب شفاعة القديسين لهم، والكتاب يقول "طلبة البار تقتدر فى فعلها"(1). 5- الاهتمام بالمرضى زيارة المرضى عمل هام من أجل الاهتمام بالآخرين .. ويستحسن قراءة الكتاب أو سير القديسين لكى نتعزى بسيرهم. 6- المساعدة المالية أو المعنوية إبحث عن المحتاجين وأسرع بالمساعدة، فهذه المساعدة تسند الآخرين فى شئون حياتهم. 7- كن لطيفاً نحـو الآخرين شجعهم على أمورهم حتى لو كانت صغيرة واحتمل الحاجات التى قد تبدو سيئة. 8- تقديم الــوقت أغلى هدية يقدمها الواحد للآخر هى أن يعطى له الوقت ليستمع إليه ثم يخدمه .. وخصوصاً عندما تضع فيه الرجاء ويشعر بروح الإبتسامة المرتسمة على وجهك. 9- أكبر مرض يوجد الآن بين الناس هــو الاغتراب كل واحد غريب عن أكثر القريبين منه لذلك القرب من الناس حل جذرى لهذا المرض. 10- أخيراً العرفان بالجميل من أكثر الأشياء التى تجعلك تحس بالآخرين .. استخدم كلمات قصيرة ولكنها جميلة فى معاملتك مع الآخرين مثل كلمة (حاضر .. كتر خيرك .. من فضلك). هذه الكلمات الحلوة اللطيفة تعبر عن الإحساس تجاه الآخر .. ربنا يحافظ عليكم ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السعادة للبابا تواضروس الثاني |
السعادة للبابا تواضروس الثاني |
تصميم للبابا تواضروس التانى |
صور للبابا تواضروس الثانى |
أول ترنيمة للبابا تواضروس الثاني |