|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✝القمص بيشوي كامل نموذج لقدّيس معاصر(9)✝ * تابع - شهادات من معاصريه: ثالثًا: الآباء الكهنة زملاؤه وأبناؤه الروحيّون: * القمّص أنجيلوس ميخائيل سعد (كنيسة الأنبا تكلا بالإبراهيميّة - وحاليًا كنيسة العذراء بمسيسوجا كندا): + بعد رسامة الأستاذ سامي كامل كاهنًا لكنيسة جديدة اسمها "كنيسة مارجرجس سبورتنج".. بدأ كلّ الشباب (من كنيسة العذراء بمحرّم بك) في الاتجاه لحضور اجتماع الشبّان يوم الخميس هناك، رغم صعوبة المواصلات في ذلك الوقت وبُعد المسافة، وعلى الرغم من أنّ كنيسة مارجرجس كانت مجرّد كُشك صفيح، وأرضيّة رمل أو تراب، ولكن محبّة أبونا بيشوي وخدمته وروحانيّته الجديدة من نوعها، كان لها جاذبيّة خاصّة.. + كان مبدأ أبونا بيشوي دائمًا "أيّ حاجة تيجي منها عثرة، يبقى مافيش داعي لعملها". + سمح الربّ أن تأتي لي الدعوة للكهنوت، وشعرت بعدم الاستحقاق.. وهنا طلبت من أبونا بيشوي أن أجلس معه.. وذهبت لمقابلته.. بدأ يتحدّث إليّ قائلاً: "الكنيسة أمّنا كلّنا.. أمّنا بتنزِف، وتحتاج أيّ حدّ من أولادها يعطيها دمه. هل يوجَد مَن هو مستعدّ أن يعطي الكنيسة دمه؟!".. بدأت أشعر برهبة الموقف.. خرجت من عند أبونا.. وقد وضعت في قلبي أنّه مع عدم استحقاقي، فلتكُن مشيئة الربّ. * القمص ساويرس مرقس (كنيسة الملاك بالظاهر): + الذي حمل الصليب، وأنار أمامنا الطريق.. وسهّل لنا رحلة الملكوت، هو أبونا الحبيب قديسنا المعاصر القمّص بيشوي كامل.. + كان يتحدّث إلينا بقوّة روح الله الذي فيه. * القمّص بيسنتي عبد المسيح (كنيسة مارجرجس سيدي بشر - وحاليًا كنيسة مارجرجس بفانكوفر كندا): + في بداية الستّينيّات.. وسنوات عمري كلّه لا تتجاوز عدّة سنوات منها، وكلّ ما أعرفه عن كلمة "كاهن" هو ما أراه في ذلك الوجه، الذي لا يمكن أن أرى فيه فِعلاً إلاّ وجه المسيح.. ما أعظم جودك يا إلهنا الصالح، حتّى تُشرِق من نور وجهك على وجوهنا، وتعطي لطفلٍ مثلي أن يكتشف هذا الكنز المخفي، والظاهر في الإناء الخزفي الذي لابنك هذا الكاهن البار والقدّيس. + بقدر ما رأيت من نور في وجهه الحلو، بقدر ما رأيته هو مهتمًّا بموضوع آخَر من جسد المسيح، الأقدام.. الاتضاع حتّى غسل الرجل. * القمّص ميخائيل ميخائيل (سيدني): + لم يهتمّ أبونا بيشوي بالبناء الروحي فقط، بل اهتمّ أيضًا بالتفوُّق الدراسي، وكا يشجّعنا على ذلك.. وفي سبيل هذا اهتمّ بإقامة قُدّاسات للطلبة باستمرار، حتّى يتمجّد الربّ يسوع في دراستهم وامتحاناتهم. + كان أبونا بيشوي وهو يتكلّم عن أيّ شخصيّة من شخصيّات الكتاب المقدّس، كأنّه يتكلّم عن صديق يعرفه جيِّدًا.. تقابل معه وتعامل معه.. + وأنا صغير، كنتُ أرى الناس أثناء عظات أبونا بيشوي، يكتبون كلماته.. وعندما كبرت قليلاً عرفت لماذا؟.. لأنّ عظات أبونا بيشوي كانت مملوءة بالغذاء الروحي والتعليم السليم.. سهلة الفهم للجميع.. تدخُل إلى أعماق النفس.. لذلك تحتاج أن تسمع عظاته أكثر من مرّة دون ملل، وفي كلّ مرّة تكتشف شيئًا جديدًا وممتعًا.. + كما كان أبونا بيشوي يجذب الشباب بطهارته (أثناء حياته)، هكذا فإنّ سيرته الطاهرة (بعد نياحته) جذبت شبابًا كثيرين إلى محبّة المسيح، وتتلمذ على سيرته خُدّام وأناس كثيرون.. دون أن يروه (بالجسد). * القمّص أبرام فانوس (كنيسة مارجرجس سبورتنج): + إنّ طاقات الحُبّ التي كان يعمل بها أبونا الحبيب القمّص بيشوي كامل في حياته على الأرض -في حلّ مشاكل أولاده- مازالت هي هي، بل وزادت أكثر فأكثر بعد انتقاله إلى السماء. * القمّص إسحق نجيب (كنيسة مارجرجس سبورتنج): + أتذكَّر أوّل مرّة صلّيتُ فيها