رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“َالبَارَّ بالإِيْمَانِ يَحْيَا”!
فَاعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإيْمَانِ هُمْ أَبْنَاءُ إِبرَاهِيم. وَبِمَا أَنَّ الكِتَابَ سَبَقَ فرَأَى أَنَّ اللهَ سيُبَرِّرُ الأُمَمَ بالإِيْمَان، سَبَقَ فبَشَّرَ إِبْراهِيمَ قائِلاً: “فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَم”. إِذًا فالَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيْمَانِ يتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الـمُؤْمِن. فجَميعُ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرِيعَةِ هُم تَحْتَ اللَّعْنَة، لأَنَّهُ مَكْتُوب: “مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لا يَثْبُتُ عَلى العَمَلِ بكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الشَّرِيعَة!”. ووَاضِحٌ أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يُبَرَّرُ بِالشَّرِيعَةِ أَمَامَ الله، لأَنَّ “البَارَّ بالإِيْمَانِ يَحْيَا”. ولَيْسَتِ الشَّرِيعَةُ مِنَ الإِيْمَان، بَلْ إِنَّ “مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا”. فَالـمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَة، إِذْ صَارَ لَعْنَةً مِنْ أَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوب: “مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلى خَشَبَة!”. وذلِكَ لِكَيْ تَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهيمَ إِلى الأُمَمِ في الـمَسِيحِ يَسُوع، فَنَنَالَ بِالإِيْمَانِ الرُّوحَ الـمَوعُودَ بِهِ. قراءات النّهار: غلاطية 3: 7-14 / متّى 11 : 25-30 التأمّل: حين نتأمّل بعمق في هذا النصّ، نفهم أمراً أساسيّاً في تاريخ الخلاص. فلو كانت الشريعة كافية للخلاص، لما كان المسيح بحاجةٍ ليتجسّد وليتحمّل لاحقاً كلّ ما مرّ به من آلام من أجلنا ومن أجل خلاصنا! إنّ الخلاص ينبع من الله أوّلاً ومن إيماننا به قبل أن يتأتّى عن طاعتنا للشريعة كفعلٍ مستقلّ أو عن اعمالنا الصّالحة التي يمكن للمرء القيام بمثلها ولو كان غير مؤمن! أمّا الخلاص فهو مرتبط بالإيمان الّذي ينفح أعمالنا بروح الله وقداسته فينشلنا من أنانيّتنا ليحيينا بروح الله فنشهد له بحياتنا وأعمالنا ومحبّتنا المجانيّة! |
|