رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس ولادته وسيرته: ولد القدّيس اسبيريدون في العام 270م ورقد في العام 348م. عاش في جزيرة قبرص. احترف رعاية الأغنام وكان على جانب كبير من البساطة ونقاوة القلب. وإذ كان محبّاً لله، نما في حياة الفضيلة، محبةً للقريب ووداعةً وخفراً وإحساناً واستضافةً للغرباء. كلّ من أتى إليه زائراً كان يستقبله، على غرار إبراهيم خليل الله، وكأنه المسيح نفسه. الإنجيل، بالنسبة إليه، كان سيرة حياته لا كلاماً إلهياً وحسب. كان لا يردّ محتاجاً. كل محتاج كان يجد عنده تعزية ولو يسيرة. قيل إنه اعتاد أن يستودع نقوده صندوقاً مفتوحاً كان لكل محتاج وصول إليه. لم يهتمّ أبداً بما إذا كان صندوقه فارغاً أو ممتلئاً. هذا في نظره كان شأن ربّه. هو المعطي في كل حال ونعم الوكيل! كما لم يكن ليسمح لنفسه بالحكم على المقبلين إليه إذا كانوا محتاجين بالفعل أم لا، مستحقّين أو غير مستحقّين. |
19 - 09 - 2016, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
ذكر عنه المؤرّخ سوزومينوس، في مطلع القرن الخامس الميلادي، أن زمرة من اللصوص حاولت سرقة بعض من أغنامه ليلاً فمنعتها يد خفيّة وسمّرتها في مكانها. ولمّا أطلّ الصباح واكتشف القدّيس اسبيريدون اللصوص، وعظهم وصلّى عليهم وحلّهم من رباطهم وأطلقهم بعد أن زوّدهم بأحد كباشه. قال لهم أنهم تكبّدوا من المشاق ما لم تكن له ضرورة لأنه كان بإمكانهم أن يحصلوا على ما يريدون دون ارتكاب خطيئة قاسية كالتي ارتكبوها ودون تعريض أنفسهم للهلاك؛ فقط بمجرد السؤال. لو طلبوا منه لأعطاهم!
هذا وتفيد الشهادات أن القدّيس اسبيريدون تزوّج ورزق ابنة وحيدة اسمها سلام (ايريني). فأمّا زوجته فرقدت بعد سنوات قليلة من زواجه، وأمّا ابنته فتبتّلت إلى أن رقدت في الرّب وأبوها حي يرزق. |
||||
19 - 09 - 2016, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
صومه:
يذكر، وفق ما أورد سوزومينوس، أنّه كانت للقدّيس عادة أن يمسك وعائلته عن الطعام أياماً في الصوم الفصحي ولا يتناول منه شيئاً. وقد كان يحدث أن يمرّ به غريب أضنته أتعاب السفر، فكان رجل الله يستضيفه برأفة وفرح ويعّد له طعاماً يتقوّى به. وإذا لفته الضيف إلى أنه مسيحي وأن عليه أن يحفظ الصيام، كان القدّيس يخفّف عنه مؤكداً أنّه ليس في الطعام ما ينجّس وأن للصوم استثناء. |
||||
19 - 09 - 2016, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
أسقيقته ومساعدته للفقراء:
ذاع اسم القدّيس اسبيريدون في قبرص ذيوعاً كبيراً. فلما رقد أسقف تريميثوس، المدينة الصغيرة القريبة من السلامية، عند شاطئ البحر، وقع اختيار المؤمنين بالإجماع عليه رغم أن ثقافته بالكتب كانت متواضعة. ولم تغيّر الأسقفية من طريقة عيش القديس شيئاً لأنه استمرّ راعياً للأغنام، فقير اللباس، لا يمتطي دابة بل يسير على قدميه، ويعمل في الفلاحة. لكنه، منذ أن تسقّف، التزم مهامه الرعائية بجد كبير ومواظبة وإخلاص. كانت أبرشيته صغيرة جداً والمؤمنون فيها فقراء، لكنهم غيارى على الإيمان. لم يكن في المدينة الصغيرة من الوثنيين غير قلّة قليلة. وقد جرى القدّيس على قسمة مداخيله إلى قسمين: قسم درج على إعطائه للفقراء، وقسم تركه لكنيسته وأهل بيته وإقراض الناس. لم يعتد أن يحمل همّ الغد. يكفي اليوم شرّه ويرسل الله غداً ما لا تعلمون! هذا كان عنوانه في تعاطيه والمحتاجين. |
||||
19 - 09 - 2016, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
مرحلة الإضطّهاد: لما أثار الإمبراطور الروماني مكسيميانوس غاليريوس اضطهاداً على المسيحيّين لحق القدّيس اسبيريدون نصيب منه. فقد ذُكر أنّه نتيجة اعترافه بالمسيح فقد عينه اليمنى وقطع المضطهدون أوصال يده اليسرى وحكموا عليه بالأشغال الشاقة في المناجم. |
||||
19 - 09 - 2016, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
