رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيها الألم الألم! لقد قيل لك: "كلما تعرضت لخبرة أليمة، يظهر أمامك طريقان. إما طريق الإنجراح أو طريق الحكمة. وفي كلتا الحالتين، القرار قرارك في اتخاذ الطريق المناسب." أما أنا فأقول لك: إذا تعرضتَ لخبرة أليمة، تألمْ دون أن تفكر لماذا تتألم! فالتفكير في الألم هو قمة المأساة. لا توجد حكمة في التألم. فأي حكمة تستمدها من الظلم والقهر والعبودية! إنما الحكمة تكمن في السبب الذي يقبع خلف تألمك. إذا كان السبب سامياً، سترى سلّم يعقوب أمامك. وإذا كان السبب نفسياً، سترى نفسك مع يونان النبي في بطن الحوت وإذا كان السبب اجتماعياً، سترى نفسك مع المرأة الخاطئة، وهي تقفز نحو قدمي يسوع. وإذا كان السبب روحياً، فسترى نفسك مع بولس الرسول، مندهشاً أمام تساقط القشور عن عينيه. الألم رحم مريض، ولكن بمقدوره أن يحوي جنيناً صحيح الجسد والنفس والروح. العالم رحم مريض، ولكن حبلك السري مربوط بالسماء، فلا تخف من المرض المحيط بك! اذا استطعت أن تنمو في هذا الرحم دون المرض، ستصبح قادراً على القفز في رحم الكون المقدس. إنها ليست مسألة حكمة بل اصغاء لمن يحبك بكل جوارحه. إنه الله، جل جلاله، المعزي في الحزن، المناصر في الكرب، الحنّان في الألم، الوهّاب في القحط، الشافي في المرض، الفادي في المحن. عشّ متألماً متأملاً ... والباقي يُزاد لك! |
|