رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وما مِن أَحَدٍ يَجعَلُ الخَمرَةَ الجَديدَةَ في زِقَاق عَتيقة، لِئَلاَّ تَشُقَّ الخَمرُ الزِّقاقَ، فَتتلَفَ الخَمرُ والزِّقاقُ معًا. ولكِن لِلخَمرَةِ الجَديدة زِقاقٌ جَديدة)). "زِقَاق" فتشير إلى وعاء من جلد الماعز (قِرَبة ٌ)، الذي يُخاط أطرافه ليُصبح صالحًا لحفظ السَّوائل كالخمر أو الماء أو أي سائل. وكانت الخَمرَة تزداد في الحجم بمضي الوقت وبفعل التَّخمُّر، فتتمدَّد القِربة، لذلك لم يكن في الإمكان وضع الخَمرَة الجديدة في قرْبة قديمة قد تمدَّدت فعلا، وتتمزق لانَّ الجِلد القديم اليابس يتمزَّق إذ لم يَعدْ قابلاً للتمدُّد أكثر. فالمطلوب أن يختار الإنسان بين " العتيق" الذي يمثل الأعمال الرَّتيبة في الدِّين اليهودي أو الجديد الذي يمثل الإنجيل. قلوبنا تشبه القِربة، وقد تُصبح يابسة تحول بيننا وبين قبول الحياة الجديدة التي يهبها المسيح. لذلك يطلب المسيح منَّا أن نحفظ قلوبنا منفتحة ومرنه لقبول حقائق رسالة الإنجيل التي تغيِّر الحياة. لم يأتِ يسوع ليضع رقعة جديدة على النظام الدِّيني اليهودي بكل شرائعه وتقاليده، فلو أنه فعل ذلك لمُزِّقت رسالته الجديدة مع هذا النظام العتيق. لقد كان هدف يسوع أن يأتي بشيء جديد، ولكنه شيء سبق التَّنبؤ به منذ قرون طويله، وهذه الرَّسالة الجديدة، الإنجيل، هي أن يسوع المسيح، ابن الله، جاء إلى الأرض ليمنح كل النَّاس مغفرة الخطايا ويصالحهم مع الله. ومن هذا المبدأ عندما نتبع المسيح يجب أن نكون على استعداد أن نحيا بأساليب جديدة، وان ننظر إلى النَّاس بنظرة جديدة، وان نخدم الله بطرق جديدة. من يعرف الجديد الذي يحمله يسوع فكيف يتعلق بالعتيق؟ إنَّ يسوع المسيح قد جاء ليأتي بتدير إلهي جديد كليَّة، لا يمكن أن ينسجم مع صورة التَّدبير اليهودي القديم. أن حكم النَّاموس أو الشَّريعة ينبغي أن ينتهي حتى يكون للنعمة تصرُّف حرّ. |
|