رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعرف على الطائفة الزيدية التي يتبعها الحوثيون
نقلا عن الوطن النسيج الديني لـ"الحوثيين"، البُعد المُثار منذ الانقلاب الذي قام به أعضاء حركة "أنصار الله" على الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور، واستيلائهم على أماكن استراتيجية، ما أدى إلى تدخل 10 دول عربية لوقف امتدادهم في البلاد من خلال عمليات عسكرية عُرفت بـ"عاصفة الحزم"، والإشارات التي لاحقت الحوثيين بولائهم لدولة إيران ذات المذهب الشيعي. توضح "الوطن" الطائفة الزيدية التي ينتمي إليها الحوثيون في اليمن، ومعتقداتها الدينية، وعلاقتها مع إيران: * نسب الزيدية: تنسب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد تلقى العلم عن والده زين العابدين بن علي بن الحسين، ثم عن أخيه الأكبر محمد بن علي الباقر. *معالم الزيدية وأنشطتها في اليمن: للزيدية في اليمن الكثير من المؤسسات والأنشطة، منها تقريب الزيدية إلى الإمامية، والترويج للفكر الإمامي، وإدارة عدد من المساجد والمراكز العلمية ومدارس تحفيظ القرآن، مثل الجامع الكبير ودار العلوم العليا ومركز بدر العلمي ومركز ومسجد النهرين في صنعاء ومركز الإمام القاسم بن محمد في مدينة عمران ومركز الهادي في صعدة. كما توجد بعض الأنشطة الإعلامية والثقافية الخاصة بالزيدية في اليمن كطباعة الكتب والنشرات وتوزيعها بالمجان مثل كتاب "الوهابية في اليمن" لبدر الدين الحوثي، أو "ثم اهتديت" للتيجاني، وإصدار بعض الصحف والمجلات خاصة في ظل أجواء الانفتاح التي عاشها اليمن بعد تحقيق الوحدة اليمنية، ومنها صحيفة "الشورى" الناطقة باسم اتحاد القوى الشعبية، وصحيفة "الأمة" الناطقة باسم حزب الحق، وصحيفة البلاغ التي يصدرها إبراهيم بن محمد الوزير، والترويج لعدد من وسائل الإعلام الشيعية التي تصدر خارج اليمن، مثل مجلة "النور" التي تصدرها مؤسسة الخوئي في لندن، ومجلة "العالم" التي تصدرها إيران. * تاريخ الزيدية في اليمن: بادر الزيدية في اليمن لدخول المعترك السياسي بعد السماح بإنشاء الأحزاب عام 1990، ومن أحزابهم حزب الحق، ويرأسه أحمد محمد الشامي، وهو من علمائهم المعاصرين، واتحاد القوى الشعبية ويرأسه إبراهيم علي الوزير، وهذان الحزبان ليس لهما وزن يذكر على الساحة اليمنية. وتعتبر اليمن أهم مكان لوجود المذهب الزيدي، ويرتبط دخول الزيدية إلى اليمن بالإمام الهادي، الذي عكف على دراسة الفقه على مذهب زيد، ومذهب أبي حنيفة، فوجدها أرضًا صالحة لبذر آرائه الفقهية، لكن الإمام الهادي عاد بعد ذلك إلى الحجاز ولم يكن قد دعا إلى إمامته في هذه الرحلة، وشعر أهل اليمن بالفراغ الذي تركه، فراسلوه ليرجع إليهم فأجابهم، وعاد إلى اليمن سنة 284هـ، واستقر في صعدة شمال اليمن، وأخذ منهم البيعة على إقامة الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واستمر حكم الأئمة الزيديين لليمن حتى قيام الثورة اليمنية عام 1962 على أنقاض المملكة المتوكلية اليمنية، وهي أطول فترة حكم في التاريخ لآل البيت استمرت أحد عشر قرناً من الزمان، وتقدر نسبة الزيدين في اليمن بحوالي 30-35% من سكان اليمن الموحد، حيث إن الزيديين يتركزون في المحافظات الشمالية من اليمن الشمالي مثل صنعاء وصعدة وحجة وذمار. * رأي الزيدية في الحكام المسلمين من غير الشيعة. يجيز الزيدية أن يكون الإمام في أولاد فاطمة، سواء من نسل الحسن أم الحسين، والإمامة عندهم ليست بالنص، وليست وراثية بل تقوم على البيعة، ويتم اختيار الإمام من قبل أهل الحل والعقد، ويجيزون وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في بلدين مختلفين، وتقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل، إذا لا يشترط عندهم أن يكون الإمام أفضل الناس جميعًا. وأوضح الدكتور أحمد رسام النفيس، المفكر الشيعي المصري، لـ"الوطن"، أن الزيدية في البداية تعود إلى زيد بن علي الذي ثار على الحكم الأموي وانتهت المعركة بمقتله، ففكرتهم في البداية تقوم على الثورة ضد الظلم والثورة ضد أي حاكم ظالم، ومن معتقداتهم أن الإمام الذي يكون من بيت "علي بن أبي طالب" ويحمل صفات العدل والشجاعة صار إمامًا واجب الطاعة، ويعتبر الجهاد والحرب ضد الحكام الظالمين يشكلان عنصرًا أساسيًا من معتقدات أبناء الطائفة الزيدية. وعلى الرغم من ذلك، عاش الزيدية تحت حكم آخرين، طالما سيحكم بالعدل، فهم