منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 10:08 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

وهذه الأصنام، يمكن تسميتها بالإجمال " أصنام الآباء ".

قرَّرَ يعقوب أخيرًا أن يترك بيت خالهِ " لابان "، ويعود إلى أرض آبائه، إسحق وإبراهيم، ولكن قبل ٱنطلاقه برفقة زوجتيه ليئة وراحيل وأولاده وجارياته، سرقت راحيل أصنام أبيها..



" فقامَ يعقوب وحمل أولاده ونساءَه على الجمال، وساقَ كل مواشيه وجميع مقتناه الذي كان قد ٱقتنى... وأما لابان فكانَ قد مضى ليجزّ غنمه، فسرقت راحيل أصنام أبيها... والآن أنتَ ذهبتَ لأنكَ قد ٱشتقتَ إلى بيت أبيك، ولكن لماذا سرقت آلهتي؟ فأجاب يعقوب وقال للابان: إنِّي خفت لأني قلت لعلك تغتصب ٱبنتيك منِّي، الذي تجد آلهتك معه لا يعيش، قدام إخوتنا ٱنظر ماذا معي وخذه لنفسك، ولم يكن يعقوب يعلم أنَّ راحيل سرقتها، فدخلَ لابان خباء يعقوب وخباء ليئة وخباء الجاريتين ولم يجد، وخرج من خباء ليئة ودخل خباء راحيل، وكانت راحيل قد أخذت الأصنام ووضعتها في حداجة الجمل وجلست عليها، فجسّ لابان كل الخباء ولم يجد " (تكوين 31 : 17 – 34).



لا يبدو أنَّ راحيل أرادت الانتقام من أبيها، من خلال سرقة أصنامه، أو الاستفادة المادية منها، وإلاَّ لكانت قد سرقت أشياء لها قيمة.. ولكن يبدو أنها سرقتها لتعلقِّها بهذه الأصنام، وفي مُطلق الأحوال، فنحنُ سنتأمل بالمغزى الروحي لهذه القصة كما قادني الروح القدس، لكي نتعلَّم معًا الدرس الذي أراد الرب أن يُعلِّمنا إياه..

ليسَ موضوع تأملنا الأصنام المادية بحد ذاتها، بل المعنى الروحي لهذه الأصنام..

أصنام بيت الآباء والأجداد..

عادات وتقاليد وقيود نكتسبها طيلة مدة حياتنا في بيت آبائنا، تتأصل فينا على مر السنين، وعندما نختبر خلاص الرب، ونُصبح من عائلة الله، غالبًا ما تستمر هذه العادات والتقاليد والقيود في حياتنا، نسرق معنا أصنام آبائنا، ومرارًا كثيرة نجلس عليها ونتمسك بها ونرفض أن نتخلَّى عنها، سواء عن إدراك أو عدم إدراك..

وخطورة هذه الأصنام أنَّها تستولي على قسم من القلب وتتربَّع عليه، فنتعلَّق بها أول الأمر، لتعود من بعدها وتستعبدنا، وتجعلنا نسجد لها، وبالمقابل كلما نَمَوْنا في العلاقة مع الرب، كلما ٱزدادَ عمل وإلحاح الروح القدس في حياتنا، لكي يُحررنا من هذه الأصنام، إلى أن يأتي اليوم الذي نقف فيه، وننزع هذه الأصنام ونحطمها ونرميها كلها.. إن أردنا !!!



أحبائي: لا نضل.. الرب يُريد كل القلب، ولا يُريد شريك معهُ في هذا القلب، إلهنا إله غيور..

من العهد القديم.. ومن العهد الجديد.. نتأمل:

" ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك، لكي تُحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، لتحيا " (تثنية 30 : 6).

" يا مُعلّم أيَّة وصية هي العُظمى فـي الناموس؟ فقالَ لهُ يسوع: تُحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك ".

(متى 22 : 36 – 40).



ويختن الرب إلهك قلبك..

هل تعلم ما هوَ الختان؟ إنَّهُ ببساطة قطع أو بتر جزء مُعيَّن.. هذا في العهد القديم..

أمَّا في العهد الجديد، فهوَ ختان يُجريه الروح القدس للقلب، كما يقول بولس الرسول:

" ... وختان القلب بالروح لا بالكتـاب هوَ الختان، الذي مَدْحهُ ليسَ من الناس بل من الله " (رومية 2 : 29).

