رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعمودية ولادة جديدة. افتتح القديس يوحنا إنجيله بقوله: “فيه كانت الحياة…”، “أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله” (يو1: 4، 12 – 13). وتحدث السيد المسيح صراحة وبكل وضوح عن هذه الولادة الجديدة بقوله: “الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يُولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو3: 5). ولهذا السبب بدأ السيد المسيح خدمته بعماده أولاً ليؤكد لنا أنه لا دخول لأحد إلى مملكة الله وخدمته إلا عن طريق الولادة الجديدة التى فى المعمودية. هذا المركز الجديد الذى صار لنا فى المعمودية، أى البنوة لله، قد شغل أذهان التلاميذ والرسل وكل الكنيسة كسرّ قوة المسيحى فى حياته الروحية، لهذا لا يكف الرسل عن الإشارة إليه من حين إلى آخر: “لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” (غل3: 26 – 27؛ راجع رو8: 15 – 16)؛ (1بط1: 23؛ تى3: 5 – 6). يقول القديس أغسطينوس: [لنا ميلادان: أحدهما أرضى، والآخر سماوى. الأول من الجسد، والثانى من الروح. الأول صادر عن مبدأ قابل للفناء، والثانى عن مبدأ أبدى. الأول من رجل وامرأة، والثانى من الله والكنيسة. الأول يجعلنا أبناء الجسد، والثانى أبناء الروح. الأول يصيرنا أبناء الموت، والثانى أبناء القيامة. الأول أبناء الدهر، والثانى أبناء الله. الأول يجعلنا أبناء اللعنة والغضب، والثانى أبناء البركة والمحبة. الأول يقيدنا بأغلال الخطيئة الأصلية، والثان يحلّنا من رباطات كل خطيئة ]. |
|