رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشاهد الدم تقتل إحساس المصريين وتصيبهم بتبلد المشاعر
بدو أن مشاهد الموت في مصر أصبحت أمرا معتادا منذ ثلاث سنوات ما جعل ردود الفعل فاترة تفوح منها رائحة عدم الاكتراث، ولذلك لم يعد الجمهور يبالي أثناء مباراة الزمالك وإنبى بما يجرى على أسوار الاستاد التي تلطخت بدماء المشجعين من أعضاء "وايت نايتس"، بل لم يبال المصريون وهم يتبارون لتداول صور أمناء الشرطة وهم يعبثون بجثة أحد الموتي في مشرحة زينهم ويضعون في فمه السيجار، أو لمشاهدة فيديو حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، ما جعلنا نتساءل: لماذا أصبحت مشاهد الدم على بشاعتها معتادة لدى المصريين؟! وأكدت كريمان عبد الرحمن، إحدى مشجعات نادي الزمالك، أن المشكلة لم تعد مسألة زمالك أو غيره، بل أصبحت أرواحًا نريد أن تعرف من المسئول عن اغتيالها، قائلة: الناس كلها أمبارح على الفيس بوك ومواقع التواصل زعلانين مع أن في ناس كتير مش فارقه معاهم أي حاجة. وأشارت منار عبد الهادي، إلى أن الفكرة لم تعد فكرة الدم أو الموت، بل أصبحت فكرة تبلد عام لمشاعر الشعب المصري، فكلنا نعاني من هذا التبلد العام، نسمع عن موت شهداء في سيناء فلا نتحرك، نسمع عن موت ولادنا في الاستاد فلا نتحرك، فلقد أصبحت لدينا حالة برود عامة تجاه كل ما يخص بلدنا وهنا تكمن المشكلة. بينما يرى أحمد سعداوي، مواطن، أن تلك الحالة ليست حالة تبلد كما يروج الكثيرون، بل نوع من أنواع عدم الاكتراث لأن الأحداث أصبحت كثيرة، فهنا انفجار وهنا أحداث وهنا اشتباكات، وبالتالي لا يمكن أن يحتمل أي شخص كل هذا، فيضطر آسفًا إلى الاستغناء عن كل ما له علاقه بالبلد لأنه لا يقدر على فعل أي شيء، فيبدأ بعدم الاكتراث، مع أنه من داخله يحب هذا البلد جدا. وقال الدكتور وائل أبوهندي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق: إن حالة اللا مبالاة التي أصبحنا نستقبل بها الحوادث الكبرى، ترجع إلى تكرار حوادث القتل ولأن المواطن لديه إحساس بالعجز وعدم الرضا عما يحدث والقلق من المستقبل. واعتبر الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أنه من الطبيعى أن نكون على هذه الحالة من اللامبالاة خصوصا وأن مصر في ظروف حرب مع الإرهاب، والإخوان مارسوا من خلال قنواتهم عملية من الشيطنة جعلت القتل أمرًا طبيعيا وهو ما زاد من سخونة الموقف. وأضاف أن كرة القدم رياضة يحيط بها العنف على مستوى العالم، ولكن في مصر الوضع مختلف؛ لأن الإقليم نفسه أصبح يعانى بشدة من الإرهاب، وأن ما حدث يفيد الإرهاب أكثر من أي شيء خصوصا مع وجود ثلاثة أحداث هامة في مصر منها المؤتمر الاقتصادي في مارس والانتخابات البرلمانية. نقلا عن البوابة نيوز |
|