بحيث ينتزع الروح منهُ ما لا يُوافق مشيئة الآب في حياة أولاده، وأهمها الأشخاص أو الأمور أو الأشياء التي تحتل مكانًا في قلبنا، أمورًا تأخذ قسمًا من قلبنا، فلا يكون القلب كلهُ للرب، لأنَّ الرب يقول: نُحبِّهُ من كل.. كل.. كل القلب، وليسَ 90% من القلب ولا حتَّى 99.99% من القلب، بل 100%، وهذا ليسَ ٱحتكارًا نفعيًا، بل دومًا هوَ لخيرنا، وأهم الأمور التي تتربَّع على قلوبنا وتأخذ قسمًا من القلب هيَ الأصنام.. أصنام الآباء التي نسرقها من بيت آبائنا لكثرة تعلقنا بها، ونجلس عليها، علَّنا نخفيها عن الرب، وننسى أنَّ لا شيء يُخفى عنهُ، فكل شيء مكشوف وعريان أمامه، لأنهُ فاحص القلوب ومختبر الكلى..

ولاحظ معي دقَّة الوحي وكلمة الله، إذ تقول:

يختن الرب قلبك.. لكي تستطيع أن تحبه من كل القلب..

بما معناه، أنَّهُ دون الختان، لن تتمكَّن من محبة الرب 100% كما يريد..

دون نزع الأمور التي تُقاسم الرب محبتك الكاملة، لن تستطيع أن تكون لهُ بالكامل !!!



" ٱسمعي يا بنت، وٱنظري وأميلي أُذنك، وٱنسي شعبك وبيت أبيكِ، فيشتهي الملك حُسنك، لأنَّهُ هوَ سيدك فٱسجدي له " (مزمور 45: 10 – 11).



نحنُ عروس المسيح.. وعندما نُخطَب للمسيح.. ينبغي أن ننسى شعبنا وبيت أبينا، وهل المقصود المعنى الحرفي، أي أن نترك أهلنا ولا نعود نزورهم ونتكلم معهم؟

بالطبع لا.. بل المقصود أن ننسى التقاليد والعادات والخطايا والقيود التي تأصلت فينا قبل أن نُخطب للمسيح.. أن لا نسرق أصنام بيت أبينا كما فعلت راحيل، ونجلس عليها متمسكين بها، ونجعلها تحتل قسمًا من قلوبنا، وتنافس الرب في ملكيته لكل القلب.. وعندما نفعل ذلكَ تقول الكلمة.. يشتهي الملك حُسننا، لأنَّهُ هوَ سيدنا ولهُ وحده ينبغي السجود، وليسَ للأصنام الذي تعلَّق قلبنا فيها على مر الأيام، وصارت جزءًا من حياة البعض منَّا..



نحنُ عروس المسيح، وبولس يقول لنا:

" أيها الرجال أحبوا نساءَكم، كما أحبَّ المسيح أيضًا الكنيسة، وأسلمَ نفسه لإجلها، لكي يُقدسها مطهِّرٍا إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب " (أفسس 5 : 25 – 27).

أسلمَ الرب نفسهُ، لكي يُقدِّسنا ويُطهِّرنا بكلمته، وهذا ما يفعلهُ معنا في هذا اليوم، لكي يُحضرنا إلى نفسه عروس مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن، عروس أسلمت نفسها للروح القدس لكي يختن قلبها من كل أصنام بيت الآباء، عروس قرَّرت أن تنسى شعبها وبيت أبيها، لكي تُفرح قلب الملك، فيشتهي حسنها وجمالها..



لقد ذكرنا أنَّ إلهنا إله غيور، والكلمة تقول:

" أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية، لا يكن لك آلهة أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا... لا تسجد لهنَّ ولا تعبدهنَّ، لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء، وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يُبغضونني، وأصنع إحسانًا إلى ألوف من محبيَّ وحافظي وصاياي " (تثنية 5 : 6 – 10).

لا تصنع لكَ تمثالاً منحوتًا.. لا يكن لكَ أصنامًا.. لا تسرق أصنام بيت أبيك وتأتي بها إلى بيتك الجديد الذي أعطاك إياه الرب عندما قبلتهُ مخلِّصًا شخصيًا لحياتك.. لأنَّ إلهك إله غيور، يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء.. ليسَ في الأبناء الذين يتركون أصنام آبائهم، ويقفون ضدَّها، ويجعلون من صليب الرب ودمهُ حاجزًا بينهم وبينها.. ويقولون: أصبحنا خليقة جديدة في المسيح، كل الأشياء العتيقة قد مضت، وهوَّذا الكل قد صارَ جديدًا.. بل في الأبناء الذين يسرقون أصنام آبائهم ويرفضون التخلِّي عنها، بل يتركونها تتربَّع على عروش قلوبهم، وبالتالي اللعنات المتوارثة ستستمر وما حلَّ بآبائنا بسبب هذه الأصنام، سيحل بنا نحنُ أيضًا.

