منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 04 - 2014, 05:15 AM
 
المهندس جورج فارس رباحية Male
نشط | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  المهندس جورج فارس رباحية غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 425
تـاريخ التسجيـل : Jul 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : syria
المشاركـــــــات : 51

الصَلْب والقيامة
المهندس جورج فارس رباحية

يُعَيِّد المؤمنون ذكرى رفع الصليب المقدّس في الرابع عشر من شهر إيلول ( سبتمبر ) من كل عام . ويرجع تاريخ هذه المناسبة إلى أن الملكة هيلانة ( 247 ـ 327 ) والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير ( 274 ـ 337 ) ذهبت إلى أورشليم وبدأت تبحث عن الصليب الذي عُلِّقَ عليه السيد المسيح . وفي سنة 326 وُجِدَ الصليب في مغارة تحت الردم عند جبل الجلجلة . ولما رفعه رئيس أساقفة أورشليم على منصّة عالية وشهده الشعب صرخ : ( يارب ارحم ) . وهكذا ففي مثل هذا اليوم من كل سنة يرفع رئيس أساقفة أورشليم الصليب عالياً ليراه الشعب ويُكرّمه ويتبارك به .
كان الصليب في زمن الرومان آلة للتعذيب وكان الموت عليه موتاً ذليلاً لأن المصلوب كان أحياناً يُعَلَّق عليه حتى تتفتّت جثّته وتسقط على الأرض . ومع ذلك رضي السيد المسيح أن يُصْلَب متحمّلاً عار الصلْب كي يُخَلِّصَ العالم من الخطيئة والهلاك . وقد قال له المـــجد : " وَكَما رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البريّةِ هكَذا يًنْبَغي أنْ يُرْفَعَ ابنُ الإنْسانِ لكي لا يَهْلِكَ كلُّ مَنْ يُؤمِنُ بِهِ بَلْ تَكونُ لهُ الحَياةُّ الأبَدِيّة " ( يوحنا 3: 14 ـ 15 ) .
لقد عُلِّقَ الفادي على الصليب وسفك دمه المقدّس عليه فصار الصليب الذي كان عاراً ، آية من آيات الافتخار. كما قال القديس بولس بهذا الصدد : " فَإنَّ كَلِمَةَ الصَّليبِ عندَ الهالكينَ جَهَالَةٌ وأمَّا عِندَنا نحْنُ المُخَلِّصينَ فهيَ قُوَّةُ اللهِ " ( كورنثوس 1: 18 ) . وقال أيضاً : " وأمَّا مِنْ جِهَتي فَحَاشَا لي أن أفْتَخِرَ إِلاّ بِصَليبِ رَبِّنا يَسُوعَ المَسيحِ الذي بِهِ قَدْ صُلِبَ العالَمُ لي وَأنَا للعَالَم. " ( غلاطية 6 : 14 ) .
إن قيمة الصليب تُساوي قيمة مَنْ سُمِّرَ عليه . لقد صُلِبَ السيد المسيح فأصبح الصليب مقدّساً ومُكَرَّماً . وبه نُبَشِّر بفرح كل المسكونة كما قال القديس بولس : " لأنَّ اليَهُودَ يَسألونَ آيَةً واليونانيينَ يَطْلُبُونَ حكْمَةُ . وَلَكِنَّنا نَحْنُ نَكْرِزُ بالمَسيحِ مَصْلوبَاً لليَهودِ عَثْرَةً ولليونانيينَ جَهَالَةً " . ( كورنثوس 1 : 22 ـ 23 ) .
فنحن عندما ننظر إلى الصليب المقدّس ، نذكر مَنْ عُلِّقَ عليه فله الإكرام والمجد أمامه نسجد مستمدّين البركة السماوية .
إن الله بمُقتضى تدبيره الذي لا تُدْركه العقول قد قضى بأن يتألّم السيد المسيح ويُصْلَب ويقوم من بين الأموات حتى يُتاح لنا الخلاص نحن البشر .
كان العالم بأجمعه يتوقّع مجيء المخلّص من السماء ، وكان الشعب اليهودي أكثر الأمم إيماناً بذلك لأن الله وعدهم بأن يُرسلَ إليهم مُخَلِّصاً . وجاء السيد المسيح لهداية اليهود أوّلاً ، غير أنهم لم يتبعوه كما قال القديس يوحنا : " إلى خاصَّته جاءَ وَخَاصّتُه لم تقبَلْه " ( يــوحنا 1 : 11 ) إنّهم أرادوه ملكاً زمنيّاً وكأنّنا به يُجيبهم عن ذلك بقوله : " مَملَكتي ليسَت من هـذا العالَم " ( يوحنا 18 : 36 ) . أرادوه منتقماً جبّاراً ولكنه عَلَّمَ الناس أن يكونوا مثله بقولـه :
