منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 12:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

المسألة التي بين مريم وموسى نطق الله بنفسه بالحكم


دروس نبوية

نحن نرى موسى هنا كرمز للمسيح الذي صلى من أجل أعدائه، وحتى من أجل الذين قاوموه وسخروا منه: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لو٢٣: ٣٤). تمامًا كما رُدت مريم على أساس شفاعة موسى، هكذا أُظهِرَت الرحمة لشعب إسرائيل، بسبب صلاة المسيح على الصليب. وفي سفر الأعمال نرى كيف أظهر طريق الخلاص ورد النفس لإسرائيل «وَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ بِجَهَالَةٍ عَمِلْتُمْ، كَمَا رُؤَسَاؤُكُمْ أَيْضًا» (أع ٣: ١٧).

لكن هناك المزيد من الدروس النبوية في هذه القصة؛ كان موسى رمز للمسيح كالنبي العظيم، والرسول والمُعلِّم لشعبه (تث١٨: ١٥؛ يو٥: ٤٦؛ أع٣: ٢٢؛ عب٣: ١- ٦). حسنٌ، إن كان موسى رمز للمسيح فماذا يقول لنا زواجه من امرأة أجنبية؟ الإجابة واضحة: لقد اتخذ المسيح عروسًا أممية. زوجة موسى الكوشية كانت غريبة- لم تكن تنتمي لشعب الله، إلا أن تلك المرأة الأممية صارت عروسًا لموسى. وبالمثل الكنيسة التي هي الآن عروس المسيح، تتكون بالأكثر من مؤمنين من الأمم. ويُمكننا أيضًا أن نرى صفورة كرمز للكنيسة، وبالمثل أيضًا ”أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي“ زوجة يوسف المصرية. إن نعمة الله ومحبته التي ظهرت في المسيح، لم يكن مُمكنًا أن تُحد لليهود. وقلب الإنجيل هو أن جميع الناس متساوون أمام الله؛ جميعهم خطاة، لكن الله يريد أن يمنح نعمته للكل. فاليهود والأمم متشابهون «أَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا» (أف٢: ١)، والله أحيانا معًا مع المسيح، وخلق إنسانًا جديدًا من الاثنين. هذه هي الكنيسة جسد وعروس المسيح، مسكن الله بالروح.

هذه النعمة التي أُظهرت للأمم أحدثت تصدعًا مع شعب إسرائيل تمامًا كما كسرت محبة موسى لعروسه الأممية – مؤقتًا - الروابط التي بينه وبين مريم. لقد رُفض المسيح من خاصته، أقربائه حسب الجسد (يو١: ١١). كان عليه أن يتحمل هذه العداوة من الخطاة (عب١٢: ٣)، لكنه تحملها بوداعة وصبر. لقد تصرف تمامًا كموسى الذي نحى نفسه بعيدًا عن مقاومة أقربائه، وترك الأمر في يد الله. إن رفض إسرائيل لعبد يهوه الكامل، نتج عنه تنحية الأمة جانبًا، كما فعل تمرد مريم على موسى، الذي كان عبد الرب (ع٨)، الأمر الذي أدى إلى عزلها خارج المحلة. بسبب رفضهم المسيا رفض الله – مؤقتًا - إسرائيل كشعبه، فمد يده الآن للأمم، وارتبط الرب يسوع بروابط المحبة مع عروسه الأممية.

في هذه المسألة التي بين مريم وموسى نطق الله بنفسه بالحكم. وبسبب خطيتها أُخرجت خارجًا لفترة زمنية. كذلك صارت إسرائيل ”لُوعَمِّي ... لَسْتُمْ شَعْبِي“ (هو١: ٩). وكما ارتفعت سحابة حضور الله عن الخيمة عندما تكلَّم مع هارون ومريم (ع٩، ١٠)، هكذا احتجب الله عن شعبه. لقد ترك مجد الرب شعب إسرائيل ليعود فقط عند بداية ملك السلام (حز٤٣). فحُجزت مريم خارج الْمَحَلَّةِ، خارج مكان البركة في حضور الله. بالمثل جاء الغضب على إسرائيل كشعب متمرد، وبركة حضور الله توجد الآن في وسط الكنيسة.

«فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَلَمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى (إِلَى أَنْ - until) أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ» (ع١٥). لكن هناك ”إِلَى أَنْ - until“ مجيدة وكريمة أخرى «فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرَّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ حُكَمَاءَ: أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ، وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ» (رو١١: ٢٥، ٢٦). فرفض إسرائيل ليس نهائيًا وقصة خطية مريم لم تنتهِ برسالة حزينة عن استبعاد مريم، بل باستعادتها. كان ممكن لغضب الله أن ينصب صرفًا على إسرائيل، أي نهائيًا، إلا أنه منعم، وحتى في غضبه يذكر الرحمة (١تس٢: ١٦؛ حب٣: ٢). فهو يحدد مدى وقياس معاناة إسرائيل، كما حدد أيضًا مدة ”السبعة أيام“ لاحتجاز مريم. وسيكون رحيمًا بإسرائيل، ويُعزي شعبه، عندما ينتهي جهاده ويعفو عن إثمه (إش٤٠: ١، ٢). هذه القصة الحزينة إذًا لها نهاية سعيدة. وكما أُرجعت مريم (ع١٤)، وطهرت من برصها، كذلك إسرائيل سيعود ثانية كشعب الله، بعد اختطاف الكنيسة، ويُطهَّر من كل فجوره.

