|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مساءٌ وصباح عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم ( مز 30: 5 ) في أول أصحاح من الكتاب المقدس نقرأ ست مرات التعبير "وكان مساء وكان صباح". فالمساء لا بد أن يعقبه صباح. والمساء يتكلم عن الأحزان والدموع، والصباح يتكلم عن الأفراح والترنم. وهذا قد انطبق على الرب يسوع في آلامه وموته، ثم في قيامته وأمجاده. ففي جثسيماني نراه في ظلمة الليل كمسكين قد أعيا وأوهن الحزن قواه. وفي المحاكمة نراه كرجل الأحزان يتعرض لكل أنواع الهوان. وفي الجلجثة وسط ساعات الظلام يحتمل غضب العدل الإلهي الرهيب. وأخيراً مات ودُفن في القبر. لكنه قام في الصبح المُنير. ونراه بعد القيامة يُنير الظلام ويُشيع السلام. يسبح في وسط أحبائه. لقد كان بحق "في الصباح ترنم". وهذا الاختبار قد انطبق أيضاً على المريمات والتلاميذ الذين عايشوا أحداث الصليب والموت. لقد أظلمت الدنيا في أعينهم وباتوا في ليل كئيب وقد ملأت الدموع عيونهم. لكن الرب المُقام قد حوَّل المساء إلى صباح، وحزنهم إلى أفراح. لقد كفكف دموع مريم المجدلية، وألهب قلبي تلميذي عمواس إذ أحيا الرجاء فيهما، وشجع التلاميذ في العُلية قائلاً "سلام لكم"، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب. ونحن في الفترة الحاضرة في ليل غياب الرب عنا، وفي ليل تغربنا عنه، فإن التجارب والأحزان تحني نفوسنا وتُبكينا. لكن الرب الصالح يخلصنا ويقودنا من وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه. يمسح دموعنا ويعزي قلوبنا. فنختبر أن "في الصباح ترنم". ويستمر الحال هكذا حتى يأتي الصباح البهيج المُنتظر عندما يُشرق كوكب الصبح المُنير وينهي ليل المساء ويأتي المسيح لنا في السحاب ويُدخلنا إلى بيت الآب. وفي النهار الأبدي نُساكن الحبيب. وذات الاختبار سينطبق على البقية التقية مُستقبلاً إذ سيبكون وينوحون في ليل الضيقة العظيمة، ويتوقون إلى بزوغ الصباح. ويسألون: "ما من الليل"؟ فيُجيب الحارس: "سيأتي صباح وأيضاً ليل". إن ظهوره لهم ومجيئه "يقين كالفجر". وهذا سينهي ليل الأحزان، ويكون في الصباح ترنم، وستعم البهجة كل الخليقة. |
|