ولا تتفاجأ بكلمة " يبغضونني "، وتقول أنا لا أُبغض الرب أبدًا بل أُحبَّهُ، بل دعني أقول لكَ اليوم، كلامًا قد يهزك، لكنهُ سيكون لخيرك:

العلاقة مع الرب ليست علاقة مشاعر وعواطف.. فمحبة الرب هيَ أن أحفظ وصاياه وأعمل بها، وعدم محبة الرب هيَ أن لا أحفظ وصاياه وأن لا أعمل بها، وهذا ما قالهُ الرب بنفسه:

" أجابَ يسوع وقالَ لهُ: إن أحبَّني أحدٌ يحفظ كلامي، ويُحبه أبي وإليـه نأتـي، وعندهُ نصنع منزلاً، الذي لا يُحبني لا يحفظ كلامي... ".

(يوحنا 14 : 23 - 24).



ولا يوجد أنصاف حلول مع الرب الذي قال: من ليسَ معي فهوَ ضدِّي.. فمن لا يحب الرب، فهوَ يُبغضهُ.. وليسَ هناك من حياد !!!

فلنتخلَّ عن علاقة المشاعر مع الرب، ولنستبدلها بالعلاقة الحقيقية التي تقودنا إلى حفظ وصاياه والعمل بها..

أخرجَ الرب شعبهُ من مصر.. بيت العبودية، لكنهم لم يُخرجوا من قلوبهم أصنام مصر.. ولذلكَ فإنهم أجمعين، لم يدخلوا أرض الراحة..

مؤمن بالرب.. مُخلَّص بدمه بالنعمة الغنيَّة.. وستذهب إلى السماء عندما تترك هذه الأرض؟

نعم وبكل تأكيد.. لكــن.. هل تريد أن تدخل أرض الراحة والبركات وتسديد الاحتياجات والفرح والسلام والانتصار و...؟ أم تريد البقاء في البرية، متحملاً ذنوب الآباء بسبب الأصنام التي تحتفظ بها؟

والآن.. ما هيَ الأصنام التي سرقتها من بيت أبيك، وتجلس عليها، متمسكًا بها؟

لكل واحد منَّا أصنامه الخاصة، والبعض يعرفها كلَّها، والبعض الآخر لا يعرفها كلَّها، لكن لو سمحنا للروح القدس في هذا اليوم أن يتفحَّص الأعماق، المخابىء، حداجة الجمل التي تجلس عليها، وتُخفي داخلها هذه الأصنام كما فعلت راحيل، فسيكشفها لكَ الروح بكل تأكيد، ولن تُخفى عن عينيه كما أُخفيت عن عيني لابان والد راحيل، وٱطلب منهُ أن يقتلعها منك، لتدخل أرض الراحة.. حيثُ يصنع الرب إحسانًا إلى ألوف من محبيه وحافظي وصاياه..

أستطيع أن أسرد لكَ لائحة طويلة، من الخطايا والعادات والتقاليد والقيود التي تأصَّلت فينا على مرِّ الأيام، والتي توارثناها من آبائنا، نشأنا معها وتعلَّقنا بها، وقد أستطيع تعداد كل شيء وقد لا أستطيع، لكنني لن أفعل.. بل أنا أثق أنَّك إن تواضعتَ في هذا اليوم تحت يد الروح القدس وأعطيتهُ الفرصة ليفعل هوَ، فستنجح الأمور أكثر بكل تأكيد، قد يكون لديك أصنامًا رديئة وفاضحة لا تتناسب مع كلمة الله، وقد يكون لديكَ أصنامًا لا تبدو رديئة وفقًا للظاهر، ولا تُعارض كلمة الله بشكل فاضح، لكن الروح يعرف كيفَ يفضح كل شيء.. هناكَ شيء ما في حياتك ولو كانَ بسيطًا للغاية.. وقد مضى وقت طويل والروح القدس يلِّح عليك لتركه.. لكنَّكَ ما زلتَ تُخفيه في حداجة الجمل وتجلس عليه.. عن هذا أتكلَّم بالتحديد !!!



أحبائي: كل ما يحتل قسمًا ولو بسيطًا من قلوبنا، ويُنافس الـرب علـى ملكيتهِ الكاملة للقلب، هوَ صنم ينبغي سحقه.