كان الرسول بولس الذي قاسى كثيرًا من اليهود، إذ بشر بإنجيل نعمة الله للأمم، هو من كشف لنا السر الإلهي لرجوع إسرائيل «أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ، وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ» (رو١١: ٢٥-٢٧). في هذه الفقرة نجد ”إِلَى أَنْ - until“ المُنعِمَة، وهو ذكر لوقت حدَّده الله، فيه يستعيد نصيب شعبه.

وكما أن الرب - كمن يشفي شعبه - تصرف لصالح مريم وشفاها، هكذا سيُنقذ شعبه الأرضي، في يوم قادم، وسيُخلّصهم، ليس فقط من أعدائهم الذين يضايقونهم من الخارج، بل أيضًا من خطاياهم التي تُذنّبهم داخليًا. لقد نزع الْبَرَص عن مريم، وهكذا سينزع الفجور عن يعقوب، وسيقبل شعبه؛ سيُقيمهم روحيًا من الموت إلى الحياة. إن رفض إسرائيل يعني مصالحة الأمم، لأن الله مدَّ يده لكل البشرية، ووصّل كلمة المصالحة لكل من اليهود والأمم. «لأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ الْعَالَمِ، فَمَاذَا يَكُونُ اقْتِبَالُهُمْ إِلاَّ حَيَاةً مِنَ الأَمْوَاتِ؟» (رو١١: ١٥)؟ ومثلما قُبِلَت مريم ثانية إلى الْمَحَلَّةِ كإنسانة طاهرة، هكذا ستُقبل إسرائيل أيضًا من الله كأمة قد أقيمت من سبات موتها، وطهرت من المرض الذي وسمها «فَلاَ تَكُنْ كَالْمَيْتِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ» (ع١٢).

يُذكَر عن مريم «تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ، وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ» (ع١٤)؛ والمعنى الأصلي لكلمة ”تُرْجَعُ“ هو ”تُجمَع“ أو ”تُضم“، وهو أيضًا معنى كلمة ”اقْتِبَالُهُمْ“ في رومية١١: ١٥. سيجمع الله الشعب لنفسه مرة ثانية، الأمة التي كان عليه أن يشيح بوجهه عنها، لفترة زمنية معينة، سيأتي بهم أيضًا إلى مكان البركة في محضره، وهو ما يعني بداية جديدة، صحوة روحية: حياة من الموت (حز٣٧).

دعونا الآن كجزء من الكنيسة، أن نسهر حتى لا نقع في ذات الخطأ، ونتمرد على المسيح موسانا العظيم. إن مقاومة كل من سلطانه وكلمته وروحه هي سمات الأيام الأخيرة التي ستأتي حتمًا بدينونة الله (رسالة يهوذا).

بوتر

* يرى بعض المفسرين أن المرأة الكوشية التي تزوجها موسى هي بعينها صفورة بنت كاهن مديان. فصفورة، بعد حادث المنزل (انظر خروج ٤)، صرفها موسى إلى بيت أبيها، وظلت هناك حتى تلك اللحظة (خر ١٨: ١- ١٢)، الأمر الذي أثار غيرة مريم منها. وليس غريبًا أن المديانية تدعى كوشية، والعكس، فمن كلمة الله نعرف أن هناك علاقة وثيقة بين كوش ومديان (انظر حب ٣: ٧). (المجلة)

** كانت الْمَحَلَّةِ مكان سكنى شعب الله كما يراها الله. كان في وسطهم كالقدوس البار، وخيَّموا حول مُقدَّس الله كشعب مُقدَّس ومُبرَّر. بمجرد أن تنجست الْمَحَلَّةُ بالأوثان، كان مكان الأمناء - مع موسى - هو «خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّتِي خَارِجَ الْمَحَلَّةِ» (خر٣٣: ٧). وبالمثل بعد رفض المسيح، كان مكان المؤمنين العبرانيين مع ربهم «خَارِجَ الْمَحَلَّةِ» (عب١٣: ١٣).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما كتبته هذه المرأة المسلمة عن العذراء مريم
شيخ الأزهر المسلمة التي لم ترتدي الحجاب عاصية
القديسة مريم تعيد النطق لمريم الفتاة المسلمة .
مفاجأة عن السيدة المسلمة التى ظهرت على منصة رابعة العدوية
شاهد ماذا فعل بنفسه القبطى المتهم بطعن زوجته المسلمة بأسيوط قبل إحالته للنيابة !!


الساعة الآن 11:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024