ثمّة سفران في العهد القديم يحملان إسم إمرأة: "سفر روث" و"سفر إستير". وثمة سفران لا يذكران الرّب مباشرة أيضاً: "نشيد الأناشيد"، و"سفر إستير". لقرون طويلة، نُسِبَ سفر إستير إلى "عزرا الكاتب" في القرن الخامس قبل الميلاد، خلال فترة السبي البابلي. ولا يمكن التسرّع وربط عزرا الكاتب بـ"عزير" الذي يتحدّث عنه القرآن، كما لا يمكن الجزم بتاريخية شخصية عزرا، في حين يمكن اعتبار إستير شخصية من نسج المخيّل الشعبي اليهودي قبل أي شيء آخر. الملكة إستير هي، إن جازت المجازفة، "سندريللا العهد القديم". فالملك أحشويرش، الفارسي الأخميني الذي "ملك من الهند إلى كوش"، يغضب من زوجته الملكة "وشتي" التي رفضت المثول أمامه في مهرجان جمع رؤساء الشعوب، ويقرّر تتويج ملكة جديدة. السبب الذي يعلّل به كبير الخصيان لدى الملك أحشويرش في القصة، لزوم خلع الملكة "وشتي"، لافت، فهي لم تذنب فقط لأنها عصت زوجها الملك، بل لأنّها تكبّرت على جميع الرؤساء وجميع الشعوب، وسوف "يبلغ خبر الملكة إلى جميع النساء، فيحتقرن أزواجهن في أعينهن عندما يقال إن الملك احشويرش أمر أن يؤتي بوشتي الملكة إلى أمامه فلم تأت". يحتاج الملك إذاً إلى ملكة بديلة، "ملكة جمال من الشعب"، كي لا يتخلخل النظام العائلي الاجتماعي "الذكوري" في مملكته.
قصة تشبه إحدى قصص "ألف ليلة وليلة" ولكن في الكتاب المقدّس لليهود...