وماذا أيضًا؟

وقد تكون ما زلت تُجاري وتُجامل أهلك وأصحابك ومعارفك، بأمور كثيرة لم تعد تتناسب مع موقعك الجديد.. وعندما يُبكِّتك الروح أو أحد الخدام، وبسبب محبتك وتعلُّقك بهذه الأمور، تدافع عمَّا تقوم بهِ وتقول: لا ضرر روحي في هذا.. وهكذا أُحافظ على علاقة مع أهلي ومعارفي، قد تُساعدني لاحقًا بربحهم للمسيح..

لا يا عزيزي.. فأنت هكذا لا تُحافظ على علاقة طيِّبة مع أهلك ومعارفك، بل تُحافظ على علاقة طيبة مع أصنام أهلك، وليست هذه المجاملات التي تقود أهلك ومعارفك إلى الإيمان بالرب يسوع المسيح، بل سلوكك بأمانة مع الرب، وقوة وعمل الروح القدس في حياتك، من يقود أهلك ومعارفك إلى المسيح !!!



تحذير واضح من كلمة الله لنا اليوم.. تحذير واضح من قلب من أحبَّنا وضحَّى بنفسه من أجلنا.. والهدف واحد.. أن ندخل أرض الراحة.. أرض البركات.. أرض الوعود التي قد يكون طالَ ٱنتظارها من قِبَلْ الكثيرين منَّا.. وأن لا نبقى في برية ٱفتقاد ذنوب الآباء في الأبناء !!!

" من ٱزدرى بكلمة الله، يجلب على نفسه الخراب، ومن خشيَ وصيَّة الله، يُكافأ " (أمثال 13 : 13).

سرقت راحيل أصنام أبيها، ويعقوب قال للابان أبيها:

" الذي تجد آلهتك معه لا يعيش ".

وماتت راحيل وهيَ تولد ٱبنها " بنيامين ".

" وحدثَ حينَ تعسَّرت ولادتها، أنَّ القابلة قالت لها: لا تخافي، لأنَّ هذا أيضًا ٱبنٌ لكِ، وكان عند خروج نفسها لأنها ماتت، أنها دعت ٱسمه " بن أوني " (ومعناه: ٱبنُ حزني)، وأمَّا أبوه فدعاه " بنيامين " (ومعناه: ٱبنُ يميني أو الابن المُحبب جدًا على قلبي أو الابن الداعم لي) " (تكوين 35 : 18).

ماذا يُريد أن يقول لنا الروح القدس من هذه الآية؟

إن كنتَ ما زلتَ تتمسَّك بأصنام بيت أبيك، وإن كانت هـذه الأصنام قد جلبت موت على حياتك، وتشعر أنَّ حياتك يكتنفها، فتور روحي.. إحباط.. فشل.. خوف.. قلق.. إكتئاب.. ملل.. أمراض.. ضيقات.. لستَ فرحًا أو منطلقًا، أغلب الأمور التي تقوم بها لا تنجح... إلخ.

وتشعر بأنكَ كمولود راحيل " بن أوني ".. ٱبن الأحزان..

لا تخف.. فإلهك المُحب، جاء خصيصًا بهذه الرسالة اليوم من أجلك، لكي يُغيِّر ٱسمك ليُصبح:

" بنيامين " الابن المُحبب جدًا على قلب الرب، والابن الداعم للرب وعمله !!!

فقط قرِّر أن تتخلَّى عن أصنام بيت أبيك، طالبًا معونة الروح القدس، لكي يُخرجها من حداجة الجمل، فتحطمها معهُ.



وأخيرًا مقطع مُعبِّر من كلمة الله، نستخلص منهُ عبرة التأمل كله، ومن خلاله نحدد من سنكون:

- " عرفة " أم " راعوث ".