سهرة كيهك، ورأيته وهو يسبِّح مع الشمامسة، وكأنّ السماء مفتوحة أمامه.. وهو واقف يقول المدائح أمام المنجليّة، وهو يطفر فرحًا. + ليالي الأعياد.. كانت فرحة الخلاص تملأ كيانه، وتفيض علينا.. + في أسبوع الآلام كان دائم التأمُّل في لحن "بيك إثرونوس - كرسيك يا الله إلى دهر الدهور"، ويقول كيف أنّ هذا اللحن يرفعنا لنسبِّح مع الشاروبيم والسيرافيم أمام العرش الإلهي.. هكذا كان يدعونا للتأمُّل في معاني الألحان القبطيّة لندخُل إلى أعماقها. + في أيّام مرضه، قُمنا -مجموعة شباب- بزيارته فوجدناه جالسًا يقرأ الإنجيل، على الرغم من آلامه المُبرِحة في الرقبة.. فقرأ لنا، وانصرفنا منتفعين. 🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿 رابعًا: الشمامسة والأراخنة والخُدّام الذين تلامسوا معه، وتتلمذوا عليه: * الأرشيدياكون الدكتور عيسى جرجس. + التهب الجيل كلّه، بحرارة روحيّة، كانت تسري من هذا الكاهن البتول، إلى كلّ مَن حوله.. كانت له شخصيّة جذّابة، أينما تحرّك انبعثت منه أشعة تجذب إليه الجميع.. لقد عرفنا الله من خلاله. + أبونا المملوء بالروح القدس، كان يستعذِب الصليب؛ فقد كان الربّ معه دائمًا.. يعزّيه في كلّ الكروب.. في التعب والضيق.. في إعيائه ومرضه.. في ارتباكه وحيرته.. لأنّه جعل الربّ أمامه في كلّ حين، لأنّه عن يمينه فلم يتزعزع.. * الشماس المهندس ألبير نوّار. + أبونا بيشوي كان يبحث عن راحة الناس، على حساب راحته هو، وهذا هو معنى التضحية في حياة الخادم.. كما أنّني لاحظتُ أنّه مطيعٌ جدًّا، وخاضعٌ للرئاسة الدينيّة.. + رأيناه بعيوننا، في شدّة آلامه، لا يمتنع عن مقابلة أحد، في أحلك أيّامه القاسية. بل كان يحاول تخفيف الآلام عن الناس على حساب آلامه هو.. هو يتعب ويتألّم، والناس ترتاح.. إنه حمل الصليب وتمثّل بسيّده. * المتنيّح الأستاذ سامي سوس. + كان أبونا حكيمًا مُحِبًّا وديعًا متواضِعًا.. كان وهو المُعلِّم، يناقش أمور الكنيسة بكلّ حكمة، ويسمع الآراء ويناقشها دون أن يغضَب من أحد، حتّى ولو كان معارِضًا لرأيه.. * الأستاذ هاني جورج (أمين خدمة إعدادي بكنيسة مارجرجس سبورتنج في السبعينيّات): + كان أبونا يقرأ الإنجيل بشغف وحُبّ، وكنتَ تراه دائمًا يحمل إنجيله في يده، ودائمًا يكتب تأمّلاته وملاحظاته وصلواته على الهامش، وفي العديد من قصاصات الورق.. ومن فرط حبّه في الإنجيل قام بتسجيل أجزاء من الإنجيل بصوته على شرائط كاسيت، لكي يسمعه وهو يقود سيّارته.. ومع الوقت، تحوّل أبونا إلى إنجيل مُعاش. + لقد كان أبونا يقف كثيرًا أمام الآيات، في تأمُّل وصلاة وطِلبة، فتفتح له الآيات أبوابها، وتكشف له عن سرّها، وتعطيه استنارة ونعمة فوق نعمة. + كان أبونا بيشوي بالحقيقة مثل الغوّاص الماهر، المُدرَّب على صيد اللآلئ والأحجار الكريمة، من بين آيات الكتاب المقدّس.. لم تكُن عظاته لنا مجرّد كلمات، بل كانت كحُقنة في الوريد، تدخل بدون ألم إلى أعماق القلب والنفس.. تضيء وتُعطي قوّة ومعونة واستنارة.. والعجيب أنّ إنساننا العتيق كان في تلك اللحظات يبدو مستسلمًا، ولا يُظهِر أي عناد أو مقاومة كعادته..! + كان أبونا مثل النحلة التي تجمع الرحيق من كلّ آيه، ومن كلّ سِفر في الكتاب المقدّس، وتحوِّله إلى عسل لذيذ الطعم سهل الهضم. فكيف لا ينجذب الجميع لهذا الأب الذي يأبى أن يقف أمامنا فارغًا، بلا طعام روحي أو عسل شهي. + كان المذبح المقدّس بالنسبة لأبونا بيشوي هو مصدر الطاقة، ومحطّة التزوُّد بالوقود الروحي، لأنّه كان يُدرِك جيِّدًا أنّ الخدمة هي عمل إلهي، وليس عملاً بشريًّا. 🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿 |
|