" تَعَلَّموا مِنّي لأَنّي وديعٌ ومُتَواضِعُ القَلْبِ . " ( متى 11 : 29 ) . أرادوه سفّاحاً يسفك دماء الأعداء ولكنّه أهرق دمه على الصليب ليُخَلّص العالم من ويلات الخطيئة . طلبوا صلبه بإلحاح من بيلاطس صارخين " ليُصْلَب " ( متى 27 : 22) ظناً منهم أنهم بقتلهم إياه يقضون عليه وعلى تعاليمه ، غير أنه خيَّبَ آمالهم وفتح للمؤمنين باباً للبنوّة وللرجاء كما قال القديس يوحنا : " وأمّا كُلُّ الذينَ قَبِلوهُ فأعطاهُمْ سُلطاناً أنْ يصيروا أولادَ اللهِ أي المؤمنون باسمـه "
( يوحنا 1 : 12 ) . ونزولاً عند رغبة اليهود ، أمر بيلاطس بجلد يسوع وصلبه . وسخر منه كل الذين كانوا يمرّون به ـ وهو على الصليب ـ وكذلك رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ يستهزؤن به ( متى 27 : 39 ـ 42 ) . ومع ذلك لم يلعنهم السيد المسيح بل طلب من الله الآب مُبْتَهِلاً : " يا أبتاهُ اغفِرْ لَهُمْ لأنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ ماذا يَفْعَلون " ( لوقا 23 : 34 ) . وهنا تجلّى سموّه الإلهي ، فلا عجب ، إذ كان هو النور المُضيء في الظُلمة والظُلمة لم تُــدركه (يوحنا 1 : 4 ـ 8 ) .
قَبِلَ السيد المسيح الآلام والصلب والدفن طوعاً كما قال أشعياء النبي : " أمّا هو فَتَذَلّلَ ولم يفتَح فاهُ كشاةٍ تُساقُ إلى الذبحِ وكنعجةٍ صامتَةٍ أمامَ جازّيها فَلَم يفتح فَاهُ مِنَ الضُغطَةِ ومن الدينونةِ أُخِذَ . وفي جيلِه كانَ يَظِنُّ أنّهُ قُطِعَ من أرضِ الأحياءِ أَنّه ضُرِبَ من أجلِ ذَنْبِ شعبي
( اشعياء 53 : 7 ـ 8 ) .غير أنه قام من بين الأموات كم سبق وقال ( يوحنا2 : 19ـ 22)
إن لقيامته أهمّية عُظمى إذ إن رجاءنا يُبْنَى عليها كما قال القديس بولس : " إن كان المسيح لم يقم فتبشيرنا إذاً باطل ..... قام المسيح من بين الأموات وصار باكورة الراقدين " (كورنثوس15 : 14 ـ 20 ) وبذلك يُعلِن الرسول أن قيامة المسيح حقّقت لنا أيضاً أمل قيامتنا بعد الموت .
المسيح قام ـ وأيّد الإيمان به ، وأزال الجزع والقلق من قلوب تلاميذه الظاهرين والمُستترين خوفاً من اليهود وقضى على التـردّد في نفوس الكثيرين ممّن كــان يُخاطبهــم بالكلمـة ( مرقس 2 : 2 )
المسيح قام ـ وتمّت فيه النبوءات التي مرّت عليها الأعوام والقرون
المسيح قام ـ وأقام معه تعاليمه الروحية السامية المثمرة بالخير والطهر والبنيان ففهمَ تلاميذه والسالكون في إثرهم ما معنى قوله : " الحقَّ الحقَّ أقولُ لكم إنْ لمْ تقعْ حبّةُ الحنطةِ في الأرضِ وتَمُت فهي تبقى وحدها . ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير . " ( يوحنا 12 : 24 ) .
وهكذا نحيا مع المسيح وبعد الموت ندوس الموت على مثاله ونقوم معه ونتمجّد . وبذلك لنا الحق أن نُرَنِّم ترنيمة القيامة الخالدة :
(( المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور ))

24/4/2011 المهندس جورج فارس رباحية
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
color this picture الصلب والقيامة
الصلب والقيامة في النبوات
تسلسل أحداث الصلب والقيامة
يعمل بين الصلب والقيامة
كرتون الكتاب العظيم الصلب والقيامة


الساعة الآن 10:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024