غيرته الإيمانيّة: لم تكن العلوم الإنسانية مألوفة لقدّيس الله لكنّه كان يعرف الكتاب المقدّس جيّداً. وإذ حدث، مرّة، أن التقى أساقفة قبرص معاً قام فيهم تريفيلوس، أسقف "لادري"، واعظاً. تريفيلوس، حسبما أورد القديس إيرونيموس، كان أبلغ خطباء زمانه. فلما عبر بالقولة الكتابية "قم احمل سريرك وامش" استعمل عوض لفظة "سرير" الكتابية باليونانية لفظة أخرى متأنّقة لعلّه حسبها أفصح من الأولى وأدق وأوفق. فاستهجن قدّيس الله فعلته وأن يُظن أنه يضيف بذلك نعمة إلى بساطة الكلام الإنجيلي، فوقف سائلاً معترضاً إذا كان الواعظ يعرف اللفظة الموافقة أكثر من الرسول نفسه، صاحب الإنجيل؟ |
||||
19 - 09 - 2016, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
اشتراكه في المجمع المسكوني الأوّل: ثم إنه قيل إن القدّيس اسبيريدون اشترك في المجمع المسكوني الأوَّل الذي انعقد في مدينة نيقية، سنة٣٢٥م، بناء لدعوة قسطنطين الملك. فلمّا حضر كان بهيئة راعي غنم وله صوف الخروف على كتفه، بعين واحدة ويده اليسرى ملتوية ولحيته بيضاء ووجهه مضيء وقوامه قوام رجل صلب على بساطة أخّاذة، فلم يكن من الإمبراطور والموجودين إلاّ أن وقفوا له إجلالاً بصورة عفوية. وقد جاء في التراث أن القدّيس اسبيريدون أفحم أحد الفلاسفة الآريوسيّين في المجمع. لم يفحمه بقوّة الكلام، بل بالبساطة وبرهان الروح القدس فيه. وكان من نتيجة ذلك أن عاد الآريوسي عن ضلاله. |
||||
19 - 09 - 2016, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
مخاطبة القدّيس لابنته الراقدة:
قرابة ذلك الوقت رقدت ابنته سلام (إيريني). وكان أحد العامة قد استودعها غرضاً جزيل القيمة، ربما كان ذهباً، فخبّأته في مكان آمن لا يدري به أحد غيرها. فلما كاشف الرجل قدّيس الله بالأمر فتّش له عنه فلم يجده. وإذ كان العامي حزيناً وبدا في حال التأثر العميق، تحرّك قلب القدّيس شفقة عليه فذهب، وفق شهادة المؤرّخين الكنسيّين سقراط وسوزومينوس، إلى قبر ابنته ودعاها بالاسم وسألها عن المكان الذي خبّأت فيه الأمانة. فأجابته ودلّته على المكان بدقّة. فذهبوا وفتّشوا فوجدوه حيث قالت لهم. |
||||
19 - 09 - 2016, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
عجائب أخرى:
هذا وتنسب للقدّيس اسبيريدون عجائب كثيرة قيل إنه اجترحها واستأهل بسببها لقب "العجائبي". - من ذلك أن امرأة فقيرة، غريبة اللسان، جاءته بابنها ميتاً وألقته عند قدميه، فصلّى عليه، فأقامه الرب الإله بصلاته من الموت. - ومن ذلك أنه أبرأ قسطنديوس قيصر، ابن قسطنطين الكبير، إثر مرض عضال ألمّ به وهو في أنطاكية. وبعدما تمّ شفاؤه نصحه القدّيس بأن يحذر على صحة نفسه بالأولى، لأنه كان آريوسي النزعة، وأن يرأف بعباد الله. |
||||
19 - 09 - 2016, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس اسبيريدون العجائبي أسقف تريميثوس
- ومن ذلك أنه استنزل المطر بعد قحط، مرة، وأوقفه بعد وفرة مرة أخرى.
- ومن ذلك أنه حوّل حيّة إلى ذهب محبة بفقير، ثم بعد قضاء الحاجة أعاد الذهب حيّة. - ومن ذلك أنه كان علاماً بالقلوب يحرّك النفوس برأفته إلى التوبة. مثل ذلك أن امرأة زانية دنت منه تروم لمسه فلم يأنف منها ولا صدّها، بل رمقها بنظرة حنان حزيناً عليها فنفذت نظرته إلى أعماقها، فألقت بنفسها، بصورة عفوية، عند قدميه وغسلتهما بدموعها معترفة بخطاياها، فأقامها وهو يقول لها، على مثال المعلم: "مغفورة لك خطاياك! اذهبي بسلام ولا تخطئي بعد!". - ومن ذلك أنه خرج مرة إلى كنيسة منعزلة أهملها المؤمنون، وشاء أن يقيم فيها الذبيحة الإلهية. لم يشعل الخدّام في المناسبة إلا مصابيح قليلة لأنهم قالوا لم يحضر من الناس غير أفراد قلائل. ولكن ما إن انطلقت الخدمة حتى بدا أن الحاضرين أكثر بكثير مما كان منظوراً، وجلّهم كان لا من البشر بل من الملائكة. فما أن استدار الأسقف باتجاه الشعب وأعطى السلام: "السلام لجميعكم!" حتى صدحت في الكنيسة أصوات الملائكة مجيبة: "ولروحك أيضاً!". على هذا النحو استمر القداس الإلهي: القديس يؤمّ الخدمة والملائكة تجيب. أمّا قناديل الزيت فامتلأت زيتاً وأضاءت بالأكثر |
||||
|