- نبقى جالسين على أصنامنا التي سرقناها من بيت آبائنا؟ أم ننهض عن هذه الأصنام؟



في العهد القديم، وفي إحدى الأيام حلَّ جوعًا في بيت لحم، ممَّا دفعَ برجل ٱسمهُ أليمالك وزوجتهُ نعمي وٱبنيه، أن يهاجروا إلى أرض موآب، وهيَ أرض أممية، وكانَ أنَّ الرجل مات، وبعدها زوَّجت نعمي ٱبنيها إلى ٱمرأتين موآبيتين، الأولى تُدعى " عرفة " والثانية تُدعى " راعوث "، لكنَّ ولداها ماتا أيضًا، فقرَّرت نعمي العودة إلى أرضها وشعبها:

" فقالت نعمي لكنتيها: ٱذهبا ٱرجعا كل واحدة إلى بيت أُمها، وليصنع الرب معكما إحسانًا كما صنعتما بالموتى وبي، وليعطكما الرب أن تجدا راحة، كل واحدة في بيت رجلها، فقبّلتهما ورفعن أصواتهنَّ وبكينَ، فقالتا لها: إننا نرجع معك إلى شعبك، فقالت نعمي ٱرجعا يا بنتيَّ، لماذا تذهبان معي؟ ... ثُمَّ رفعنَ أصواتهنَّ وبكينَ أيضًا، فقبَّلت عرفة حماتها، وأمَّا راعوث فلصقت بها، فقالت هوَّذا قد رجعت سلفتك إلى شعبها وآلهتها، ٱرجعي أنتِ وراء سلفتك، فقالت راعوث: لا تلحِّي عليَّ، أن أترككِ وأرجع عنكِ، لأنَّهُ حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِّ أبيت، شعبك شعبي وإلهك إلهي " (راعوث 1 : 8 – 16).



" عرفة " بكت مرتين رافعةً صوتها.. لكنها عادت إلى شعبها وآلهتها..

العواطف والمشاعر لا تنفع مع الرب كما سبقَ وذكرنا، بل القرار الحاسم والجدي.. من أحبَّني يحفظ وصاياي ويعمل بها..

أمَّا " راعوث " التي بكت مرتين رافعةً صوتها أيضًا.. لم تقف عند حدود التعبير عن المشاعر والعواطف.. بل تخطتها إلى القرار الحاسم والجدِّي.. إن كنتُ أحب الرب ينبغي عليَّ أن أحفـظ وصايـاه وأعمل بها.. ينبغي أن أنسى شعبي وبيت أبي.. أنسى آلهتي وأصنام آبائي.. وٱتخذت القرارالحاسم:

" حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِّ أبيت، شعبك شعبي وإلهك إلهي ".



قد تكون عواطفك صادقة، ترفع صوتك وتبكي وترغب أن تكون للرب، لكنك لا تريد أن تترك بصورة نهائية أرض الآباء والأجداد وأصنامهم، ما زلتَ تحتفظ بالبعض منها وتجلس عليها، وعندما تصل الأمور إلى حدود التضحية ودفع الثمن، تُقبِّل نعمي وتعود إلى بيت أبيك وأصنامهم، هذه فرصة لكَ اليوم لكي تصرخ للرب من كل القلب، لكي يحوِّلك من " عرفة " إلى " راعوث " ، فتلتصق بنعمي وتقول لها:

شعبك شعبي وإلهك إلهي..

متخليًا عن مجاراة تقاليد وعادات وأساليب، رافضًا مقولة: المحافظة على علاقة طيبة بهؤلاء، وعدم كسر خاطرهم، غير آبه بما يقولهُ الأهل والأصحاب والمعارف، مُدركًا أنَّ الرب قال:

" لا تظنوا أني جئتُ لأُلقي سلامًا على الأرض، ما جئتُ لأُلقي سلامًا بل سيفًا، فإنِّي جئتُ لأفرّق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أُمها، والكنَّة ضد حماتها، وأعـداء الإنسـان أهـل بيتـه، مـن أحبَّ أبًا أو أُمًا أكثر منِّي فلا يستحقني، ومـن أحبَّ ٱبنًا أو ٱبنة أكثر منِّي فلا يستحقني، ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني، فلا يستحقني " (متى 10 : 34 – 38).

لا تتطرَّف عند قراءة هذا المقطع، بأن تُعادي أهل بيتك وأصحابك ومعارفك، وتعتقد أنَّ الرب يُريد أن يفرقك عنهم، بل دع الروح القدس يُعلمك المغزى الروحي من هذا الكلام..

وٱنهض عن الأصنام.. حطِّمها.. وليكن قلبك بالكامل للرب وحدهُ.. لهُ كل المجد.

" بنيامين وراعوث " من الآن وصاعدًا، وليسَ " بن أوني وعرفة ".

باسم الرب يسوع المسيح.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأصوام الأربعة الكبرى في أولى حلقات سلسلة "حكمة الأصوام في كنيستنا"
إنهض يا صغيري 😘
سيتصرف لأجلك قُم إنهض
إنهض لوحدك أو لا تنهض أبداً
إنهض وانفض


الساعة الآن 12:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024