الشهيد بابيلا أسقف أنطاكية وتلاميذه الثلاثة
أثناء الاعتقال كان مع القدّيس ثلاثة أولاد (١٢،٩،٧سنة)، فسأله الامبراطور من هم هؤلاء الأولاد؟ فأجابه القدّيس: "هم أولادي الروحيّين، وقد ربيّتهم على التقوى، وأعطيتهم أصول الإيمان المسيحيّ، وأضاف:" داخل هذه الأجسام الصغيرة رجال عظماء بالإيمان، امتحنهم وسترى".
هو أوّل قدّيس في تاريخ الكنيسة مذكور أنّه تم نقل رفاته للتبرّك
جاء* في* كتاب* *«تاريخ* الكنيسة*»* لأفسافيوس* القيصري (٣٤٠م) ما يلي:
يفيد* بعض* المصادر* أن* الإمبراطور* الروماني* فيليبس،* لما* كان* مسيحيًّا،* رغب،* ليلة* الفصح،* أن* يشترك* مع* الجموع* في* صلوات* الكنيسة،* فمنعه* الأسقف* بسبب* كثرة* الجرائم* التي* ارتكبها* ما* لم* يُدلِ،* أولاً،* باعتراف* صريح* بخطاياه،* ويدخل* في* عداد* التائبين*.
فما* كان* من* الإمبراطور* سوى* أن* أذعن* للحال*.
لا* نعرف* الكثير* عن* بابيلا* .ولعلّه* تبوأ* عرش* أسقفية* أنطاكية* في* العام* 237* خلفًا* لزابينوس،* فأضحى* الأسقف* الثاني* عشر* على* المدينة* العظمى* بعد* القدّيس* بطرس* الأوّل* .ويقال* أن* أسقفيته* امتدّت* ثلاثة* عشر* عامًا،* أيّام* الأباطرة* الرومان* غورديانوس* وفيليبس* العربي* وداكيوس*.
فأمّا* فيليبس* فكان* من* بلاد* حوران،* من* قرية* قريبة* من* مدينة* بصرى*. ويبدو* –* حسبما* يشير* بعض* المصادر* القديمة* –* أنّه* كان* وزوجته* سفيرة* مسيحيين*.
لكن* هذا* لم* يكن* بحال* دليلاً* على* سيرة* طيبة* سارها* في* حياته،* لأن* فيليبس* كان* عسكريًّا* وصوليًّا* لا* يتورّع* عن* القتل* والتآمر* لينال* مبتغاه،* وأخبار* جرائمه،* كانت* على* كلّ* شفّة* ولسان*.
وهذا* ما* حدا* بالأسقف* بابيلا* إلى* الوقوف* في* وجهه،* ومنعه* من* دخول* الكنيسة* ما* لم* يعترف* بخطاياه* ويتب* عنها.
ذكر* بابيلا* عدد* من* آباء* الكنيسة* بإكبار* عظيم،* لاسيّما* القدّيس* يوحنا* الذهبي* الفم* الذي* قال* عنه* إنّه* كان* رجلاً* عظيمًا* وعجيبًا* .*وقد* قال* عنه* أيضًا*:* هل* هناك* إنسان* في* العالم* كان* يمكن* لبابيلا* أن* يخشاه،* بعدما* وقف* في* وجه* الإمبراطور* بمثل* هذا* السلطان؟* لقد* لقّن* الملوك،* بذلك،* درسًا* أن* لا* يحاولوا* بسط* سلطانهم* إلى* أبعد* من* القدر* المسموح* به* من* الله،* كما* أعطى* رجال* الكنيسة* مثلاً* كيف* ينبغي* أن* يستعملوا* السلطان* المعطى* لهم*.
أما* استشهاد* بابيلا* فيظن* أنه* كان* هكذ* :افي* العام* 249* للميلاد* فتك* داكيوس* بفيليبس* قيصر* .ثم* في* العام* م250* باشر* حملة* اضطهاد* للمسيّحيين،* فقبض* جنوده* على* بابيلا* وطرحوه* في* السجن* حيث* قضى،* نتيجة* المعاملة* السيئة* التي* لاقاها*.
ويقال* أن* بابيلا* طلب* قبل* موته* أن* تلقى* السلاسل* معه* في* القبر* لأنّه* اعتبرها* أداة* لانتصاره*.
وقد* بنى* المسيحيون* كنيسة* فوق* ضريحه*.
وإلى* جانب* بابيلا* يذكر* التقليد* استشهاد* ثلاثة* أولاد* أخوة* كان* لهم* بمثابة* أب* :أوربانوس12* سنة،* وبرلدان* - بريليديانوس* 9* سنوات،* وهيبولينوس* 7* سنوات،* وأمّهم* أمة* الله* ثيودولا*.
وبعد استشهاد بابيلا بحوالي مئة عام، وبالتدقيق في السنة 351، كان غالوس قيصر، شقيق يوليانوس الجاحد، مقيما في انطاكية، وهو أمير تقي ورع، يكرم القدّيسين الشهداء على نحو مميّز. هذا أقلقه ان في " دفني"، وهي ضاحية من ضواحي انطاكية، هيكلا وثينا فيه تمثال لأبولون شاع بين الناس انه يتنبأ بالمستقبلات، وأحدث بلبالا، لا سيما بين المؤمنين، ليس بقليل. واذ رغب غالوس قيصر في تطهير تلك الناحية من أعمال الشيطان وممارسات اللهو والفجور، اقام، مقابل هيكل ابولون، كنيسة نقل اليها رفات القدّيس بابيلا. وللحال خرس شيطان التمثال ولم يعد يسمع له صوت، واختشى الناس واستشعروا.
وبقين الحال على هذا النحو الى أن جاء يوليانوس الجاحد الى انطاكية في العام 362 راغباً في كلمة نبوءة بشأن حربه ضد الفرس. واذ وجد تمثال أبولون صامتا، قام بذبح مئات الحيوانات وتقديمها على مذبح الوثن راجيا أبولون أن يعود الى سابق نبوءاته، أو على الأقل، ان يقول لماذا توقّف عن الكلام. فلم يشأ الشيطان أن يذكر رفات القدّيس بابيلا بالاسم، بل اكتفى بالقول أن في "دفني" جثثا كثيرة ينبغي ابعادها اولا حتى يعود "ابولون" الى الكلام. ففهم يوليانوس ان المقصود هو القدّيس بابيلا، في الجوار. فأمر المسيحيين أن يخرجوا رفات القدّيس من المكان. وما ان فعلوا حتى ضربت صاعقة الهيكل الوثني فأضرمت فيه النيران. ثم تبعت الصاعقة هزّة ارضية دكت ما تبقى من الجدران فأحالتها كومة من الحجارة.
تعيّد له كنيستنا الأرثوذكسية في الرابع من شهر أيلول، والكنيسة اللاتينية في 24 كانون الثاني
طروبارية باللحن الرابع
صرتَ مشابهاً للرسل في أحوالهم وخليفةً في كراسيهم، فوجدت بالعمل المرقاة إلى الثاوريا، أيها اللاهج بالله، لأجل ذلك تتبعت كلمة الحق باستقامة وجاهدت عن الإيمان حتى الدم أيها الشهيد في الكهنة بابيلا، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
قنداق باللحن الرابعأيها الشهيد في الكهنة بابيلا، لقد وضعت في قلبك عظائم الإيمان وحفتها، فلم تجزع من المغتصب، فلذلك احفظنا يا خادم المسيح.