لماذا نعترف للكاهن ولا نعترف لله مباشرة ؟
الأعتراف لله هو التوبة وعهد بألا يفعل الخطية مستقبلاً .. لكن ... ماذا عن خطايا الماضى؟ فهذا بدم المسيح يغفر ودم المسيح على الم والكاهن هو من له السلطان أن يتعامل مع دم المسيح فى سر التناول لذا نعترف بخطايانا للكاهن والكاهن على الم بصلى ياالله الذى قبل أعتراف اللص اليمين على الصليب أقبل أعترافات شعبك .... وهذا بالسلطان الذى أعطاه السلطان للكهنة و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس
20: 23 من غفرتم خطاياه تغفر له و من امسكتم خطاياه امسكت "انجيل يوحنا
الله عندما أراد أن يرسل كلامه لشعب اسرائيل أختص موسى وكلمه وموسى كلم الشعب... كان يمكن أن يكلم الله الشعب مباشرة دون أن يستخدم موسى.... وفى معجزة أشباع الجموع بعد أن صنع يسوع هذه المعجزة العظيمة كان يمكن أن يصنع معجزة أصغر وهى أن يجعل الطعام أمام كل فرد لكن أستخدم التلاميذ فى توزيع الطعام... بارك وأعطى التلاميذ والتلاميذ أعطوا الجموع.... هذه طريقة الله بأن يختص أناس لتقديم البركات... أختص هرون وليس غيره لعمل الكهنوت ومن عمل الكهنوت من غير الكهنة عوقب ..
لماذا نتجاهل دور الكهنوت وهو معطي من الله.. معلمنا بولس قال ولا ياخذ هذه الوظيفة الا المدعو من الله كما هارون.. الرب يسوع بنفسه دعى تلاميذه الرسل واعطاهم سلطان الربط والحل.. ولم يعطي لجميع المؤمنين به.. حتى ان فيلبس كان كثيرون يؤمنون عن طريقه.. وكان يستدعي بطرس ويوحنا الحبيب لكي يعمدوهم بالروح القدس.. لو اعطي لاحد كان بالاولي فيلبس.. التلاميذ الرسل اعطوا هذا السلطان للبطاركة من بعدهم.. والبطاركة يعطون هذا السلطان للكهنة ليعملوا كوكيل اسرار الله.. والكثيرون لا يفهمون عمل الكاهن.. لابد من الاعتراف على يد كاهن.. ليس كما يفهم البعض خطا ان الكاهن هو من يغفر الخطايا.. هذا مفهوم خاطيء .. ولكن لان الكاهن يصلي من اجل الخاطي .. كما يقوم بنقل خطية المعترف الى الصليب .. وفي القداس الالهي.. كما الكاهن بوضع الصليب على الحمل.. اي ينقل الخطية لحساب المسيح.. اذا لم تعترف على يد كاهن.. من ينقل خطيتك الى الحمل(جسد المسيح) .. ومن يصلي من اجلك ليغفر لك الله خطيتك.. نرجوا ان نتمسك بما تسلمناه من الاباء الرسل..
غالبية الذين يرفضون الإعتراف على كاهن يكون ذلك بسبب الخجل والكبرياء ولكن لابد من كسر الكبرياء. وإذا كنا نخجل من إنسان خاطئ مثلنا فماذا نفعل أمام الله القدوس
الكاهن معلم وهو الذي يحدد الخطية ونوعها. ولو ترك الإنسان ليعترف أمام الله، ربما يجهل أن بعض الأمور خطأ فلن يعترف بها ويبتلعها ضميره الواسع. والعكس فهناك ضمير موسوس يعتبر أشياء صحيحة أنها خطايا والكاهن يرشده فمن فم الكاهن تؤخذ الشريعة.
الكاهن يصف العلاج سواء بالنصح والإرشاد أو بإعطاء التحليل من خطاياه فيخرج المعترف بنفس مستريحة من الخطايا التي غفرت. والله أعطى هذا السلطان. "من غفرتم له خطاياه غفرت ومن أمسكتموها عليه أمسكت" (يو21:20-23) ولاحظ أن هذا السلطان للكهنة فقط. أما لبقية الناس فيقال: "إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلاتكم" (مت15:6) ولو كان قول السيد "من أمسكتموها عليه أمسكت" لكل الناس فسيكون هناك تعارض بين هذا القول وبين (مت15:6). ولو كان قول السيد "من أمسكتموها عليه أمسكت" هو لفئة خاصة (الرسل وخلفائهم) يكون أيضًا سلطان المغفرة "من غفرتم له خطاياه غفرت" هو للرسل وخلفائهم من الكهنوت.
أيضًا الإعتراف على كاهن ليسمح للمعترف بالتناول
إذًا فالله هو الذي أمر بالإعتراف للكهنة كوكلاء عنه يمارسون توصيل نعمته للناس.
- ليس الكاهن الذى يغفر بل الروح القدس الذي أخذه الكاهن عند سيامته عندما ينفخ الأسقف في فمه ويقول "إقبل الروح القدس" فيقول الكاهن "فتحت لى فمًا وإجتذبت لى روحا" (مز 119). وهذه النفخة مأخوذة من السيد المسيح لتلاميذه عبر الأساقفة خلفاؤهم ( يو20: 22). لذلك ففى صلاة التحليل التي يصليها الكاهنيقول "يكونون محاللين من فمى بروحك القدوس". وهذا نفس ما ردده السارافيم لإشعياء النبى بعد أن مس شفتيه بالجمرة من على الم "هذه قد مست شفتيك، فإنتزع إثمك، وكفر عن خطيتك" (إش6: 1–7). فالذي غفر هو الله والجمرة رمز لجسد المسيح المتحد بلاهوته في الإفخارستيا. والسارافيم يعلن الغفران والتطهير لإشعياء.
- بنفس الأسلوب يعترف الخاطئ للكاهن فإن وجده مستحق يصلى له التحليل، وبهذا فالكاهن يعلن الغفران ولكن الروح القدس هو الذي يغفر بإستحقاقات دم المسيح. ولاحظ أن الكاهن يقول للمعترف الله يحاللك وليس "أنا قد غفرت لك أو أنا قد حاللتك".