وأيضًا نقرأ ما فعله المسيح في موعظته الشهيرة، حين نقرأ «وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ» (متى ٥: ١، ٢). فكانت الجموع تصطف على الجبل المُغطى بالعشب الأخضر، والمسيح يجول بينهم وهو يُلقي تعاليمهم.
وقد يستمر تعليم المسيح للجموع على الجبل أيامًا، وكأنه “مؤتمر” كبير، لدرجة أن مرة أطال المسيح في تعاليمه على جبل بجوار بحر الجليل، حتى ثلاثة أيام، فنست الجموع مأكلها ومشربها من روعة تعاليمه وجاذبيتها، حتى قال المسيح لتلاميذه: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ، لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلاَّ يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ» (متى ١٥: ٣٢).