يتفقون مع معظم الفرق الشيعية في أحقية أهل البيت في الخلافة. * موقف الزيدية من تكفير الصحابة: معظم الزيدية يقرّون بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان مع مؤاخذته على بعض الأمور، ولا يكفرون الصحابة، ولا يلعنونهم كما تفعل بعض الفرق الشيعية. * معتقداتهم الدينية: يميل الزيديون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله، والجبر، والاختيار، ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منزلة بين المنزلتين كما تؤمن المعتزلة، ولكنه غير مخلد في النار، إذ يعذب فيها حتى يطهر من ذنبه ثم ينتقل إلى الجنة، وقالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر، مع اعتبار الإنسان حرًا في طاعة الله أو عصيانه، ففصلوا بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا، وهو رأي أهل البيت من الأئمة. وتتشابه بعض عقائد الزيدية مع عقائد الشيعة الإثنى عشرية، الذين يشكلون العدد الأكبر من الشيعة اليوم بشكل أساسي في إيران والعراق ولبنان ودول الخليج والهند وباكستان وأفغانستان، ويطلق عليهم أيضا "الإمامية"، الزيدية يتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر، وأحقية أهل البيت في الخلافة، وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، وتقليدهم، ويقولون "حي على خير العمل " في الأذان، ويرسلون أيديهم في الصلاة، ويعدون صلاة التراويح بدعة، ويرفضون الصلاة خلف الفاجر. ورغم أن الزيدية تشكل إحدى فرق الشيعة، شأن الإثنى عشرية والشيخية والإسماعيلية، إلا أن الزيدية كان لها نصيب وافر من كره وحقد الإمامية والإفتاء بكفرهم، واعتبارهم نواصب الشيعة الإثنى عشرية على أهل السنة، لأن الشيعة تزعم أن السنة يناصبون آل بيت النبي العداء، وجاء في رواياتهم أن الناصبي "السني" كافر، حلال دمه وماله، وأن الشيعة يؤمنون بكفر كل من لا يؤمن بالأئمة الإثنى عشر. وفي المقابل، كان علماء الزيدية إلا من شذّ منهم يعرفون ضلال الشيعة الروافض ويحذرون منهم، ويتساوى في ذلك الإثنا عشرية والجارودية، وهم قسم من الزيدية عرفوا بالغلو والميل إلى الرفض والتشيع، وجاء عن الإمام زيد في رسائل العدل والتوحيد 3/76 نقلاً عن التحف شرح الزلف ما نصّه "اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي ولعنتي على هؤلاء القوم الذين رفضوني، وخرجوا من بيعتي، كما رفض أهل حرواء علي بن أبي طالب عليه السلام حتى حاربوه". * "المهدي المنتظر" عند الزيدية: لم يلتفت زيد بن علي إلى وجود مهدي سيخرج، وأشار النفيس أن فكرة المهدي المنتظر لم يُسمع عنها غير في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، موضحًا بأن نسب الإيمان بالمهدي المنتظر للزيدية يعود إلى أبحاث اجتماعية وليس من عقائد الطائفة. * رأي الزيدية في أهل السنة: هم متفقون مع أهل السنة بشكل شبه كامل في العبادات والفرائض عدا اختلافات قليلة في الفروع، مثل قولهم "حي على خير العمل" في الأذان على الطريقة الشيعية، ويعتبر المذهب الزيدي الأقرب إلى أهل السنة. *رأي الزيدية في المرجعيات الشيعية الإيرانية: قال المرتضى المحطوري، شيخ زيدي بارز يدير مدرسة دينية في صنعاء، إن الفارق في الوقت الحالي ما بين الشيعة الإثني عشرية والزيدية ضئيل جدًا من حيث السياسة الدينية، على عكس أساليب الزيدية الفقهية التي لا تزال مختلفة، وبرأيه فإن الزيديين الذين "تحولوا ليعتنقوا العقيدة الشيعية" يعتقدون فعلًا أن نسخة النظام الإيراني من التشيع الإثني عشري هو الزيدية الحقيقية لأنه يحشد الجماهير لمواجهة القوى الأجنبية والحكام الظالمين. وتوفر الحكومة والمرجعيات الدينية الإيرانية التدريب الديني والأدوات التعليمية لليمنيين في البلدين، وفقًا لمعهد واشنطن للدراسات، وأشار المعهد إلى قول عبدالمجيد الحوثي، ابن عم بدر الدين الحوثي "زعيم حركة أنصار الله" في 27 يناير، إنه يتوقع أن تعمل جمهورية إيران الإسلامية وغيرها من البلدان على تقديم الدعم لهم وللشعب اليمني، مضيفًا "إن الثورة في اليمن مستوحاة من الثورة الإسلامية في إيران، ولكن الجذور الفكرية والتاريخية للثورة في اليمن تنبع من الواقع بأن اليمنيين هم زيديون ولهم خبرة سياسية أكبر من تلك التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية، فبدءًا من ابن علي الإمام زيد، وحتى الآن، شهد الزيديون العديد من الثورات ضد الحكام الظالمين". |
|