هناك شهادة أخرى على المسيحين الذين أضاءوا نورهم للناس من خلال أعمالهم الصالحة، وهي شهادة صبية إفريقية أمام جثمان كاهن رعيتها صرّحت "كل الفقراء كانوا عائلته، وكل البشر إخوته. أطعم الجياع، كسا العراة، داوى المرضى، واسى المتألمين، دافع عن المظلومين، استقبل المشرَّدين، ساعد اللاجئين، وآوى المنكوبين. فليكن الله له رحيما".
فالمسيحي ليس من يجتهد امام كل عذاب بشري ان يخفَّف من وطأته فقط، بل يسعى أيضا بكل طاقاته القضاء على مُسبِّباته من أجل تمجيد الله وخلاص النفوس. وهذه الشهادة تذكرنا بنبوءة أشعيا النبي "أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟ حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ ويَندَبُ جُرحُكَ سَريعاً ويَسيرُ بِرُّكَ أَمامَكَ ومَجدُ الرَّبِّ يَجمعُ شَملَكَ" (أشعيا 58: 7 -8).